[email protected] من مآسى الغربه والاغتراب والتغرب تلك الاخبار التى ترد علينا من الوطن الحبيب لرحيل الاحباب والاهل والاصحاب وعندها يكون الحزن مضاعفا لعوامل كثيره منها عدم اللقاء باولئك الراحلين منذ فترات طويله والشوق للجلوس اليهم واخرى . الفاتح عثمان الجزولى (شوشو) شاعر واديب اريب منذ طفولته الباكره وتشرفنا بملازمته فى القريه المدينه كرمه والبرقيق ومن ثم المدرسه الاوليه والوسطى وفى المرحلتين الاوليه والوسطى كان له نشاط مقدر لم نكن قادرين على استيعاب تلك الموهبه المتفجره فى الشعر والنثر وكنا نعتبرها مجرد جساره (وقلة ادب احيانا ) لانه كان لا يتوانى فى اعتلاء خشبة المسرح المدرسى لالقاء بعض القصائد وكثيرا من النثر وبخاصة فى الجمعيات الادبيه ايام الاثنين والتى كانت من الليالى الراتبه المقرره والتى تستوجب حضور الجميع تلاميذ ومعلمين وبعضا من وجهاء القرية المدينه والموظفين . كان الراحل المقيم فينا الفاتح الجزولى امتدادا لوالده الاستاذ عثمان الجزولى رئيس الكتبه بمستشفى البرقيق وامين مستودعاتها حيث كان صاحب قلم نثار وبديهة حاضره وطرائف كثيره . تمكن اخونا الفاتح عليه رحمة الله -من كتابة وجمع قصائده الكثيره فى ديوانين الاول باسم الدفوفه والدفوفه مبنى ضخم اثرى يتوسط منطقة كرمه وكان المنزل الذى ولد وتربى فيه اخونا الفاتح مطلا على تلك الدفوفه العريقه صاحبة السبعة الاف عام قبل الميلاد والديوان الاخر باسم الباجور ولم نحظى بمعرفة سر التسميه كما كان الحال بالنسبه للعمود الخاص الذى كان يتولى كتابته بجريدة اليوم السعوديه بالدمام باسم الاسباج . لحق بنا فى اوائل ثمانينيات القرت الفائت وألتحق بجريدة اليوم بالدمام محررا ثم قرر فجأة العوده الى السودان معلنا بانه رائد الهجره العكسيه الى الوطن ومع محاولاتنا الكثيره لاثنائه عن ذلك القرار الا انه نفذ قراره بقوة راسه وجسارته -فهو هو الفاتح شوشو لم تغيره الايام . اما تسميته بشوشو فكانت ايام دراسته بجامعة الاسكندريه بمصر الحبيبه وذلك لبياض لونه وكثافة شواربه ونحول جسده والذى كان يحمل راسا ضخما بعقل كبير جدا . الى جنات الخلد اخى وزميلى الفاتح الجزولى وستبقى كلماتك فينا ما دامت لنا على وجه هذه البسيطة حياة وسنظل نذكرك كلما جالت بالخاطر ايام الصبا وشقاوة المدرسه واخرى . اللهم يا حنان ويا منان الطف بنا ---آمين