والت ديزني مبتكر الروائع والشخصيات السينمائية الكارتونية مثل ميكي ماوث ودونالد دك وصاحب ديزني لاند المشهورة اتضح أنه كان من أنشط عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة الاستخبارات المركزية. وقد أخذ الناس يبحثون في علاقة بعض الروائيين والمشتغلين بالأدب وخاصة في مجال القصة البوليسية بمراكز الاستخبارات والتحقيقات. لقد اتضح أن عدداً من الروائيين البريطانيين كانوا يعملون في مكتب الاستخبارات السري الذي يشار إليه ب MI5 « أم أي فايف» والذي يمتد عمله الى التجسس ومكافحة التجسس وقد دخلت الحكومة البريطانية في عهد المسز تاتشر في دعاوى قضائية مشهورة لمنع أحد الذين كانوا يعملون في ذلك القسم من نشر مذكراته بعنوان «صائد الجواسيس»، فقام بنشرها في استراليا ووزعت في بريطانيا وقد حقق المؤلف بيتر رايت شهرة واسعة وثروة طائلة من ذلك الكتاب. إن من أشهر الكتاب البريطانيين والذين اتضح أنهم كانوا يعملون في خدمة الاستخبارات السرية سومرست موم وجراهام جرين. وقد جذب ذلك القسم السري منذ إنشائه العام 1909 الكثير من الكتاب المشهورين أمثال باري ميسون وارسكين كيلدرز الذي كتب روايته المشهورة «الغاز الرمال» وغيرهم، وقد اشتهر هؤلاء ببراعتهم الفائقة في السرد الروائي المتقن استناداً على معلوماتهم الغزيرة في دنيا الاستخبارات والتجسس. وقد وجد الذين تقاعدوا عن العمل في ذلك القسم شيئاً مستمراً يفعلونه بنشرهم لمذكراتهم، وكشفهم للكثير من المعلومات والتي تدخل في نطاق الأسرار التي لا يجوز البوح بها، إلا أن الولاء المهني أخذ يتضاءل كثيراً أمام المغريات المادية الهائلة في عالم النشر. إن نجاح كتاب واحد يكفل لصاحبه رغد العيش بقية أيامه. ولهذا عندما كتب انثوني كافيندش روايته «داخل الاستخبارات» تعرض لحملة عنيفة من الحكومة البريطانية إلا أن ذلك لم يوقف صدور الكتاب. ونجد كتاباً من أمثال نايجل كليف وجون كولفن ونيكولاس اليون ينشرون صفحات من مذكراتهم عن فترة عملهم في الاستخبارات، إلا أن هؤلاء أظهروا شيئاً من الولاء المهني فلم يبوحوا بكل شيء. ومن أشهر الروائيات البريطانيات كانت شارلوت بينقهام، وقد كتبت المسلسل التلفزيوني «أعلى الدرج أسفل الدرج» وهذه كانت تعمل في قسم مكافحة التجسس، كما أن والدها الذي كان يعمل في نفس القسم كان روائياً مشهوراً كتب العديد من القصص البوليسية المشهورة، أما والدتها فقد كانت تكتب تحت اسم مستعار هو جولي مانرينق وقد كان لروايتها «رجل الوزارة» صدى كبيراً في الأوساط الأدبية، بينما قضت هي جزءاً كبيراً من عملها أثناء الحرب العالمية الثانية في قسم مكافحة التجسس. ولعل أشهر الكتاب المخضرمين هو مالكوم مقريدج الذي لم يخف ارتباطه بالاستخبارات البريطانية أثناء الحرب، وقد كان راعياً لجامعة أدنبرا العام 1966 فكان يقول عن عمله في تلك الفترة «إن كتاب الروايات البوليسية يجدون في هذا العمل أكثر مما يتصورن». والقائمة طويلة ولعلهم كانوا يحسون بميل نحو الغوص في الأسرار والوقائع الغامضة، فيتجهون الى الالتحاق بالاستخبارات حيث يجدون أكثر مما يتصورون كما يقول مالكوم مقريدج.