… قبله بيوم إحتشد أبناء مايرنو شيبا و شبابا و اطفالا في منزل السلطان للتفاكر في رسالة الجنجويد التي تطلب منهم تسليم المنطقة للدعم الصريع و الخروج لاستقبالهم بالدفوف، على ان يضمنوا لأهل المنطقة عدم الاعتداء، فقط صور و مقاطع تنبئ ان مايرنو تحررت من دولة 56 … خيار المواجهة في مثل تلك الظروف و الايام التي تتساقط فيها المدن و القرى أمام الجنجويد ، و من مواطنين عزل لا يستخدمون السلاح الناري حتى في الصراعات المحلية التي تندر الحدوث ، و منطقتهم محاصرة تماما بالجنجويد من كل جانب ، احاطة السوار بالمعصم ، من الشمال في جبل موية و من الغرب النورانية ، و من الجنوب في منطقة طيبة وسنجة و من الشرق السوكي و قلاديمة . كانت مايرنو عبارة عن مركز دائرة ينتشر الجنجويد في كل محيطها ما عدا كبري دوبا في شمال غرب سنار يعبر به النازحين إلى القضارف . دائرة لا يتجاوز قطرها عشرة كيلو مترات تكفي ربع ساعة لإجتياحها بالتاتشرات المدججة بأحدث انواع الأسلحة . خيار المواجهة في هذه الظروف اما أن يكون نوعا من الغباء المفرط و المقرون جهلا بقوة الجنجويد العسكرية وقتها ، أو أن يكون ضربا من ضروب الشجاعة النادرة التي تيقن بأن موتا طاهرا بعزة أفضل الف مرة من حياةِ ذلٍ تحت اقدام اوباش الجنجويد الذين لا يحسنون حتى الإستنجاء ناهيك عن معرفة أقدار الرجال . رجال يفضلون ان يموتوا جميعا من أن يدنس الجنجويد أرضهم الطاهرة بالقرآن و العامرة بالأذكار ، أو كما ذكر المتحدث في هذا المقطع و ردد الحضور تكبيرات تشق عنان السماء … تكبيرات مقرونة بيقين مطلق بالله ، و باستجابته لسلاحهم الأزلي، سلاح الدعاء و الذكر و القرآن ، سلاح برز لكل من حضر تلك المعركة ، فقد انزل الله سكينته المطلقة على الجميع، مواطنين و جنود و مستنفرين ، رغم قلة العدد و ضعف المدد من جانبهم . و في المقابل اكثر من 300 تاتشر مكتظة بالجنود المدربين بعناية و مدججة بأحدث انواع الأسلحة . دبابات، و مسيرات تطلق على المنطقة كانها العابا نارية في احتفاءٍ برأس سنةٍ ميلادية … اختاروا المواجهة ، اما ان يدفنوا جميعا في ترابها كما قال، أو ان تكون أسوار مايرنو آخر بقعة تدنسها ارجل الجنجويد القذرة، و بداية لدحرهم و اقتلاعهم من أرض السودان … تفرق الجميع في تلك الأمسية وارواحهم ترفرف حول المنطقة و نفوسهم تتوق للقاء العدو ، و تلاوتهم و اذكارهم و دعواتهم تتسرب إلى السماء لنصرتهم و حفظ منطقتهم من دنس الاوباش … فاستجاب الله لهم في مثل هذا اليوم. الحادي عشر من يوليو كان يوما مضرجا بدماء الشهداء الذين فدوا السودان بأرواحهم الطاهرة ، ارواحا انتخبها الله بحكمته من المواطنين و المستنفرين و قوات العمل الخاص و البراؤن و القوات المسلحة السودانية التي كانت رأس الرمح . شهداء من كل أنحاء السودان اختارتهم الاقدار لتبلل دماءهم تراب مايرنو و تكون مهراً وفداءا للبلاد ، كي لا تسقط في أيدي الاوباش . بعضهم لا يعرف حتى أين تقع مايرنو قبل هذه الحرب ، لكنهم دفنوا هناك بعيدا عن أهلهم في الشمال او الشرق او الغرب او الصعيد . يستحقون ان تكون قبورهم مزارا و رمزا لهذا النصر … تسرب هذا المقطع ليوثق هذا الحدث التاريخي بالرغم من منع التصوير لدواعي أمنية، كان الحس الأمني عاليا وسط مواطني مايرنو في تلك الايام فقد قبضوا عددا من المتسربين من استخبارات العدو وسلموهم للجهات المسؤولة ، لذا منعوا التصوير و للأسف حجبوا توثيق ذاك الاجتماع الذي يعتبر أخطر التجمعات منذ تأسيس المنطقة ، لأن ذاك الجمع ساهم بفعالية في ثبات المواطنين و عدم خروجهم من المنطقة …. نسأل الله الرحمة و المغفرة لكل الشهداء و عاجل الشفاء للجرحى ، و جزى الله عنا كل من شارك في تلك المعركة بدمه و جهده و ماله و حتى ثباته دون أن يغادر … 11 يوليو 2024 يوما يستحق أن تحتفي به ولاية سنار بصورة تليق بما قدمه الشهداء و الجنود و المواطنين ، و ما قدموه يستحق أن يروى للتوثيق و للتأريخ لتعلم ألأجيال القادمة ان هناك دماء سفكت ليعيشوا بعزة لا تدنسها الاوباش . #معركة_كبري_مايرنو سالم الأمين بشير / كمبالا 11يوليو 2025 script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة