صديقي الأستاذ الكبير/ شجرابي.. التحيات الطيبات.. انني من مدمني كل ما يخطه قلمك المعتق منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي وحتى صباح هذا اليوم الأغر.. وأجد نفسي دائماً في سطورك الذهبية رغم اختلاف وجهات النظر بيني وبينك في الشأن الهلالي، وصدق من قال ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. فقد ظل الاحترام والتقدير بيننا متبادلين.. ولله الحمد والمنة ان جعلنا هلالاباً ولا ندري كيف يكون الحال ان لم نكن من منسوبي هذا الكيان العظيم المتفرد في كل شيء!! أخي شجرابي ان الحال في الهلال ليس على ما يرام في الصعيدين الفني والاداري.. فالتوليفة التي ظلت تخوض العراك الضاري لم تتجانس بعد، ومدير الاطار الفني لم يقنعنا بكفاءته.. أما مجلس الإدارة فإنه لا يخلو من العيوب والهنات والسلبيات الواضحة للعيان.. ولا بد من الإفصاح بالحقائق و«قلع قمصان العواطف» حتى تنجلى الامور كلها كفلق الصبح ويخوض المارد الأزرق دوري المجموعات والدورة الثانية للممتاز وبطولة كأس السودان وهو في كامل عافيته وعنفوانه كي يحقق المطلوب ويلبي طموحات جماهيره المليونية المتعطشة للتاج الافريقي وذهبية القارة السمراء.. واذا سكتنا عن «شحطات» النابي واخفاقاته المتكررة وعيوب المجلس فنكون قد اجرمنا في حق الكيان جرائم لن يغفرها لنا التاريخ، وسوف يأتي اليوم الذي نعض فيه بنان الندم على السكوت الأخرس. ان خط الظهر الهلالي أفضل خطوط الفريق في هذا الموسم، وقد ظهر الانسجام بين أفراده.. أما حراسة العرين فالاعتماد على جمعة جينارو لوحده لا يكفي ولا بد من اشراك المعز وادخاله في اجواء اللعب التنافسي.. فجلوسه على دكة البدلاء طيلة هذه الفترة سوف يكلفنا كثيراً وندفع ثمنه «مطبوقاً» وساعتئذ لن تنفعنا الندامة ولا الغناء على الاطلال ولا البكاء على اللبن المسكوب!! أما خط الوسط فإنه يعتبر أضعف حلقات الفريق لأنه يفتقد صانع الألعاب الماهر والممول الرئيس للمهاجمين.. والنابي مع سبق اصراره وترصده يشرك المعلم ونزار والشغيل وثلاثتهم محور ارتكاز ويهمل المهند وسيدي بيه وبشة ويحارب حرباً شعواء الحريف وارغو.. اما اذا تناولنا خط الهجوم فإنه مازال بخير، فالثنائي الوطني كاريكا وبكريانو يتمتعان بكل الصفات التي يتطلبها الخط من سرعة ومهارة ومراوغة وصداقة دائمة للخشبات الثلاثة.. وتبقى العلة في المحترف كوليبالي الذي يصر عليه المدرب ويشركه في كل اللقاءات والمحصلة النهائية صفر كبير على الشمال.. ونسأل ببراءة عن المهاجم الوطني وهداف سيكافا صلاح الجزولي اين هو؟! ولماذا يحرمه النابي من المشاركة؟! ولمصلحة من ابتعاده وجلوسه باستمرار على دكة البدلاء؟! ولماذا يتآمر عليه التونسي الفاشل؟! اننا مقبلون على دوري المجموعات وقطعاً فإنه يحتاج الى عدد كبير من البدلاء الجاهزين.. وبهذه الطريقة التي يتعامل بها النابي مع هؤلاء فإننا لن نجد البديل الجاهز عندما نحتاجه.. ويكون «ابوزيد لا غزا ولا شاف الغزو»!! لا تتركوا النابي لوحده يحارب هذا ويصادق ذاك ويصفي حساباته مع النجوم على حساب الكيان وفي احرج الأوقات.. اننا نطالب النابي بتوزيع الفرص بعدالة وان يتخلى عن الروح العدائية وينزل من برجه العاجي الذي يرى منه الجماهير صغيرة.. وليته يعلم ان عظمة الهلال تكمن في جماهيره وهي كلمة السر في كل الانتصارات داخلياً وخارجياً.. واحترامها واجب بل هو فرض عين.. وأغلى أمانيها ان ترى الهلال في القمة الافريقية يسحق كل من يقابله ويصطاد منازليه بسهولة ويسر!! أخي شجرابي اسمح لي ان ادلف قليلاً الى مجلس الادارة واقولها بالفم المليان انه يفتقر لعنصر التجانس وما عاد متناغماً، فابتعد الخبير علي قاقرين وابتعد كابتن محمود جبارة السادة والكوارتي يعمل بطريقة غيب وتعال.. وأمين المال الفاضل التوم انتقد لجنة تأهيل الاستاد وبعد يومين أشاد بها.. الحاج عطا المنان.. ولجنة العضوية لم نعد نسمع بها خبراً.. وسلحفائية العمل في الاستاد والمقصورة أصابت الجماهير بالإحباط وكثرت الوعود بلا طائل وأصبحنا في حيرة شديدة!! ان رئيس المجلس تنتابه رغبة الاستمرارية في العمل وينتظر صكوك الضمان من المسؤولين.. وهذه الخطوة نعتبرها تقويضاً للديمقراطية وهدماً لأركانها.. ولماذا لا يطرح الحاج عطا المنان نفسه ويترشح للرئاسة في السباق الديمقراطي المحدد له الثاني والعشرين من مايو القادم؟! لماذا المطالبة بالتمديد والجماهير تحصلت على العضوية وسددت ما عليها من التزام مالي حتى تقول رأيها وتأتي بمن هو أفيد وأنفع لقيادة الكيان في المرحلة القادمة؟! اننا نعلم جيداً رغبة بعض أعضاء المجلس في التمديد ويخشون من قيام الانتخابات لأنهم لا يملكون الرصيد الجماهيري الذي يدفعهم الى الفوز.. ونقول لهم اتقوا الله في حق الهلال وجماهيره الصابرة.. ان التطبيل لمجلس الادارة بصورة مستمرة لن يقودنا إلا للخسائر والشتات والصراع والضرب تحت الأحزمة.. ولن نجني منه فائدة تذكر.. وعلينا بكلمة الحق والنقد الهادف البناء واعطاء كل ذي حق حقه!! اننا يا عزيزنا شجرابي لا نبتغي الا مصلحة الهلال العليا، ولا ننشد الا تطوره وازدهاره وجلوسه فوق القمم الشماء.. ونسأل الله ان ينصره في كل الميادين نصراً مؤزراً ولن يبعد عن قياداته فيروس المطامع وداء الخلافات.. ودمت يا صديقي «ابو الشوش» ذخراً لهلالنا وللكلمة الوسيمة والسطور الممتعة!! أخوك ابداً/ حسن السيد عبد الله «حجر العسل» صحيفة الإنتباهة عبد المنعم شجرابي
