اجتمع نفر من علماء السودان بدعوة من الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس في سمنار، واكدوا المعلومة التي مفادها ان الالياف الطبيعية المستنبطة من القطن اكثر صحة من الألياف الصناعية، وطالبوا بإزالة العثرات عن زراعة القطن، وبشرهم السيد مدير عام شركة الاقطان في ذات السمنار عن خطة لاستنباط الياف متطورة من القطن، وفي ذات السياق حملت الانباء اصرار اتحاد المزارعين على زيادة الرقعة المزروعة قطنا في الجزيرة لأن مساحته في السنوات الاخيرة تقلصت الى اقل من عشرين في المائة عما كان عليه قبل تطبيق قانون الجزيرة الجديد الذي اعطى المزارع حرية اختيار المحصول (فلم يصدق وركل القطن من أول نسمة حرية). لا توجد علاقة مؤسسية بين هيئة المواصفات واتحاد المزارعين ولكن وجود مدير عام شركة الاقطان التي يكتظ مجلس ادارتها باعضاء اتحاد المزارعين يمكننا من الربط بين موضوع السمنار وقرار الاتحاد على الاقل في هذه المساحة، فالسادة المشتركين في السمنار اخذوا علماً من ورقة علمية بأن الألياف الصناعية اغرقت السوق بالمنسوجات الكيمائية الرخيصة مقارنة بالمنسوجات القطنية، كما ان الالياف الصناعية سهلة التصنيع ويفضلها المهتمون بصحة البيئة. طبعا في نفس الوقت كما ذكرنا امن السادة المؤتمرون على ان الالياف الطبيعية احسن لصحة الانسان من الالياف الطبيعية. اذاً ياجماعة الخير المشكلة ليست مشكة السودان انما مشكلة عالمية، فالعالم اتجه للالياف الصناعية لانها الارخص مع علم الجميع ان الطبيعية هي الاحسن للصحة، فالفقر العالمي قدم الناحية الاقتصادية على الصحية وهذا انعكس على اسعار القطن، فتدنت، لذلك يكون من الطبيعي ان تقل المساحة المزروعة قطنا في العالم لأن اليافه لايتعاطاها الا الموسرون ونحن في السودان ندرك هذا بدليل اننا اتجهنا للبس التترون ونسينا الدمورية والدبلان لأن التترون يعيش طويلاً فاضحى هو لبس الفقراء. اكيد انه ليس المطلوب من مزارع الجزيرة ان يزرع القطن بالخسارة لأن اليافه أحسن لصحة الانسان وعلى الشركة التي تريد ان تسنبط أليافاً متطورة ان تضمن انها يمكن ان تنافس الألياف الصناعية من حيث السعر وبالتالي تضمن عائداً مجزياً للمزارع حتى تقنعه بزراعته. السيد الاتحاد اعلن عدة محفزات لزيادة المساحة المزروعة قطناً وهي ان هناك تمويلاً كاملاً وان الشركة سوف تشتري القنطار طويل التيلة بمائتين وخمسة وثلاثين جنيهاً وقصير التيلة بمائة وسبعين جنيها للقنطار وهذه الاسعار تبدو لأول وهلة انها مجزية ولكنهم عودونا ان يلتفوا عليها برفع مدخلات الانتاج من تحضير واسمدة ومبيدات وادارة وفي النهاية (يطلع المزارع كيت) كما ان عملية الفرز اصبحت كلها على حساب المزارع فيعطي الدرجة الثالثة (عمال على بطال). والاهم من كل هذا ان الاتحاد يعلم تدني الانتاجية التي متوسطها خمسة قناطير، فهذا السعر يكون مناسبا اذا كانت الانتاجية فوق العشرة كما ان ارباح البنك لم تحدد، عليه فان هذه المحفزات (فشنك)، فزراعة العجور والبصل و(الاعلاف) احسن منها وليس المطلوب من مزارع الجزيرة ان يضحي تشجيعا للالياف الطبيعية وليس المطلوب منه أن يضحي كي يقال ان السودان اول العالم في انتاج القطن وشكرا قانون 2005م. صحيفة الرأي العام - حاطب ليل العدد(22693) بتاريخ 8/7/2009) [email protected]