شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    خريجي الطبلية من الأوائل    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عثمان ميرغني : من ضيع السودان
نشر في النيلين يوم 31 - 12 - 2014

عنوان الحلقة (الاباء المؤسسون .. جرد الحساب بعد كل هذه (المخازي السودانية العشره ) التي سسرتها عليكم في هذه الحلقات
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ .. ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻔﺘﻪ ﻟﻜﻢ .. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﻭﺗﺒﺼﺮ
ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ.. ﺟﺮﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ.. ﺃﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻨﻊ (ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ)، ﻭﺣﺎﻟﺔ (ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ
ﻧﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ . ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ .. ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟ !! ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﺄﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻣﺴﻜﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻜﺎﺑﺪﻩ .. ﻓﻠﻨﺄﺧﺬ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ .. ﺍﺳﺘﻤﻴﺤﻜﻢ ﻋﺬﺭﺍً ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ .. ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .. ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .. ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ .. ﻻ ﺑﺄﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ. ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ .. ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺪﻣﺠﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻻﻓﺘﺔ ( ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻱ) ، ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ، ﻭﻧﺎﻝ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1953، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻭﻃﻨﻴﺎً. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ -1956 ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ-ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮﻱ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺎً ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻞ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ 17 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 1958، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻠَّﻢ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ.
ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1964 ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺛﻢ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ (ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ) ، ﺣﺘﻰ ﺃﻃﺎﺡ ﺑﻪ ﺍﻧﻘﻼﺏ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ 25 ﻣﺎﻳﻮ 1969، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ – ﺁﻧﺬﺍﻙ- ﺟﻌﻔﺮ
ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ.
ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﺄﺳﻠﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﻮﻡ 29 ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎﻡ .1969
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟، ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭ( ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ..
ﺃﻧﻪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ( ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻔﻴﺔ)
ﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻢ،
ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻱ
ﺯﻋﻴﻢ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻤﺎ ﺃﻋﺠﺰﻩ ( ﺭﻓﻊ(!! ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻳﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ( ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ) ﻓﻲ
ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺇﻟﻰ (ﻳﻮﻡ(!! ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺒﻞ
ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ، ( ﺑﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ) ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺃﻭﺷﻜﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻟﻮﻻ ﻧﺠﺎﺣﻪ - ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ- ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻛﻠّﻪ ﺇﻟﻰ ( ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ) .. ﻓﺄﻓﻠﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ..
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﺄﺷﺪ
ﻭﺃﺷﺮﺱ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻰ
ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ؛ ﻟﻴﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻧﺔ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ- ﻓﻘﻂ- ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ؟؟
ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺪ ﻳﻘﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻨﻄﻘﻲ.. ﻣﺎ ﻫﻮ
( ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ(!! ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟؟ .
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺳﻬﻠﺔ.. ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻳﻦ:
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ
ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻲ ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺭﺳﺎﺀ
ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﺮ، ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺿﺠﺔ، ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ) .. ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻌﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً
ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺛﻢ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ؛ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ.. ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ،
ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻗﻮﺗﻪ.
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺟﻴﻤﺲ ﺁﺩﻣﺰ، ﻭﺗﻮﻣﺎﺱ
ﺟﻔﺮﺳﻮﻥ، ﻭﺟﻮﺭﺝ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ، ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ
ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﺣﺸﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ .. ﺛﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻭﺗﻮﻗﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ، ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ،
ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻪ.
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰ ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ.. ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؟؟، ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
ﺃﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ- ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻲ .
ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ.. ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ) ، ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ ﻓﻜﺮ، ﺃﻭ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ، ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺤﻔﻆ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺬﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﺗﺜﺒﺖ
ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﻠﻜﻪ (ﻫﻮ)
ﻻ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .. ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﺭﺍﺷﺪﺓ، ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻋﻘﻮﻝ ﻭﺧﺒﺮﺓ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻋﺒﻮﺩ..
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ .. ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ..
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺭﺑﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻋﺒﻮﺩ، ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﻨﻔﺖ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺒﺮ
ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ.. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ
ﺗﺴﻄﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﺒﻮﺩ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ- ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺟﺰﺓ- ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ، ﻭﺻﺤﺒﻪ.
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻞ، ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺻﻴﺮﺹ، ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺪﻧﻲ،
ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺠﻴﻠﻲ، ﻣﺪ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻨﻮﺳﺔ ﺇﻟﻰ
ﻭﺍﻭ، ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﺒﺮﻱ ﺷﻤﺒﺎﺕ،
ﻛﺒﺮﻯ ﻛﻮﺑﺮ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺗﺸﻜﻞ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻨﻒ ﻋﻬﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻢ
ﻳﻌﻤﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ.
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﺳﻄﺮ
ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺪ.
ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺜﺎﻝ ..
ﻟﻢ ﺃﻗﺼﺪ ﺑﺠﺮﺩ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ
ﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺨﻲ، ﻻ .. ﺑﻞ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﻣﻬﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﻞ،
ﺟﻴﻞ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ )، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ - ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻈﺔ
ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ -2014 ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺳﺲ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ، ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ( ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻲ) ، ﻭﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺎً،
ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻨﻮﺩ ﺑﻤﻬﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﻻ ﻣﺸﻔﻮﻉ ﺑﺎﻧﺼﻴﺎﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻟﻪ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺃﻱ
ﺇﻟﺰﺍﻡ ﻟﻬﺎ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ،
ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﺤﺴﺐ .. ﺑﻞ ﻓﻲ
ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ- ﻧﻔﺴﻬﺎ- ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ- ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ، ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻭﻫﻲ
(ﺣﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ) ، ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ، ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺮﻛﻞ ﺑﺎﻟﺤﺬﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ-
ﺷﺨﺼﻴﺎً .
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﻘﺎﻕ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻕ، ﻟﻢ
ﻳﺠﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻭﻗﺘﺎً؛ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ،
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ- ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ- ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - ﻧﻔﺴﻪ - ﻣﻮﻗﺪﺍً
ﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺏ .
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .. ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ .. ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ- ﻛﺎﻓﺔ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻌﺸﺮ!!
ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺀ ﻟﻴﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ..
ﺍﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﺃﻭ ﺃﺯﻣﺔ، ﺃﻭ
ﻓﺸﻞ، ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ- ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ - ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺒﺔ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﺼﺪﻑ.. ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺯﻫﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻭﻫﻤﻴﺔ .. ﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ
عثمان ميرغني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.