صديقي شجرابي.. لك مني أطنان التحايا وخالص الأشواق وأسأل الله أن يزيدك في حب الهلال والتبتل في محرابه وأن يمنحك الصحة ويلبسك ثوب العافية.. وأقف هنا معك ومع أهلي في الهلال لأبكي حبيب الرياضيين وريحانة المجالس وأخو الجميع وصديق الكل والهلالي كامل الدسم خلف الله أحمد موسى صاحب الابتسامة الصافية التي لا تفارق ثغره.. ولقد حزنت كثيراً لهذا الرحيل المر والفراق الأبدي وبكيت بدموع صادقات لأن خلف الله كان طيب القلب, صافي السريرة, تقي الدواخل.. لا يخاصم ولا يحارب ولا يعرف الأحقاد.. يعشق الهلال عشقاً يقارب الهيام, يحفظ عن ظهر قلب الكثير من ماضيه وآدابه وموروثاته, ويفاخر دوماً بالانتماء اليه والى مجتمعه العريض..! انني اعرف خلف الله منذ سنين طويلة, لم أره والله عابس الوجه أو مقطب الجبين وكل ما يلاقيك تكسي وجهه الابتسامة ويصافحك بالأحضان ويسألك عن أحوالك ويناقشك في الهلال فوراً.. انه من طينة الخلصاء والأوفياء.. يقف المواقف وينال شرفها, لا يراوغ ولا يتملق ولا يداهن أو ينافق, واضح في مواقفه وضوح الشمس في رابعة النهار..! لقد كان خلف الله هلالياً قحاً.. ينوم ويصحى على حب الأزرق الدفاق ورأيت بعيني رأسي مكانته المرموقة عند زعيم الهلال الخالد الطيب عبدالله طيب الله ثراه ورأيتها عند أرباب الزمن الجميل صلاح ادريس ورأيتها عند الراحل المقيم عبدالمجيد منصور قاهر الظلام عليه رحمة الله الواسعة ورأيتها عند رواد النادي والعمال والموظفين, انهم يحبونه ويبادلونه الاحترام والتقدير, وكان يداعبني باستمرار ويقول لي يا حجر العسل مشينا حجر العسل لقينا الحجر وما لقينا العسل ومشينا المدينة عرب لقينا العرب وما لقينا المدينة.. كان يرددها كل ما يقابلني ثم يضحك ضحكته المجلجلة.. لقد كان في براءة الأطفال ووداعتهم وكان في رقة النسيم وشراسة الهزبر عندما يدافع عن هلاله..! اننا افتقدنا الأخ خلف الله والهلال في أمس الحاجة لمجهواته ووفائه وتجرده واخلاصه وحماسه الزائد ونشهد له بالنجاح عندما كان مديراً للاستاد.. لقد كان يرافق بعثات الهلال التي كانت تسافر للخارج ابان عهد الأرباب صلاح ادريس الزاهي وكان يقوم بعملية الطبخ للنجوم والإطار الفني وكان ناجحاً في هذا المجال ومتفوقاً فيه بدرجة الامتياز.. نعم ان الموت حق, وهو مصير الأولين والآخرين ولكن موت خلف الله جلب لنا الأرق والسهر والأحزان وظلل سماءنا بغيوم الكآبة وسحب المآسى الداكنة وقد صبر صبر أولي العزم من الرسل ابان فترة مرضه بالفشل الكلوي وكان صامداً لم يجزع.. ولم يعرف الخوف طريقاً الى قلبه الأبيض.. اننا نعزي في فقد خلف الله جماهير الهلال الصابرة المحتسبة في الداخل والخارج ونعزي فيه لجنة التسيير والأبطال الأشاوس وموظفي النادي ورسل الكلمة المقروءة وأهله وعشيرته وأصدقاءه وجيرانه وزملاءه وعارفي أفضاله.. ان الفقد جلل والمصاب كبير ولا نقول الا ما يرضي الله.. اللهم ارحمه بواسع رحمتك وأفتح عليه أبواب الرضا وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وألهم الجميع الصبر والسلوان وحسن العزاء.. ونسألك يا مالك الملك يا ذو الجلال والاكرام ألا ترينا مكروهاً في عزيز لدينا.. وكل من عليها فان.. المكلوم/ حسن السيد عبدالله «حجر العسل»