} يملك البروفسور "محمد محجوب هارون" قدرة مدهشة في التواصل مع الذي يتفق معه والذي يختلف معه.. وتمتد صداقات الأستاذ الجامعي أنيق العبارة، من الدبلوماسي أنيق المظهر إلى الإسكافي نظيف المخبر.. ود."محمد محجوب" تدهشك حميميته مع الذي يلتقيه، وربما أبعدته من مواقع التوزير والتوظيف السياسي تلك السجايا السودانية التي جبل عليها توادداً مع الآخر وحواراً والنظر للأشياء بمرآة نفسه لا بعيون الآخرين.. لا يدخر بروفسور "محمد محجوب" مالاً إلا أنفقه في وجه خير لوطنه وأهله وأصدقائه.. يحتفي بالزائرين للسودان ممن يعرف لا ممن يحب فقط بطريقة بعيدة عن الإفرنجية وقريبة من البداوة في أبهى حللها!! } ساهر بنا د."محجوب" عشية (السبت) في احتفالية بالوزير "جمال محمود" الذي جاء من تخوم قرية شركيلا محمولاً على أكتاف حزب المؤتمر الوطني لموقع كبير جداً في مجلس الوزراء.. والمواقع في الدولة (تكبر) بمن هو عليها وتصغر وتصبح مثال حبة من خردل إذا كان من أسند إليه صغيراًَ شكلاً ومضموناً.. و"جمال محمود" الوزير الجديد تعلقت آمال وتطلعات منطقة شركيلا في أقصى شرق كردفان بقدومه لكرسي الوزارة وشكل حضور أهل شركيلا من أطراف أم بدة وأركويت والثورات والحاج يوسف وبضع من سكان (العمارات الفوق) (لمة) في أحضان بروفسور "محمد محجوب هارون" استقبالاً لوزير خرج من أعماق، أعماق التنظيم الحاكم.. وزير يعتبر الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وطنه وأمه وأباه وصاحبته وبنيه وعن ما عدا ذلك يغنيه، ولكن لقطاع عريض من أم روابة المحلية وشركيلا والميعة وطوطاح وبقية القرى الحزينة المتناثرة على ضفة خور أبو حبل أمل ورجاء ولو معنوياً بأن أحد أبنائهم قد تقلد منصباً رفيعاً في حكومة وطنهم. } صحيح أن لمناطق مثل شركيلا قضايا نقص المياه وتدهور البيئة العلاجية وتلاشي التعليم، وصحيح أن الوزراء مثل "جمال محمود" لا يعرف كثير من أهل السودان لهم انتماء جغرافياً يعتبرون الانتماء الجغرافي خصماً على هوياتهم القومية، ولكن بروفسور "محمد محجوب هارون" يذكر أستاذة الجامعات وقادة القوات النظامية وكبار موظفي الدولة الذين حضروا احتفالية الوزير "جمال محمود" أن المائة جنيه التي يبعث بها موظف أو بائع (جائل) في أسواق الخرطوم لوالدته في شركيلا لها أكثر من معنى وتساهم في تحسين قفة الملاح اليومية، وأن الوزير الذي يتبرع بكرتونة من الطباشير لمدرسة قريته يسهم في التعليم بقدر!! } تحدث الوزير "جمال محمود" ليهدى للحضور تجربته في نهر النيل وزيراً وإنساناً في مدينة الدامر ويباهي بأن تلك التجربة قد ارتقت به مفاهيمياً وثقافياً، وأضافت الكثير لرصيده السياسي.. واعترف الوزير بأن للأوطان الصغيرة حقوقاً يجب أن تؤدى وللقرى النائية مشكلات تنتظر الحلول.. وأضاف ناظر الهبانية الكثير من الأملاح على وجبة كلامية جمعت أطيافا سياسية واجتماعية ربما لا تلتقي إلا عند أمثال د."محمد محجوب هارون" وقد أصبحوا أقلة في زمن تكالب فيه الناس على المواقع وهرعوا إليها مجردين مما يستر عوراتهم في رابعة النهار، ولكن قليل من التيار الإسلامي على سجيتهم مؤمنين بالتغيير الاجتماعي من خلال إصلاح أدواته ليست سلطوية، منهم من كنا في ضيافته حتى صباح أمس في بري حيث يقيم "محمد محجوب" في بيت حكومي مثل صديقه "عوض السيد الكرسني".