إليكم الطاهر ساتي [email protected] لقد ظلمت حنان النيل يا ... عادل ..!! ** لم يعلمني حرفا فقط ، بل حروف المهنة التي تعلمتها من مهنية الأخ الأستاذ عادل الباز هي التي وضعت قلمي على مساره الصحيح والمعبد بالتحري والتحقيق والإستقصاء قبل النشر والتوثيق .. وكثيرون هم أساتذتي الذين أدين لهم بالوفاء نظير أفضالهم علي، ولكن يبقى الباز أوفرهم فضلا، لأنه كان أخلصهم توجيها وتعليما لي عندما وجدت نفسي وسط قامة من عمالقة الرأي بصحيفة الصحافة وشراكتها الذكية التي جمعت كل أقلام الطيف السياسي تحت إدارته الواعية والحكيمة..هناك عرفت جدوى الكتابة، وقيمة أن تحترق لتضئ عقل القارئ ، وذلك حين تخرج حروف قلمك للناس مغلفة بجهد ( تقصي الحقيقة )، وليست محض إنشاء مراد به ملئ المساحة، أوهكذا كان ينصحني الباز على مدار اليوم حتى صارت نصائحه تلك نهجا - وروتينا مرهقا - لمسار قلمي.. قد أخطئ التقدير في رأي ما و قد أصيب، ولكن لم ولن أهمل قيمة ( تقصي الحقيقة ) ، كما علمني الباز ..فالشكر لله، ثم له ..!! ** ولذلك أصابتني الحيرة حين رأيت قوس قلمه الرشيق يرسل سهاما مؤلمة تجاه الأستاذة حنان صلاح الدين عابدين محمد، الملقبة بحنان النيل في عالم الغناء السوداني وجمهوره العريض، وذلك على خلفية تناوله لقضية حنان النيل مع جامعة المستقبل..ملخص زاوية الأخ الباز يقول : ( الجامعة إستغنت عن حنان النيل لأنها رفضت تنفيذ مهمة تدريس طلابها الموسيقى، بل أنها أفتت بتحريم الموسيقى ).. هكذا حديث أستاذي الباز، وبالتأكيد لن أصف حديث أستاذ الباز بالكذب، ولكن بكل ود وتقدير أقول : لقد كذبت عليك مصادرك، فكتبت ما كتبت ، وهي بالتأكيد مصادر تابعة لجامعة المستقبل، إستغلت زاويتك لتبرير فعل الجامعة، وهنا يدهشني بأنك لم تعمل بما كنت تنصحني ، وهو ( تقصي الحقيقة قبل النشر والتوثيق) ..علما بان تقصي الحقيقة في قضية حنان النيل وجامعة المستقبل ليس بحاجة إلي كثير جهد، حيث الوثائق هي ( الفيصل ) ..!! ** فالوثيقة المهمة ج خطاب التعيين - تفيد نصا : ( الأستاذة حنان صلاح الدين، تحية طيبة، يسرنا إبلاغكم بقبول طلبكم، بتعيينك بوظيفة محاضر بعمادة شئون الطلاب ).. هكذا نص الخطاب الصادر بتاريخ 26 سبتمبر الفائت،بتوقيع د. خضر عبد المولى على، مدير وحدة تنمية الموارد البشرية بالجامعة .. وبالخطاب تفاصيل الراتب وغيره، وهي ليست مهمة، فالمهم أن الجامعة إعتمدت شهادة الماجستير وعينتها في وظيفة محاضر، وهي وظيفة لايشغلها إلا حملة تلك الدرجة العلمية، وحنان نالت تلك الدرجة بتخصصها في اللغة العربية للناطقين بغيرها أو لغير الناطقين بها ، حسب تصحيح العلامة عبد الله الطيب، كما أفادني صديق..