بينما أعلن الكادر القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي ميرغني مساعد عن عودة مرتقبة لزعيم الحزب ورئيسه المرشد الختمي السيد محمد عثمان الميرغني للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية السادسة والأربعين للزعيم الوطني الراحل المرحوم السيد علي الميرغني، والذكرى السنوية السادسة لرئيس مجلس رأس الدولة السابق الزعيم الوطني الراحل السيد أحمد الميرغني في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري، وذلك بعد أن أمضى السيد الميرغني حوالي سنة في البقاء خارج البلاد منذ أن غادرها في أجواء الاحتجاجات الشعبية الساخطة على رفع الحكومة للدعم عن المحروقات في سبتمبر الماضي، مما أدى لارتفاع موجة الغلاء السائدة والضائقة الاقتصادية المتزايدة والضاغطة والمتفاقمة والمتصاعدة منذ ذلك الحين وحتى الآن.. فإن العودة الراهنة للسيد الحسن نجل المرشد الختمي السيد محمد عثمان الميرغني، وما جرى أثناء وصوله إلى مطار الخرطوم في الأيام القليلة المنصرمة، قد جاءت مثيرة لدلالات وتساؤلات لها مغزى، حيث وصل معه في ذات الطائرة القادمة للخرطوم القيادي في الحزب الاتحادي وزير مجلس الوزراء السيد أحمد سعد عمر، كما كان في استقباله بالمطار مدير مكتب رئيس الجمهورية الخليفة الختمي الفريق في جهاز الأمن والمخابرات الوطني السيد طه الحسين. وبالإضافة إلى مثل هذه الملابسات التي كانت لافتة، بما فيها وجود القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم د. نافع علي نافع في مطار الخرطوم، أثناء العودة الراهنة للسيد الحسن الميرغني، تجدر الإشارة إلى أن الفريق طه الحسين مدير مكتب السيد رئيس الجمهورية، كان قد أعلن وفقاً لإفادة صحفية منسوبة له، عقب زيارة وفد قيادي من زعماء ما يسمى الجبهة الثورية المتمردة بالمنفى للمرشد الختمي في مقر إقامته الحالي بالعاصمة البريطانية لندن، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من السيد الميرغني أكد له فيها أن تلك الزيارة التي جاءت بعد توقيع زعيم حزب الأمة وكيان الأنصار رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي لاتفاق مع الجبهة الثورية المتمردة في العاصمة الفرنسية باريس، لم تكن ذات طابع سياسي، وإنما تمت في الإطار الاجتماعي فقط. بيد أنه وبعد فترة قصيرة من تلك الإفادة المسنوبة للفريق طه نقلت الصحف الصادرة بالخرطوم أن الناطق الرسمي القيادي في الحزب الاتحادي السيد محمد سيد أحمد قد قام بزيارة مفاجئة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا التقى فيها بزعماء في قيادة ما يسمى الجبهة الثورية المتمردة بالمنفى في مناهضة مسلحة للسلطة الحاكمة القائمة، وأنه قد تم خلال ذلك اللقاء، الذي جاء عقب توقيع رئيس الجبهة المتمردة السيد مالك عقار على ما يسمى اتفاق إعلان المبادئ المبرمة بواسطة رئيس آلية الاتحاد الإفريقي الرفيعة المستوى ثامبو أمبيكي مع ممثلي لجنة الحوار الوطني السوداني المعروفة بلجنة «7+7» والتي مثلها كل من د. غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الآن المنقسمة عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم والقيادي في الحزب الاتحادي وزير مجلس الوزراء السيد أحمد سعد عمر. وكما نقلت إفادات صحفية منسوبة للقيادي في الحزب الاتحادي والناطق باسمه السيد محمد سيد أحمد فقد تم أثناء اللقاء مع ممثلي الجبهة الثورية المتمردة في أديس أبابا الاتفاق على تأييد الجبهة للمبادرة المطروحة والمقترحة من زعيم الحزب رئيسه المرشد الختمي السيد الميرغني بشأن الحوار الوطني الجاري في الوقت الحالي بين السلطة الحاكمة وحزب المؤتمر الوطني المؤسس لها والأحزاب المشاركة معه في الحكومة من جهة، والقوى الوطنية الأخرى الممثلة للمعارضة من الجهة الأخرى، والتي وافق بعضها على المشاركة في هذا الحوار والمساهمة في الجهود المبذولة في سياق العمل على تهيئة الأجواء اللازمة والممهدة للاستفادة منه كمحاولة فاعلة وجادة في المعالجة الناجعة للأوضاع المتأزمة والمحتقنة والمتوترة والمتردية والمتدهورة الراهنة. وهكذا وبينما أضحى من المعلوم أن زعيم حزب الأمة وكيان الأنصار رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي قد اختار لنفسه وجهة غامضة في المغامرة والمراهنة التي يبدو أنه يسعى عبرها للاستعانة المتبادلة مع ما يسمى الجبهة الثورية المتمردة في مناهضة مسلحة للسلطة الحاكمة القائمة وذلك في سبيل ممارسة الضغط عليها وحملها على الاستجابة الخاضعة والراضخة للموافقة على تقديم تنازلات كبيرة لصالح القوى المعارضة التي تصل طموحاتها لدرجة شاطحة وطامعة في أن يتخلى حزب المؤتمر الوطني عن ما يحظى به.. فإن المرشد الختمي والحزب الاتحادي يبدو كمن يمضي في وجهة أخرى ومعبرة عن نظرية الأواني المستطرفة مع حزب الأمة.. وسنرى.