ملاحظة حول القراءة "كثقافة" عند الشعوب... تجد الشخص منا يملّ من القراءة في حال كان المنشور طويلاً...لأنه في حياته العادية لا يقرأ من الأساس...ومتعود على "الزيت" و "الزبدة"...و "هات من الآخر"!... حتى الكُتّاب أصابتهم هذه العدوى فتجد الشخص منهم يعتذر حينما يكتب طويلاً...وهذه لعمري من أغرب الأشياء وأكثرها ادهاشاً بالنسبة لي... زول يقعد ويعصر دماغو لينتج "خلاصة" ما توصل اليه من رأي وفكر في موضوع محدد...ويضعه هكذا بالمجان لاصدقائه أو للجميع، دون مقابل ودون انتظار حتى ل "شكراً" من أحد، ثم بعد كل هذا...يعتذر للقُراء بأن ما كتبه طويل! قد تكون الانترنت والمدونات قد غيّرت كثيراً في سلوكيات الكُتّاب والقُرأ في آن واحد، لكن في تقديري يظل الإنتاج الفكري والثقافي والصدح بالرأي من أصعب وأعقد وأعظم ما توصّل اليه البشر كوسيلة لتبادل المعرفة وجعل العالم مكانا أفضل. أيها الزول وأيتها الزولة...لا تعتذر حينما تكتب وتنشر... فالاعتذار مطلوب من أؤلئك الخمالى/الكسالى الذين لا يقرأون...واذا قرأوا لا يحسنون القراءة أو يبخسون الكاتب /ة حقه في التعبير عن نفسه وعن آرائه ومعارفه بالطريقة التي يريد كما يريد. أيها الزول وأيتها الزولة...نفخر بأن لدينا حضارة نوبية في السودان عمرها آلاف السنين...وما يميّز هذه الحضارة اضافة للبناء العمراني من اهرامات وتكنلوجيات... هو الكتابة التي يستعصي على الكثيرين قراءتها وفك طلاسمها... عكس تماماً لما هو متوقع من الباحث عن الحكمة "ضالة المؤمن"! عكس تماماً لأمة أول ما نزل لها من قرآن كان حول "إقرأ"...! ألا تجدون أن عدم الجدية هو السبب الرئيسي لكي لا نعرف نحن أبناء وبنات السودان معنى كتابة أسلافنا باللغة المروية وغيرها؟ من سيقرأ لنا ما كتبه أجدادنا؟ بعد القراءة يمكن أن تكتبوا كلمتين: "شكراً لك" فالأمر كله يدور حول الحب