[email protected] بعد قضائنا لساعات في اللف والدوران داخل مجمع زايد في أبو ظبي صعودا وهبوطاً، ما بين الانقشاطة داخل بوتيكاته المتسببة في زغللة العيون بما تحوي في جوفها من بدائع ما صنع اهل الشرق والغرب، والخروج منها بما ثقل وزنه وقل ثمنه من أكياس نايلون حوت كسوة الشتاء والصيف .. طبعا كل من يسعده الحظ بزيارة الخليج لابد من ان يغتنم الفرصة في تشوين مؤونة العام من الدلاقين وشيء من الاصفر ذي الرنين الذي يخلب لب النساوين ويتسبب للازواج بالطنين والانين .. تذكرت حاجتي (الملحة) لموبايل جديد بديلا عن قديمي ذي الحشرات الذي كثيرا ما عايرتني به أخواتي، رغم رفضي المبدئي لتقييم الناس حسب موديل الموبايل ورقمه الخاص، إلا أني لم أجد مناصاً من أن استجيب لالحاحهن .. تركنا العيال وأكياس مشترواتنا في عهدة زوج شقيقتي وعرجنا على محل الموبايلات، وبما أن التعب كان قد تمكّن مني شر مكنة وصرت أجرجر وأكش في كرعيني كشا، فقد طلبت شقيقتي من صاحب المحل (الزلمة) بأن يتفضل بإعطائي مقعدا لاريح اقدامي أثناء المبايعة قائلة: لو سمحت مقعد عشان أختي دي مريضة وتعبانة شوية. رفع إلي مقعدا خفيفا بعد أن ردّ عليها في سخف: ما دامت مريضة ليش بتخرج من البيت؟ ساءتني مساخته البدون سبب ولكن شقيقتي بطيبتها وبساطتها تبرعت له بشرح قصة حياتي من المرض ل سفر العلاج ولغاية جيتنا أبو ظبي عشان ننكسي ونشتري موبايل من جناب حضرته .. وبعد أن انتهت من شرحها التفصيلي انحنت على الفترينة وسألته عن اسعار بعض أنواع الموبايلات فما كان منه إلا أن صفعنا بالثانية قائلا: ما هيّا الاسعار محطوطة قدامك .. كل جهاز تمنو مكتوب عليه. لم اتمالك نفسي من أن أساله في استياء شديد عن السبب في فظاظته واسلوبه السخيف فاجابني في صلف: لو كل واحد يجي على المحل يسألني عن الاسعار .. مش حا نخلص! يخلص من شنو؟؟ وهو ذاتو شغلتو شنو غير التفاهم والمبايعة .. أصريت على الانسحاب دون شراء احتجاجا على نبرة الاستعلاء والاحتقار في كلامه، بينما تلجلجت شقيقتي بيننا في محاولة للتوفيق .. غادرت المحل بسرعة ليصادفني زوج شقيقتي في الخارج، سألني عن ما اشتريته فأجبته باقتضاب عن واقعة الشكلة مع الزلمة، اندفع لداخل المحل مهتاجا ومتحنفش، بينما وقفت وشقيقتي في الخارج نسمع في (العوة)، فقد قام زوج شقيقتي -عفيت منو- بأخذ حقنا كاملا من أب زلومة .. شبّعو سف وقرش ووراهو المكشّن بلا بصل عشان يفهم حاجة. على طريقة فيلم المغني المصري شعبولة (مواطن ومخبر وحرامي)، لاحظت من خلال زيارتي التي قمت بها للخليج من قبل ان الناس هناك ينقسمون ل (زول وزلمة ومواطن) ف الأزوال هم أهلنا الطيبين، والزلمات وهم عموم الشوام، ومن ثم اسياد البلد من المواطنين .. كما لاحظت ذلك الصراع والتنافس الخفي حينا والمعلن في كثير من الأحايين بين الأزوال والزلمات على الحصول على رضا وثقة الفئة الثالثة من المواطنين أصحاب المال والعقار والمتسببين في راحة البال .. كما أن هناك انواعاً من التحالفات فالمصريون يميلون للتعصب ل خوة النيل ضد أهل الهلال الخصيب .. أما أهل السند وبلاد الهند وما جاورها من بلاد العباد ف ناس مصلحة ساي .. محل ما توديهم مصلحتم بيمشوا معاها متخذين من فلسفة جحا ( كل الي يتزوج أمي .. حا أقولو يا عمي) منهجا وطريقة حياة، وان كان قد اشتهر عنهم بعض صفات الرطّانة العندينا من التعصب لبني جلدتهم، حيث يجتهدون في ملء جميع الوظائف في المؤسسات التي تحت ادارتهم باقربائهم واخوتهم في (اللسان)، كذلك ما أن يتبوأ هندي منصبا في موقع ما حتى يمتليء ذلك الموقع بال (ناهي مهبتكي). الرأي العام