الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
الخرطوم .. افتتاح مكتب ترخيص الركشات
بيان طبي بشأن حالة لاعب منتخب السودان
الحزب الشيوعي السلطات الأمنية منعتنا من إقامة ندوة احتفالا بذكرى الثورة
المريخ يتعادل أمام موهانجا سلبيا
رئيس الوزراء يهنئ المنتخب الوطني بفوزه على غينيا الاستوائية في بطولة الأمم الإفريقية
ضمنها طائرة مسيّرة.. ضبط أسلحة ثقيلة ومواد كيميائية خطرة بالشمالية
السودان..مسيرات في الشمالية والسلطات تكشف تفاصيل المداهمة
المذيعة والصحفية ملاذ ناجي تتلقى التهانئ والتبريكات من نجوم السوشيال ميديا بمناسبة عقد قرانها
شاهد بالصورة.. إعلامي مصري معروف يتغزل في تفاعل فتاة سودانية عقب نهاية مباراة صقور الجديان وغينيا: (الله على الجمال بكاء مشجعة سودانية بعد فوز المنتخب السوداني)
رونالدو يرفض الاعتزال قبل الوصول لهذا الرقم
افتتاح مركز ترخيص الركشات والتكاتك بقسم شرطة مرور الخرطوم جنوب
السودان..وزير الشؤون الدينية والأوقاف يصدر قرارات
5 أطعمة تخفف أعراض البرد في الشتاء
وصول محترفي سيد الأتيام والطاقم الفني المعاون إلى ودمدني إيذانا بمرحلة الحسم
الحقيقة.. كرة القدم تجرّنا جرّاً
رياض محرز يقود الجزائر لتخطي بوركينا فاسو والتأهل لثمن نهائي أمم أفريقيا 2025
ماذا يريد البرهان؟
القاهرة تحذر من بناء سدود جديدة على النيل: سنرد
فوز منتخبنا يعيد الثقة المفقودة في "كان المغرب 2025"
رئيس الاتحاد السوداني ينعي الناظر طه فكي شيخ
شاهد بالصور.. الرابر "سولجا" يقتحم مران المنتخب الوطني بالمغرب
شاهد بالفيديو.. تحسن أم استقرار أم تدهور؟ خبيرة التاروت المصرية بسنت يوسف تكشف عن مستقبل السودان في العام 2026
عثمان ميرغني يكتب: مفاجأة.. أرض الصومال..
الجامعة العربية: اعتراف إسرائيل ب"إقليم أرض الصومال" غير قانوني
الجزيرة .. ضبط 2460 رأس بنقو بقيمة 120 مليون جنيهاً
بنك السودان يدشن نظام الصادر والوارد الإلكتروني عبر منصة بلدنا في خطوة نحو التحول الرقمي
زيادة جديدة في الدولار الجمركي بالسودان
الصادق الرزيقي يكتب: البرهان وحديث انقرة
الوطن بين احداثيات عركي (بخاف) و(اضحكي)
السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن
لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب
شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين
مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء
منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة
«صقر» يقود رجلين إلى المحكمة
شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة
كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025
إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل
تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية
وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي
شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين
الكابلي ووردي.. نفس الزول!!
استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه
كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟
اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر
قبور مرعبة وخطيرة!
عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!
مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)
الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا
مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة
الشتاء واكتئاب حواء الموسمي
عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..
"كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عثمان ميرغني : من ضيع السودان
خ ي
نشر في
النيلين
يوم 31 - 12 - 2014
عنوان الحلقة (الاباء المؤسسون .. جرد الحساب بعد كل هذه (المخازي السودانية العشره ) التي سسرتها عليكم في هذه الحلقات
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ .. ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻔﺘﻪ ﻟﻜﻢ .. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﻭﺗﺒﺼﺮ
ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ.. ﺟﺮﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ.. ﺃﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻨﻊ (ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ)، ﻭﺣﺎﻟﺔ (ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ
ﻧﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ . ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ .. ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟ !! ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﺄﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻣﺴﻜﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻜﺎﺑﺪﻩ .. ﻓﻠﻨﺄﺧﺬ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ .. ﺍﺳﺘﻤﻴﺤﻜﻢ ﻋﺬﺭﺍً ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ .. ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .. ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .. ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ .. ﻻ ﺑﺄﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ. ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ .. ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺪﻣﺠﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻻﻓﺘﺔ ( ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻱ) ، ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ، ﻭﻧﺎﻝ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1953، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻭﻃﻨﻴﺎً. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ -1956 ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ-ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮﻱ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺎً ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻞ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ 17 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 1958، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻠَّﻢ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ.
ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1964 ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺛﻢ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ (ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ) ، ﺣﺘﻰ ﺃﻃﺎﺡ ﺑﻪ ﺍﻧﻘﻼﺏ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ 25 ﻣﺎﻳﻮ 1969، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ – ﺁﻧﺬﺍﻙ- ﺟﻌﻔﺮ
ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ.
ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﺄﺳﻠﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﻮﻡ 29 ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎﻡ .1969
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟، ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭ( ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ..
ﺃﻧﻪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ( ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻔﻴﺔ)
ﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻢ،
ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻱ
ﺯﻋﻴﻢ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻤﺎ ﺃﻋﺠﺰﻩ ( ﺭﻓﻊ(!! ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻳﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ( ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ) ﻓﻲ
ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺇﻟﻰ (ﻳﻮﻡ(!! ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺒﻞ
ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ، ( ﺑﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ) ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺃﻭﺷﻜﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻟﻮﻻ ﻧﺠﺎﺣﻪ - ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ- ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻛﻠّﻪ ﺇﻟﻰ ( ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ) .. ﻓﺄﻓﻠﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ..
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﺄﺷﺪ
ﻭﺃﺷﺮﺱ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻰ
ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ؛ ﻟﻴﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻧﺔ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ- ﻓﻘﻂ- ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ؟؟
ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺪ ﻳﻘﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻨﻄﻘﻲ.. ﻣﺎ ﻫﻮ
( ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ(!! ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟؟ .
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺳﻬﻠﺔ.. ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻳﻦ:
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ
ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻲ ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺭﺳﺎﺀ
ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﺮ، ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺿﺠﺔ، ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ) .. ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻌﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً
ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺛﻢ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ؛ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ.. ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ،
ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻗﻮﺗﻪ.
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺟﻴﻤﺲ ﺁﺩﻣﺰ، ﻭﺗﻮﻣﺎﺱ
ﺟﻔﺮﺳﻮﻥ، ﻭﺟﻮﺭﺝ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ، ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ
ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﺣﺸﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ .. ﺛﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻭﺗﻮﻗﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ، ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ،
ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻪ.
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰ ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ.. ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؟؟، ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
ﺃﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ- ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻲ .
ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ.. ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ) ، ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ ﻓﻜﺮ، ﺃﻭ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ، ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺤﻔﻆ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺬﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﺗﺜﺒﺖ
ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﻠﻜﻪ (ﻫﻮ)
ﻻ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .. ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﺭﺍﺷﺪﺓ، ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻋﻘﻮﻝ ﻭﺧﺒﺮﺓ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻋﺒﻮﺩ..
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ .. ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ..
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺭﺑﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻋﺒﻮﺩ، ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﻨﻔﺖ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺒﺮ
ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ.. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ
ﺗﺴﻄﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﺒﻮﺩ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ- ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺟﺰﺓ- ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ، ﻭﺻﺤﺒﻪ.
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻞ، ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺻﻴﺮﺹ، ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺪﻧﻲ،
ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺠﻴﻠﻲ، ﻣﺪ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻨﻮﺳﺔ ﺇﻟﻰ
ﻭﺍﻭ، ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﺒﺮﻱ ﺷﻤﺒﺎﺕ،
ﻛﺒﺮﻯ ﻛﻮﺑﺮ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺗﺸﻜﻞ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻨﻒ ﻋﻬﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻢ
ﻳﻌﻤﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ.
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﺳﻄﺮ
ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺪ.
ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺜﺎﻝ ..
ﻟﻢ ﺃﻗﺼﺪ ﺑﺠﺮﺩ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ
ﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺨﻲ، ﻻ .. ﺑﻞ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﻣﻬﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﻞ،
ﺟﻴﻞ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ )، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ - ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻈﺔ
ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ -2014 ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺳﺲ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ، ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ( ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻲ) ، ﻭﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺎً،
ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻨﻮﺩ ﺑﻤﻬﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﻻ ﻣﺸﻔﻮﻉ ﺑﺎﻧﺼﻴﺎﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻟﻪ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺃﻱ
ﺇﻟﺰﺍﻡ ﻟﻬﺎ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ،
ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﺤﺴﺐ .. ﺑﻞ ﻓﻲ
ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ- ﻧﻔﺴﻬﺎ- ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ- ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ، ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻭﻫﻲ
(ﺣﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ) ، ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ، ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺮﻛﻞ ﺑﺎﻟﺤﺬﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ-
ﺷﺨﺼﻴﺎً .
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﻘﺎﻕ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻕ، ﻟﻢ
ﻳﺠﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻭﻗﺘﺎً؛ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ،
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ- ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ- ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - ﻧﻔﺴﻪ - ﻣﻮﻗﺪﺍً
ﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺏ .
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .. ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ .. ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ- ﻛﺎﻓﺔ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻌﺸﺮ!!
ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺀ ﻟﻴﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ..
ﺍﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﺃﻭ ﺃﺯﻣﺔ، ﺃﻭ
ﻓﺸﻞ، ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ- ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ - ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺒﺔ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﺼﺪﻑ.. ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺯﻫﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻭﻫﻤﻴﺔ .. ﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ
عثمان ميرغني
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
حوار مع وزير الدفاع بالدولة الجديد اللواء يحي محمد خير
رجل أعمال سوداني يرهن زوجته وأبنائه مقابل بضائع بالصين
فهيمه عبدالله : هذا هو سر مشاركتي أبو الأمين بالجنينة
الصحفي الهلالي يس علي يس يكتب عقب تعادل الهلال:النابي فعلاً كيسو فاضي
ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﻣﺎﺕ ﻳﺎ ﺻﻔﻮﺓ.
أبلغ عن إشهار غير لائق