نشأت تندلتي كحاضرة في نظارة الجمع منذ القدم، وساهم تشييد خط سكك حديد السودان في تحويلها لمركز تجاري ضخم فازدهرت التجارة ونشأت الصناعات التحويلية المرتبطة بالنشاط الزراعي للسكان المحليين. وكان لموقعها المميز دور واضح في تطورها وريادتها.. فاصبحت قبلة لتجار السودان فاتو من كل فج وجهة، عوائل هاجرت من امدرمان واخرين اتوا من تخوم شندي ونهر النيل وغيرهم هاجروا من بحر ابيض واقاصي الشمال. كما ساهم قيام المشاريع الزراعية في خلق فرص عمل جيدة ادت الى هجرة كبيرة للعمالة من جهات شتى ولكن الحظ الاوفر كان لابناء جنوب السودان لما عرفوا به من اخلاص وامانة وحب للعمل. كما وطنت السكة حديد ابناء جبال النوبة كعمال دريسة في مصلحة السكة حديد كل جاء بثقافته وعاداته فانصهروا وتصاهرو. لا يسأل احد عن قبيلة الاخر ولا جهته. فكونوا ما يمكن ان نطلق عليه الهوية التندلتاوية ومن اهم سماتها قبول الاخر لدرجة الاحتواء والقدرة على التعايش مع الجميع. وحميمية التواصل ونقاء الباطن. بهاء الظاهر. تجدهم فتظنهم اهل فقيرهم وغنيهم لا تميزهم فكان تلاقي آل الجزلي من امدرمان وارتولي من اهل الجزيرة وآل عبدالكريم صديق من رفاعة وآل مالك من القطينة وعمنا شول من جنوب السودان وعمنا دفتر وعمنا واقف من النوبه وآل عبدالصادق وآل كنة من نواحي كرمة. وغيرهم من الاسر التي شكلت مزيج فريد لوحدة الوطن ووحدة المزاج السوداني الانيق. فمن مشاهير أبناء الجنوب الحارس الخلوق احمد شول وكان من مريدي سيدي احمد البدوي. وكان جنوبي الاصل سطوحي المزاج شمالي الهوى وأيضاً من ابناء النوبة هناك من برعوا في كرة القدم وكانوا نجوم في تندلتي كردي وكيلة واسمنتي واولاد تية. في تندلتي تجد مائدة الامدرماني بشير ابراهيم السيد تجمع شول ابن الدينكا النبيل مع عبدالصادق المحسي وعمنا ديرو جلال الهندي. وجمعت تندلتي في تاريخها البعيد الاغريق والهنود اشتهروا بتجارة الاقمشة والعطور. واهل اليمن السعيد عملوا في تجارة التجزئة وأيضاً الارمن. فتعايشوا مع السكان المحليين فكونوا حضارة تندلتي العظيمة. اما على صعيد الثقافة فنجد شباب في هذا المجال ساهموا في نشر الغناء السوداني امثال المرحوم ابراهيم التوم «كبجه» الذي اسس فرقة موسيقى كاملة ولا زالت تمارس العمل الثقافي في المسارح المدرسية والعامة ولا ننسى الشعراء الذين ينظمون الشعر في المحافل الاجتماعية امثال العم الجيلي طه والطاهر سليمان. وشباب تندلتي الان في تعايش سلمي ومتكاتف في كل الاصعدة الرياضية منها والثقافية وحتى السياسية ولا يفوتني ان اقول ان ابناء تندلتي وشبابها في العاصمة القومية كرموا آباءهم في احتفالية رائعة ضمن عملها الثقافي التي تقوم به رابطة تندلتي بالعاصمة القومية ووجد الاشادة والتقدير. عرفت تندلتي الاندية الرياضية والثقافية في اربعينيات القرن الماضي. حيث اسس بعض شباب التجار النادي الاهلي العام 1942م ونادي المستقبل في الخمسينيات على يد أسرة رجل الأعمال إبراهيم مالك ونفر كريم من أهل المدينة. وكان للاندية دور هام في نشر الوعي والاستنارة بين اهل تندلتي. سليمان الطاهر سليمان رسالة لوزير الداخلية ومدير عام الشرطة الأمن مسؤولية الجميع انطلاقاً من هذا العنوان وهذاالشعار الذي ترفعه قوات الشرطة من هنا أُحيّي قوات الشرطة برتبهم المختلفة وفي جميع مواقفهم وهم يعملون لمدة «24» ساعة من أجل حفظ الأمن والأرواح والممتلكات. كما اشيد بإنجازات قوات الشرطة والتي هي متواصلة في كل المواقع. وأخيراً المبادرة التي وضعتها الشرطة بإشراك المجتمع في حفظ الأمن بقيام اللجان المجتمعية بجميع الأحياء والقرى، هذه المبادرة فشلت حيث إن المنسوبين بهذه اللجان ليس لهم معرفة بواجبهم كما أنه ليس لهم أي دور أو نشاط أمني بالمشاركة مع قوات الشرطة والدليل على ذلك انتشار المخدرات بكميات كبيرة وسط الأحياء. انتشرت الرذيلة وصناعة الخمور وحيازة الأسلحة غير المرخصة كل ذلك نابع من المجتمع بالاحياء والقرى ولكن لم نر اي نشاط أو دور لهذه اللجان التي تنقصها الخبرة والاقدام وكيفية كشف ومتابعة الجريمة بالحي، ولأهمية الموضوع والذي لا بد من وجود ذراع امني للشرطة وسط المجتمع. أقترح الاستعانة بقوات الشرطة من المعاشيين الذين يوجد كثير منهم لديهم القدرة على العطاء بجميع رتبهم بالتعاقد حسب اللوائح القانونية وهم احتياطي قوات الشرطة ومدربون وجاهزون وسوف يكونوا ساعد أيمن لقوات الشرطة في حفظ الامن وكشف الجريمة لما لهم من مؤهلات ومقدرات ودمتم لخدمة البلاد والعباد. وشكرا... ملازم شرطة/معاش عبدالفتاح الحاج بشير