المهم يا عزيزي الباز: حنان تم تعيينها لتحاضر طلاب فصل لم يؤسس بعد في علوم اللغة العربية، ثم كلفوها بالعمل في مكتب التواصل الإجتماعي لحين تأسيس هذا الفصل، وأخبروها بذلك شفاهة رغم أن خطاب طلبها للوظيفة ثم خطاب تعيينها يؤكدان ذلك.. وكان عليك أن تطلب الخطابين ثم تقرأ ما فيها، لتعلم بأن لاعلاقة - من قريب أو بعيد - للموسيقى والغناء بأسباب التعيين وأسباب الإستغناء ..!! ** ثم .. ليس بالجامعة طلاب موسيقى يستدعي تعيين أساتذة موسيقى، وكذلك شهادة البكالريوس التى نالتها حنان في الموسيقى لاتؤهلها - أوغيرها - لشغل وظيفة (محاضر )، إذ تلك وظيفة يشغلها حملة الماجستير والدكتوراة في تخصصاتهم، ولذلك قدمت لهم حنان شهادة ماجستيراللغة العربية وليست بكالريوس الموسيقى..وهم يعلمون ذلك وعينوها وفق ذلك، فمن أين جاءت مصادرك بالموسيقى يا عزيزي الباز؟.. ثم ، نعم لقد إعتزلت حنان النيل الغناء ولكنها لم تفت في الغناء والموسيقى بالحلال أو بالحرام منذ إعتزالها وإلي يومنا هذا .. ولا تحمل أي رأي أوفقه أو فكر متطرف تجاه الفن والموسيقى، بدليل آخر حدثين ثقافيين بولاية الخرطوم، ختام فعاليات الدولة المدرسية و أماسي الخرطوم، شاركت فيهما حنان النيل بكل أريحية وطيب خاطر..ساعدت صديقتها آمال النور في حفظ وآداء أعمالها الغنائية - بعد أن تنازلت لها حنان عن تلك الأعمال - فغنتها في أماسي الخرطوم، ولو لم تحرص حنان النيل على تحفيظها للنصوص لما غنت..ثم شرفت بالحضور والإستماع إلى كل أغاني وموسيقى ختام فعاليات الدورة المدرسية الأخيرة .. فمن جاءك بكذبة ( حنان قالت الموسيقى حرام ) يا عزيزي الباز ..؟؟ ** ثم ..إذا وصلت حنان لقناعة تفيدها بأن الموسيقى حرام - حسب حديثك - فما الذي يحول بينها وبين إرسال خطابين فقط لاغيرهما - أحدهما للتلفزيون وآخر للإذاعة - بعدم بث أعمالها الغنائية ، كما فعل البعض ؟.. هي لم تفعل ذلك، ولن تفعل، وكذلك لم تحرق مكتبتها الغنائية ، فقط إختارت الوقت المناسب لإعتزال الغناء ثم التفرغ لمهام أخرى، لتخدم مجتمعها عبر نوافذ أخرى، ولم ولن تطرح نفسها (مفتية أو فقيهة ) بحيث تحلل وتحرم، أوهكذا قالت لي ضحى الخميس الفائت.. فلماذا تظلمها ياعزيزي الباز بإظهارها بمظهر المتطرفة ؟.. العدالة تقتضي أن نحترم خيارها في إعتزال الغناء، كما هي تحترم خيار الآخرين في مواصلة الغناء، ومنهم صديقتها آمال النور التي تلجأ إليها في ( حفظ النص الغنائي ).. لقد ظلمتها ياعادل، لأن قلمك غض الطرف عن مرحلة تقصي الحقيقة ،وهي المرحلة التي تسبق النشر والتوثيق، أو كما علمتني يا الحبيب.. أسباب الإستغناء عن حنان النيل مشمئزة ولاتليق بمؤسسة تعليمية عريقة كما جامعة المستقبل، ولن أعيد توثيق تلك الأسباب التي وثقها عميد الطلاب بجامعة المستقبل بصحيفة التيار، بتاريخ( 25 /12).. ولم ينف العميد حديثه ذاك حتى يومنا هذا، وليته نفاه ولو من باب تكذيب النفس..حديثه معيب جدا ، وليتك قرأته ثم تأملت قبحه قبل أن تهاجم حنان وتتهمها بالباطل بمظان الدفاع الجامعة وتبرير فعلها.. ولن أعيد لك ذاك الحديث حتى لا أوغر صدور من أنعم عليهم بنعمة البصيرة عوضا عن نعمة البصر..فهلا إعتذرت لحنان ياعادل، أوهذا ما كنت تنصحني به حين أخطئ في حق الآخرين ..!! ................. نقلا عن السوداني