نقترح على السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والقائد الأعلى للقوات المسلحة ومعركة الكرامة، أن يصدر مرسوما، بإنشاء مقبرة للشهداء في كل ولاية من ولايات السودان، تحدد بمساحة واسعة، ويكتب فيها إسم كل شهيد وشهيدة، وتاريخ ميلاده، وموقع وتاريخ ومكان استشهاده. ويتعين أن تزرع بهذه الساحات كافة أنواع أشجار السودان ووروده وزهوره، دليلا على وحدة التنوع، ولتكون هذه المقابر ذاكرة مرجعية للأمة، ولكل أجيال السودان الخالفة، تحذرهم من العمالة والإرتزاق، وإهانة وطنهم، وعظة وعبرة لكل من تسوّل له نفسه الاستضعاف والإرتزاق فيؤثره على سلامة وطنه، وعزة أهله . وكذلك لتكون هذه المواطن تذكاراً ناصباً لأولى القربى والرحم، يوفضون إليه للتواصل المأثور، والتراحم المبرور. وكذلك يتعين إنشاء مفوضية قومية لرعاية الشهداء، يكون من ضمن مهامها الأساسية رعاية أسر الشهداء، وإدارة هذه المواقع بأفضل الممارسات العالمية، وكتابة تاريخ معركة الكرامة وفصولها. هذه مهمة الدولة والشعب التي لا عذر في تركها، وحق مستحق لكل شهيد بذل النفس وارتقى، وهي من بعد واجب وإرث واجب الحفاظ عليه ورعايته لله وللشعب وللوطن، وشهادة من شهد بعدهم بالبقاء. فهذا أبسط ما يتوجب تقديمه وفاءً لمن بذل النفس رخيصة لله وللوطن، والذود عن العرض والشرف. وهي من بعد، مسلك إيماني مأثور؛ فقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يزور مقابر البقيع ومراقد شهداء أحد، ويدعو لهم، يترحم عليهم، وكان يرعى أسرهم، ويزوج أراملهم، ويتفقد الجرحى والزمنى، ويصلح من أحوالهم. ولا تزال هذه سنن جارية، تمثل ذاكرة جمعية للأمة للاحتفاء بمجاهدات أبطالها. وفي العصر الحديث هناك مقبرة أرلنجتون بولاية فيرجينيا الأمريكية Arlington War Cemetery التي تضم رفات ما يزيد من 400 ألف من ضحايا الحرب الأهلية الأمريكية ومنذ عام 1864م، وفيها قتلى الجيش الأمريكي، وهناك مقابر قتلى الحرب العالمية في كل دول التحالف. أهل السودان أولى بذلك من الجميع، ولهم مآثر خوالد في المعارك التي خاضها واستشهد فيها أجدادهم في كرري وشيكان، ولهم سُنّة مضت ومثال يُحتذى. دكتور حسن عيسى الطالب إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة