إليكم الطاهر ساتي [email protected] خطاب التمكين الجديد...!! ** الجهل لم يكن في يوم من الأيام أداة من أدوات تأسيس الدول وتطوير شعوبها، ولا الحماقة أيضا..ولكن يبدوا أن ساسة بالحركة الشعبية سيتخذون الجهل والحماقة نهجا لتأسيس دولة الجنوب المرتقبة..وما وقعت مفردة المرتقبة موقعا كهذا إلا بعد تأكيد رئاسة الجمهورية على ترجيح خيار الإنفصال في الإستفتاء القادم، إذ رئيس الجمهورية خاطب مجلس شورى الحزب الحاكم بخطاب فحواه : ( نكون واقعيين، إنفصال الجنوب بات متوقعا) .. وبما أن رئاسة الجمهورية هي المسؤولة عن أجهزة الرصد والإحصاء والتحليل، يصبح تكهنهاهذا بمثابة تكهن قطع تكهن كل متكهن ، وعليه فليكن ما سيحدث عند الإستفتاء هو ( ميلاد دولة الجنوب )..وعليه أكرر، ساسة بالحركة وليس ساسة الحركة - حتى نؤاخذهم جميعا بما بأفعال وأقوال المتهورين منهم - يسعون إلى تأسيس دولتهم المرتقبة بنهجي ( الجهل والحماقة )..!! **على سبيل المثال، بشئ من الغضب قال دينق ألور ، لصحيفة الصحافة، قبل شهرين تقريبا : مدارس الجنوب لن تدرس اللغة العربية ولن تدرس بها، ولكن ستدرس اللغة السواحلية وقد تدرس بها..هكذا تحدث، وكل ذو عقل ولسان وشفتين يعلم بأن حديثا كهذا مجرد طق حنك ، وفي الأحسن الأحوال : مجرد رد قول على أحد أقوال كادر بالمؤتمر الوطني..أي، دينق ألور يعلم بأن علاقة أهل الجنوب باللغة السواحلية كما علاقة أهل السودان باللغة الصينية، وإذا تجول ألور أو غيره عاما كاملا في شوارع جوبا وأزقة ملكال وأسواق واو فأنه لن يسمع مواطنا جنوبيا يخاطب الآخر باللغة السواحلية، ولكنه سيسمع فئة تخاطب بعضها باللغة الإنجليزية أو بإحدى اللهجات المحلية ثم سيسمع العامة تخاطب بعضها ب ( عربي جوبا )..هكذا واقع اللسان هناك ، ولامفر منه ، ولكن ألور يظن بأن اللغة العربية هي لغة المؤتمر الوطني ثم يظن بأن تدريس العربية فى مدارس الجنوب - أو التدريس فيها بالعربية - هو تدريس نهج المؤتمر الوطني..وبهذا الظن الخاطئ يمجد اللغة السواحلية، ليس حبا فيها، ولكن ليغضب المؤتمر الوطني..وهذا ما يعرف بالتفكير السطحي الذي لاينفع شعبا ولا يغني دولته من فقر ولاينقذه من جهل وأمية وغيرها من عوامل التخلف..!! ** وبذات التفكير السطحي تحدث أتيم قرنق، لصحيفة إتحاد البارحة ، قائلا : ليس هناك ما يجمع الجنوب بالعرب، لالغة ولاثقافة ولاعرق ، ولن ننضم لجامعة الدول العربية، وستكون لنا علاقات مع كل الدول العربية والإسلامية .. هكذا قال، ولكن لم يقف عند هذا الحد ، بل تمادى فى القول الخاطئ قائلا بالنص : ( وعلى وجه الخصوص ستكون لدولة الجنوب علاقة مع جمهورية إيران الإسلامية وستفتح أسواقها لبيع كتب ومنشورات المذهب الشيعي ولن تمنعها كما تفعل الخرطوم ) ..تأملوا بالله عليكم كيف ( يفقع) أتيم قرنق عيناه وعينا دولته المرتقبة ب ( يده ) .. يبشر بتوفير المناخ للمد الشيعي، ليس حبا في هذا المذهب، ولكن ليغيظ به العرب والخرطوم ، أو كما يتوهم ..تفكير ساذج يذكرني بطرايق تفكير الأطفال الذين حين يحذرهم آبائهم بعدم الإستحمام في الجدول، يتمادون في المكابرة ، بحيث يتركون الجدول ويذهبون إلى البحر ليغيظوا الأباء ، ثم يغرقوا فيه.. وإن كانت ثمة نصيحة لساسة الحركة الشعبية ، فهي : عليكم أن تتعلموا من تجارب المؤتمر الوطني، لاتؤسسوا دولتكم على الكراهية ونهج من شاكلة ( مصر ليبيا قد دنا عذابها ) و( يا سعودية لمي جدادك ) وغيرها من العنتريات الجوفاء التي أهلكت البلاد وشعبها ولا تزال..هذا النهج لم يثمر للخرطوم غير العداء والحصار والسخط ، فاتعظوا من هذا الخطاب المعوج حتى لا تصبح دولتكم المرتقبة وبالا عليكم وعلى ..( دول الجوار ) ..!!