قبل أيام أشارت الوسائط الإعلامية إلى أن رئيس الوزراء التايلاندي الجديد برايوت تشان، قد درج على استخدام بعض التعاويذ السحرية لدرء ما اعتبره أعمال السحر من قبل أعدائه، ودرج تشان على التعامل مع ما يعرف بالروحانيات والكهانة، وشوهد بعض أتباعه يحملون تماثيل لجلب الحظ إلى مقر الحكومة، وكشف أنه قد غطس الأسبوع الماضي في ماء مقدس لصد شر أعدائه، بينما قال منتقدوه إن هذا السلوك يضر بالديمقراطية. لكن حتى في السودان، هناك أحاديث عديدة عن سياسيين في الحقب المختلفة يتعاملون مع السحرة إما بغرض التشبث بالمنصب أو إزاحة بعض منافسيهم، وكانت قد «الإنتباهة» قد أشارت إلى قصة المسؤول الذي كلف عدداً من أهله لجلب مائة ضب طلبها منه الساحر من أجل إتمام السحر حتى يظل في منصبه، كما أشارت في وقت سابق أيضاً إلى مسؤول جلب ساحر إلى منزله وشوهد دخان البخور في حين كان المسؤول يهرول إلى العطارين لشراء مزيد من اللوازم التي تدخل في عمل السحر المزعوم، والطريف أن المسؤول رغم ذلك أزيح من منصبه ولم يعد حتى الآن إلى منصب بديل على الأقل حتى إشعار آخر. أما على صعيد المسؤولين في العالم العربي، فقد قيل إن القذافي مولع بأعمال السحر ويعتقد أنها تجلب له البقاء في الكرسي والحماية من أعدائه. وقال الساحر الذي كان يتعامل معه «كان القذافي شغوفاً بسحري، وهو لم يكن يتردد في الاستجابة لكل مطالبي، وحتى حينما يتطلب موقف ما أن نأتي بعناصر وصفة ما من أعماق دولة أخرى، فإنه لم يكن يتردد في ذلك». أما على الصعيد العاملي بحسب نشرة الأندلس الإخبارية، فإن التعامل مع السحر شمل عدداً من رؤساء الدول الأجنبية الذين اعتقدوا بالسحر على رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر، فعندما زار مصر فى منتصف السبعينات كان أول ما طلبه كارتر وسأل عنه سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم، واندهش الحاضرون حتى كشف كارتر عن السر وقال إنه زار مصر في الستينات وقبل أن يفكر في الترشح للرئاسة تقابل مع هذه السيدة التي تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا!! هذا ما ينطبق أيضاً على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والروسي بوتين والفرنسي الحالي ساركوزي، ورئيس دولة بورما «تان شوي»، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة «يانجون 6» إلى قرية «نيبيداو» التي تفتقر إلى المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجِّم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة. كما أشار المصدر إلى أن الرئيس الراحل جعفر نميري فوجئ ذات يوم وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان ثم يختفى، وعندما تولى جعفر نميري الحكم في السودان فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك عصاً ثم يختفى، وظل نميري محافظاً على تلك العصا لا يتركها من يده حتى كان اليوم الذي انكسرت فيه فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي حيث الاجتماع السياسي المهم ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله. لكن بالطبع، فإن الحكم يمنحه الله في وقت محدد ويهيئ له الأسباب ثم ينزعه أيضاً كما يريد مهما توفرت أسباب الأمان الظاهري، فقد يأتي الخطر من حيث لا يحتسب له الحكام، وحينها لن تنفع عصا أو حجاب أو بلتون من «الضببة والسحالي والتيوس العوراء» «إنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى». صدق الله العظيم.