والأسلوب الرائع الذي تستخدمه مخابرات الغرب الآن يصمم بحيث يجعل الغزال يطارد الذئب.. يرجوه أن يأكله. وفرنسا الآن تستخدم الأسلوب هذا في تعاملها مع السيد ديبي.. بحيث يتبعها وهو عدو.. ويتبعها وهو صديق. ومقتل خليل وفرنسا صديق يومئذٍ لتشاد أنموذج للأول. ومشهد ديبي الآن.. يتبع فرنسا وهو عدو لها.. أنموذج للثاني. ومصر وفرنسا وجنوب إفريقيا كانت عام «2008م» هي وحدها من يملك جهازاً فرنسياً يتتبع المكالمات ويحدد موقع الهاتف والمتحدث والمستقبل. وفرنسا تزرع محطة للجهاز هذا في تشاد.. ولا أحد في تشاد له سلطان على فرنسا وما تفعل. كان ذلك في أيام مقتل خليل. وديبي يومئذٍ كان يسعى في إبعاد القيادات المنافسة. وبعلم الرئيس ديبي أو بدون علم فرنسا تذهب لإبعاد القيادات هذه. وفرنسا تبعد القيادات حتى تظل تشاد معلقة بخيط واحد هو ديبي نفسه. فإن ذهب ديبي سقطت تشاد في الفوضى حيث لا أحد هناك قائداً يعرفه الناس ليقودهم. و «انفراد» ديبي بالقيادة يجعل فرنسا تقتل خليل «3» وفرنسا تتصل بالقذافي.. تتصل بعد دراسة دقيقة. للأوحال التي تغرق فيها سيقان القذافي. ملفات القذافي عند فرنسا تقول إن العقيد ينظر إلى اربعة آلاف جندي أسير في سجون تشاد لا بد له من استعادتهم. وأن قوات «فرولينا» تعجز وأن قوات فرولينا تهدد القذافي بوجود كثيف في ليبيا وضعف ديبي وضعف القذافي وضعف فرولينا وتنافس حركات تمرد دارفور سطور تستخدمها فرنسا. و «جهات» معينة تجعل حركات دارفور تتجه لصناعة الجبهة الثورية «خطة بقلم الرصاص يومئذٍ» وأركو مناوي يتصل بخليل في ليبيا يدعوه إلى اللقاء في جوبا. وفي الهاتف يقترح عليه ألا يتحرك بأكثر من عشرين عربة خفيفة. ويجعله «يفهم» ان قادة كثيرين هناك يعرضون «تعاونهم» معه.. تعاون تثقل كفة ميزانه بمقدار ما تثقل دولارات القذافي الكفة الأخرى. والكفة الأخرى كانت ثقيلة فالقذافي كان يبحث بلهفة عن جنود يقاتل بهم .. جهات يعرفها يومئذٍ. وخليل ينطلق وهاتفه مغلق تماماً على طول الطريق وأنف الجهاز الفرنسي في تشاد تتشمم الهواء يبحث عن اتصال هاتفي واحد. وشيء ما يجعل خليل يتوقف في أم جرس وهناك يجعل نصف أمواله في مخابئ خاصة. ثم.. يرفع هاتفه ويتصل بجهة ما. بعدها بدقائق كانت الطائرات فوق رأسه. ديبي هذا.. يبحث الآن عن مخرج من الشبكة الغريبة التي تخنق حكومته ان هو بقي .. وتهدد تشاد بالانفلات إن هو ذهب. وفرنسا .. العدو الآن لديبي.. تعود إلى العمل من جديد. وبعد اتهام فرنسا لديبي بمجزرة إفريقيا الوسطى.. فرنسا تجعل نيجيريا تتهم ديبي بأنه يدعم «بوكو حرام». وتجعل الكاميرون تتهم ديبي بأنه يستخدم ميناءها لجلب الأسلحة. وديبي يطلق خطة للمقاومة .. ويرسل رجاله إلى رجال المعارضة في فرنسا والسودان وغيرها للعودة إلى تشاد واقتسام السلطة. ومؤتمر أم جرس ما يقيمه هو المواجع المشتركة. مؤتمر أم جرس كان ما يصنعه هو. أبناء القبيلة التي تحكم تشاد في أمريكا والمهجر يشعرون بالخطر. الخطر على ديبي والخطر على تشاد بالانهيار. والسودان يذهب إلى هناك ليشتري ما يريد من السوق هذا. و... «4» وما نريده من الزحام هذا كله هو.. صلة كل شيء بكل شيء في عالم اليوم. وكيف تنسج المخابرات شباكها من الخيوط هذه. والخيوط نجذبها إلى أماكن أخرى ممتدة حيث خيوط الشبكة التي تمتد الآن حول المنطقة بكاملها. وحول السودان بالذات. ومن لا يعرف يموت. آخر الليل - اسحق احمد فضل الله صحيفة الانتباهة [email protected]