شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    المريخ فِي نَواكْشوط (يَبْقَى لحِينَ السَّدَاد)    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    المريخ يكرم القائم بالأعمال و شخصيات ومؤسسات موريتانية تقديرًا لحسن الضيافة    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    مجلس إدارة جديد لنادي الرابطة كوستي    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عثمان ميرغني : من ضيع السودان
نشر في النيلين يوم 31 - 12 - 2014

عنوان الحلقة (الاباء المؤسسون .. جرد الحساب بعد كل هذه (المخازي السودانية العشره ) التي سسرتها عليكم في هذه الحلقات
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ .. ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺰﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻔﺘﻪ ﻟﻜﻢ .. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﻭﺗﺒﺼﺮ
ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻪ.. ﺟﺮﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ.. ﺃﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻤﻨﻊ (ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ)، ﻭﺣﺎﻟﺔ (ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ
ﻧﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﻣﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺳﻴﺮﺗﻬﻢ . ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ .. ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟ !! ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﺄﺭﻳﺨﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻣﺴﻜﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻜﺎﺑﺪﻩ .. ﻓﻠﻨﺄﺧﺬ ﺃﻧﻤﻮﺫﺟﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ .. ﺍﺳﺘﻤﻴﺤﻜﻢ ﻋﺬﺭﺍً ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ .. ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ .. ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .. ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ .. ﻻ ﺑﺄﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ. ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ .. ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻧﺪﻣﺠﺖ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻻﻓﺘﺔ ( ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻱ) ، ﺗﻮﻟﻰ ﺭﺋﺎﺳﺘﻪ، ﻭﻧﺎﻝ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1953، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻭﻃﻨﻴﺎً. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ -1956 ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ-ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻷﺯﻫﺮﻱ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺎً ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻞ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ 17 ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 1958، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻠَّﻢ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ.
ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1964 ﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ، ﺛﻢ ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ
ﺭﺋﺎﺳﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ (ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ) ، ﺣﺘﻰ ﺃﻃﺎﺡ ﺑﻪ ﺍﻧﻘﻼﺏ
ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ 25 ﻣﺎﻳﻮ 1969، ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ – ﺁﻧﺬﺍﻙ- ﺟﻌﻔﺮ
ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ.
ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻃﻮﻳﻼً ﻓﺄﺳﻠﻢ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﻮﻡ 29 ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎﻡ .1969
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ؟، ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮﻳﺔ ﻭ( ﺍﻟﺴﺨﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ) ..
ﺃﻧﻪ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ( ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻔﻴﺔ)
ﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻻ ﻭﻓﻖ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻢ،
ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻱ
ﺯﻋﻴﻢ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻤﺎ ﺃﻋﺠﺰﻩ ( ﺭﻓﻊ(!! ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻳﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ( ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ) ﻓﻲ
ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺇﻟﻰ (ﻳﻮﻡ(!! ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺒﻞ
ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺢ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ، ( ﺑﻞ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ) ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ،
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ، ﻭﺃﻭﺷﻜﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻏﻤﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻟﻮﻻ ﻧﺠﺎﺣﻪ - ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ- ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻛﻠّﻪ ﺇﻟﻰ ( ﻃﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ) .. ﻓﺄﻓﻠﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ..
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﺄﺷﺪ
ﻭﺃﺷﺮﺱ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺣﻮﺍﻟﻰ
ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ؛ ﻟﻴﺘﺠﺎﻭﺯ
ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻧﺔ ﻷﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ- ﻓﻘﻂ- ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻞ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ؟؟
ﺻﺤﻴﺢ ﻗﺪ ﻳﻘﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻨﻄﻘﻲ.. ﻣﺎ ﻫﻮ
( ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ(!! ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ .. ﻣﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟؟ .
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺳﻬﻠﺔ.. ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻳﻦ:
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ
ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺒﺪﺋﻲ ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺭﺳﺎﺀ
ﺣﻜﻢ ﻣﺴﺘﻘﺮ، ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻧﺎﺿﺠﺔ، ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ) .. ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻌﺐ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﺩﻭﺭﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً
ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺻﻨﻌﻮﺍ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، ﺛﻢ ﻣﺎﺭﺳﻮﺍ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺆﺳﺴﻴﺔ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ؛ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ.. ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ،
ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻗﻮﺗﻪ.
ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺟﻴﻤﺲ ﺁﺩﻣﺰ، ﻭﺗﻮﻣﺎﺱ
ﺟﻔﺮﺳﻮﻥ، ﻭﺟﻮﺭﺝ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ، ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ
ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﺑﺈﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﺣﺸﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ .. ﺛﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺍﻷﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﻭﺗﻮﻗﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ، ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ،
ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻪ.
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰ ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ.. ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ؟؟، ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
ﺃﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ- ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻜﻔﻲ .
ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ.. ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ) ، ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺃﻱ ﻓﻜﺮ، ﺃﻭ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﺩﻭﻟﺔ، ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺤﻔﻆ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺬﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ، ﺗﺜﺒﺖ
ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﻠﻜﻪ (ﻫﻮ)
ﻻ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ .. ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺩﻋﺎﺋﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﺭﺍﺷﺪﺓ، ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻠﻬﺎﻡ ﻋﻘﻮﻝ ﻭﺧﺒﺮﺓ
ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻋﺒﻮﺩ..
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ .. ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺱ ..
ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺭﺑﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﻋﺒﻮﺩ، ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﻨﻔﺖ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﺒﺮ
ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ.. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ
ﺗﺴﻄﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻋﺒﻮﺩ، ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ- ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺟﺰﺓ- ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ، ﻭﺻﺤﺒﻪ.
ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﻞ، ﺧﺰﺍﻥ ﺍﻟﺮﻭﺻﻴﺮﺹ، ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺪﻧﻲ،
ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺠﻴﻠﻲ، ﻣﺪ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺑﻨﻮﺳﺔ ﺇﻟﻰ
ﻭﺍﻭ، ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻛﺒﺮﻱ ﺷﻤﺒﺎﺕ،
ﻛﺒﺮﻯ ﻛﻮﺑﺮ، ﻭﻃﺎﺋﻔﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺗﺸﻜﻞ ﺭﻛﻴﺰﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻨﻒ ﻋﻬﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻢ
ﻳﻌﻤﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ.
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺻﺤﺎﺋﻒ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ ﺳﻄﺮ
ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻨﺪ.
ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺜﺎﻝ ..
ﻟﻢ ﺃﻗﺼﺪ ﺑﺠﺮﺩ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ
ﻛﺴﺒﻪ ﺍﻟﺘﺄﺭﻳﺨﻲ، ﻻ .. ﺑﻞ ﺃﻗﺼﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﻣﻬﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻴﻞ،
ﺟﻴﻞ ( ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻴﻦ )، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ - ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻈﺔ
ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ -2014 ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺳﺲ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ، ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ( ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻲ) ، ﻭﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺎً،
ﻓﻬﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻨﻮﺩ ﺑﻤﻬﺎﺑﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﻭﻻ ﻣﺸﻔﻮﻉ ﺑﺎﻧﺼﻴﺎﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻟﻪ، ﻓﺎﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺃﻱ
ﺇﻟﺰﺍﻡ ﻟﻬﺎ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ،
ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻓﺤﺴﺐ .. ﺑﻞ ﻓﻲ
ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ- ﻧﻔﺴﻬﺎ- ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺑﺖ- ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ، ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﻭﻫﻲ
(ﺣﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ) ، ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ، ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺮﻛﻞ ﺑﺎﻟﺤﺬﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ، ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ-
ﺷﺨﺼﻴﺎً .
ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﻘﺎﻕ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻕ، ﻟﻢ
ﻳﺠﺪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻮﻥ ﻭﻗﺘﺎً؛ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ،
ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ- ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ- ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - ﻧﻔﺴﻪ - ﻣﻮﻗﺪﺍً
ﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﺏ .
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ .. ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﺎﺕ .. ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ- ﻛﺎﻓﺔ .
ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﻌﺸﺮ!!
ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺀ ﻟﻴﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ..
ﺍﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ، ﺃﻭ ﺃﺯﻣﺔ، ﺃﻭ
ﻓﺸﻞ، ﻭﺳﺘﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ- ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ - ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺒﺔ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﺼﺪﻑ.. ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺯﻫﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻭﻫﻤﻴﺔ .. ﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﺎﻑ
عثمان ميرغني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.