زاوية حادة يا شنا يا شنا جعفر عباس في الحادي عشر من سبتمبر الجاري تلقيت رسالة نصية جاء فيها ما يلي: يشرفني ويسعدني حضوركم الميمون لعقد قران ابني د.احمد يوم الجمعة الموافق 17 سبتمبر 2010 بمسجد النور بحي كافوري عقب صلاة الجمعة!! جاءتني الرسالة وانا في قطر اواصل محاولات تكوين نفسي!! يعني كانت عزومة مراكبية وابراء ذمة، وكان من أرسلها... وزير في الحكومة الحالية.. ليس وزير اي كلام بل بالتحديد وزير الدفاع الفريق.. وليس فريق اي كلام بل الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، وهو شخصية عامة تستطيع ان تختلف أو تتفق معها حسب قناعاتك السياسية، وأنا وهو لا نتفق حتى حول كروية الأرض، ولكنه ابن بلد ومجامل ولا يقصر مع من يعرفهم في فرح او ترح... والعريس احمد ولدنا وحبيبنا ليس فقط لكونه «من أندنا» وبلدياتي ولكن لأنه شاب خلوق جم التواضع وحبوب. حز في نفسي ليس فقط ان الدعوة عزومة مراكبية ولكن وبالتحديد «حكاية يسعدني ويشرفني»!! سعادتك لو أن حضوري فعلا كان يسعدك ويشرفك حضوري مراسيم زواج ابنك لأرسلت لي التذكرة.. بلاش التذكرة.. كنت تدعوني شفاهة بمكالمة هاتفية وتبلغني ان كل ما هو مطلوب مني هو ان ابرز كعب التذكرة لاسترداد قيمتها، لأن كثرة المشغوليات تمنعك من شراء التذكرة في الخرطوم وارسالها الى الدوحة!! على كل حال حصل خير.. ولكن لا يزال في نفسي شيء من تلك الدعوة، فقد جاء في خاتمتها «ودامت الأفراح».. هذه عبارة ملغومة قد لا يفهم مغزاها جيل الشباب الدايش.. فحسب العرف والأصول المتوارثة ممن كانوا يعرفون الأصول، فإن كروت الدعوة لحفلات الختان والزواج نوعان: إذا أنتهت الدعوة بكلمة شكرا، فأذهب الى الحفل بقلب جامد واشرب وكل كما تشاء ثم ودع هريرة وارتحل.. أما إذا جاء في خاتمة الكرت: و»دامت الأفراح» أو «والعاقبة عندكم في المسرات»، فعليك ان «تكح» اي تدفع مقابلا ماليا نظير الطعام والشراب الذي طفحته.. ومن هنا جاء عنوان هذا المقال، وكي لا يشطح خيال القارئ غير النوبي وينطح ف«شنا»، ليست بفتح الشين، بل يعرف معناها (أننقا أبد الرهيم ميمد هسين تود)، ويعرفها العريس وأم العريس.. وكي أسحب تلك الكلمة لابد من ريفند refund لأنني الآن في الخرطوم وأكتب هذا المقال قبل نحو عشر ساعات من موعد عقد القران الذي يسعد ويشرف سعادة الوزير ان أحضره.. وكي لا تتهموني بالبجاحة فالمسجد الذي سيعقد فيه القران في حلتنا وسعادة الوزير ليس ود حلتنا.. بالذمة «مش حاجة تغيظ»؟ على كل حال أعتزم حضور عقد القران، و«القروش تأتي وتروح»، وتبقى المودة وصلة الأرحام، ولن أقبل من صاحب السعادة التعويض التقليدي الذي درج عليه كلما أتيت الى الخرطوم بدعوتي إلى إفطار بالتركين صحبة الطاهر ساتي ومحمد لطيف وآخرين، (لماذا يسمى الوزير والسفير بصاحب السعادة؟ هل الوظائف الأخرى تسبب التعاسة؟ وما رأي محبي الألقاب في مطالبة صديقي العزيز غازي القصيبي طيب الله ثراه بأن يشير إليه الناس بصاحب السعالي لأن هناك من كانوا ينادونه صاحب المعالي تارة وصاحب السعادة تارة فدمج اللقبين من باب ترشيد الإنفاق؟). رغم أن عددا من الأحباب رحلوا عن الدنيا خلال العام الذي انصرم، ورغم أن وصولي الخرطوم «قلَّب» علىََ وعلى أهلي المواجع بفتح جراح فقدهم، إلا أنني سعيد بأن شهدت ولو جانبا من عيد الفطر في وطني، وسعدت بموجة وهوجة الزواج الوبائي، التي تجتاح البلاد حاليا، ولم يمر علىّ يوم دون أن أشهد فرحا يهم أحد أفراد عائلتي الممتدة.. فليفرح الجميع و ويفرفشوا وأبارك لكم مقدما عيد الأضحى.. فبعده بشهر وبعض الشهر... ربك يستر، فقد يكون «الضحية» هو الوطن» الرأي العام