:: وثيقة يعود تاريخها إلى ماضي السودان الذي كان جميلاً بهؤلاء العُظماء ..( السيد بشير النفيدي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، علمت من السيد الحاج مضوي بموضوع المائة جنيه الأولى، وهي باقية ديناً علي، والآن أرجو أيضاً أن تسلفني مائة وثلاثون جنيهاً، وتكون الجملة علي (230) مائتان وثلاثين جنيه، وسنبدأ التسديد إن شاء الله في منتصف هذا العام، وأكون لكم من الشاكرين جداً، والله ولي التوفيق، وأسف لإزعاجكم..المخلص اسماعيل الأزهري، الأربعاء 19/2/1964).. اسماعيل الأزهري، رمز الإستقلال ورأس الدولة، يستدين من رجل أعمال، ليُكمل بناء منزله..ولهذا، عاش زعيماً ومات عفيفاً..ليبقى في قلوب الناس عظيماً..!! :: وذات جمعة شهدت وقائع إنفصال جنوب السودان، مررت بمنزل الزعيم الأزهري، و شاهدت بعض الشباب يوشحون جدار المنزل بقماش أسود حزناً على إنفصال الجنوب، أوهكذا كان تعبير الشباب عن إنشطار وطنهم.. لم يجدوا ملاذاً يأوى أحزانهم، فلاذوا بمنزل الزعيم ليشاطرهم الجدار حزن هذا الإنشطار.. ورغم أنف أحزان تلك اللحظة، كانت الفكرة والسؤال : ( بيت الأزهري ده حق منو؟)..و كان القصد من السؤال أن نحفظ التاريخ المشرق للزعيم الأزهري ونحافظ عليه، وذلك بتخليد ذكراه في هذا المنزل العريق بحيث يكون مُتحفاً تحف إليه خطى السواح وكذلك قلوب ومشاعر أبناء الوطن، وبهذا نكون قد بادلنا عطاء الزعيم ببعض الوفاء ..!! :: فالدول وشعوبها دائماً ما تحتفي بإرث وآثار رجالها الذين سطروا تاريخهم بأحرف من نور الصدق والإخلاص والطهر والنقاء في دفاتر التاريخ .. ولهذا، ناشدت الحكومة والمعارضة والمجتمع بالنص : منزل صانع إستقلال بلادنا يجب أن يكون مُتحفاُ كما متاحف ناصر والسادات ومحمد نجيب بمصر، ومتحف عمر المختار بليبيا، ومتحف يوسف العظمة بسوريا..كانت بيوتهم، ولم ترثها اسرهم بعد وفاتهم، بل ورثتها شعوبهم بتحويلها إلى متاحف توثق سيرتهم في دفتر التاريخ ..منزل الأزهري مُشيًد بحر مال صاحبه، و(بالدين والأقساط)، وهنا تتجلى قيمتهما ( المنزل وصاحبه )..ولذلك، كان الإقتراح - لأسرته ولكل أهل السودان - بتحويل هذا البيت إلى متحف شامخ يشير إلى زواره بلسان حال قائل : ( هنا ذكرى الزعيم الذي حرر بلده )..!! :: نعم، منذ زمن بعيد، كان يجب توفيق أوضاع أسرة الزعيم بمنزل أو منازل، ثم تحويل بيت الأزهري إلى ( متحف الزعيم)..وبمثل هذا المشروع الوطني، كان علينا - شعباً وحكومة ومعارضة - أن نتشبه بمن حولنا في هذا الكون، ولكن يبدو أننا لا نشبه إلا ( بؤس حالنا)..فالعنوان الصادم الذي تصدر - صباح أمس - قائمة عناوين أخبار صحيفة الصيحة كما يلي نصاً : ( على خلفية طلب أحد أفراد الورثة بنصيبه، عرض بيت الزعيم الأزهري للبيع).. ومع التقدير لمصادر الزملاء بالصيحة، نأمل أن يردهم نفياً يُنفي هذا الخبر المؤلم، وبالتأكيد وقع النفي أخف وطأة على نفوسهم من أن يُعرض بيت الأزهري للبيع..والمهم، أي بغض النظر عن هذا الخبر، آن الأوان بأن يُفكر الشعب - قبل الحكومة والمعارضة - في أن يُكون بيت الأزهري ( مُتحفاً)..!! الطاهر ساتي إليكم - صحيفة السوداني [email protected]