ما بين حنان النيل وجامعة المستقبل نعم وقع علينا خبر اعتزال درة الغناء النسوي السوداني حنان النيل في موضع سيئ جداً، وتحسرنا على فقد أجمل الأصوات الشجية التي ملأت القلوب طرباً وتعبيراً وعبيراً من خلال صوتها الجياش الذي قلَّ أن تجود به حواء السودانية في هذا الزمان الذي امتلأت به أصوات شبيهات المغنيات، أمثال مونيكا وإيمان لندن وغيرهن اللائي لا يملكن من الموهبة سوى الغناء عبر الصحف فقط، ولكن مع ذلك احترمنا قرار حنان النيل وتقبلناه بصدر رحب لإيمانها به، واحتفظنا بذكرى صوتها الجميل الذي مازال يعطر القلوب حتى الآن، وشقت طريقها بعيداً عن دنيا الغناء فهي حاصلة على درجة الماجستير في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وساعدها على ذلك السيد الوزير الموقر كمال عبد اللطيف بارسال أوراقها لعدد من الجامعات للعمل بها حتى تساهم في أداء رسالتها بما تحصلت عليه من علم واستجابت جامعة المستقبل لذلك وتم تعيينها بدرجة محاضر وفق درجة الماجستير، وليس البكلاريوس في إدارة شؤون الطلاب بالجامعة، بعد أن اجتازت كل المعاينات بجدارة، واشترطت عدم تعاونها في المجالات الثقافية بالجامعة خاصة الموسيقي وقبل عميد الطلاب بذلك، وقال: تعاونوا مع حنان بلغة اليوم بفهم محاضرة وحاصلة على الماجستير، وأطلعت على تصور الترفيع الجديد لجامعة المستقبل بدلاً لكمبيوترمان، وحوى التصور على (9) مكاتب من ضمنها مكتب حمل اسم (التواصل مع المجتمع)، وتم ترشيحها لإدارته بعد الترفيع بالإضافة إلى إنشاء قسم للغة العربية للناطقين بغيرها وتتاح لها فرصة التدريس فيه.. واستبشرت حنان النيل مستقبلاً جديداً بعيداً عن عالم الغناء، وعزمت على اثبات جدارتها لأنها لا تمثل نفسها فقط بل تمثل كل شريحة المكفوفين، ولكن أتت رياح الجامعة بما لا تشتهي سفن حنان النيل، فطوال فترتها العملية المحددة بالثلاثة أشهر الأولى لم يوكل لها أي عمل مباشر إلا بعض ما قامت به من تلقاء نفسها، بل واجهتها الخلافات وتعرضت للإساءة البالغة التي ذكرتها لي حنان النيل، وصوتها يخبئ سيل دموع من تحته، وقالت لي: تعرضت للإساءة والتجريح ياعبد الرحمن من إحدى زميلاتي في المكتب وهي صاحبة علاقة وطيدة بالإدارة وقالت لي: (يا أنا يا أنت في المكتب)؟!!، وكان لها ما أرادت، وتفاجأت بالفصل بحجة عدم اجتياز الفترة المحددة لها (3) أشهر، فقد تم تعييني في يوم 25/9 من العام الجاري واستلمت خطاب الاستغناء عن خدماتي في يوم 19/12 أي قبل انتهاء فترتي المحددة، وعندما سألت عميد الطلاب وقلت له لماذا لا تحفظ الحقوق لأنني لم يتم تكليفي بأي عمل فقال لي: كنا نتوقع منك العمل في مجال الموسيقى، ولكن دورك لم يكن فعالاً فيها لذلك استغنت الجامعة عن خدماتك. وهنا نحن نسأل السيد عميد الطلاب عن هذه الحجج الواهية التي فصلت بها حنان النيل التي يجهلون قدرها في قلوب الشعب السوداني، بل حتى أن قرار فصلها جاء قبل انتهاء فترتها المحددة، فهل كان الهدف بتعيينها لكسب ود السيد الوزير كمال عبد اللطيف إلى حين،؟!! أم للكسب الإعلامي لجامعتكم؟ !فهذا التعامل لا يشبه جامعة كمبيوتر مان أو جامعة المستقبل. وأخيراً أدعو د. أبوبكر مصطفى رئيس مجلس إدارة الجامعة ود. الطيب مصطفى مدير الجامعة بمقابلة حنان النيل لتروي لهما ما حدث لها من إساءة وتجريح شخصي داخل مكاتب الجامعة، وهذا ليس لإعادة تعيينها وإنما لدفع الظلم عنها ولا أظنهما يمانعان...فما اقسى الشعور بالظلم.