حديث المدينة شمار.!! عثمان ميرغني لو سمحتم لي أن أتبادل معكم بعض الهموم الصحفية.. أمس الاول وفي يوم (عادي جداً) أُستدعيت أمام نيابة الصحافة للتحقيق حول ثلاثة بلاغات .. وهو أمر (عادي جداً) لأننا تعودنا مع اطلالة كل يوم جديد يدهشنا أن لا يكون هناك بلاغ ضدنا.. لكن المدهش لحد المتعة على رأي شاعرنا الدوش ( أمتع نفسي بالدهشة..) بعض هذه البلاغات. مثلاً.. بلاغ من أحد المواطنين مفاده أن الأستاذ عباس عزت نشر صورته في كلام الكاميرا دون إذنه.. رجعنا للصورة وجدنا أن عباس كان يصور شخصية أخرى في مكان عام مفتوح.. ويبدو أن الرجل الشاكي ظهر في (الكادر).. مجرد دخول عابر في طرف الصورة.. بلاغ ثاني.. هذه المرة الشاكي هي الشرطة نفسها.. ضد الظافر لأنه نشر في عموده قصة خيالية لكن في ثنايا القصة هناك رجل شرطة.. ارتكب رجل الشرطة بعض المخالفات.. الشرطة ترى وجوب محاكمة (خيال الظافر).. والذي يحيرني ما نراه في الأفلام المصرية.. تعرض مختلف رموز المجتمع وفئاته في مختلف الأدوار مرة البطل.. ومرة الخائن.. ولا من يشتكي.. فالأمر محض خيال.. في مجلس الصحافة هناك لجنة تسمى لجنة الشكاوى.. مكونة – هذه المرة- من بعض الأسماء المبجلة في عالم الإعلام والصحافة والأدب.. والله العظيم استمتعت بالشكوى والنقاش الرفيع المثمر من قبل أعضاء اللجنة.. تنظر اللجة للقضية بمنتهى المهنية الصحفية والعدالة وتدير نقاشاً علمياً وادبياً يحقق الفائدة المرجوة لجميع الأطراف. في تقديري أن قانون الصحافة يجدر أن يلزم الجميع بأن تكون الشكوى أولاً لمجلس الصحافة.. ثم يذهب الشاكي الى النيابة في حال عدم رضائه عن نتيجة الشكوى.. والسبب في ذلك في تقديري ان لجنة الشكاوي في إمكانها ابطال مفعول غالبية الشكاوى. وبمناسبة الهموم الصحفية.. كلمة عتاب في منتهى الودية لزملائي.. أحزنني للغاية أمس الأول أن غالبية الصحف وضعت خبر سقوط هيلكوبتر للجيش في دارفور في العنوان الرئيسي بالخط الأحمر.. يا أخواني هناك تقديرات ليست في قانون الصحافة.. ولا في القانون الجنائي.. لكنها يجب أن تكون في اعماق كل صحفي مسؤول.. لقد سقطت طائرة عسكرية قبلها بيومين في الخرطوم.. بالمنطق يجب على كل صحفي وطني غيور على جيش بلاده أن (يخفض) من وقع الحادث الثاني. فالحادث الأول خبر يمكن وضعه في المانشيت. لكن أن يتكرر الحدث بعد يومين فالأمر هنا يدخل في حيز (الحرب النفسية والمعنويات) لجنودنا البواسل. في هذا المقام يجب على الصحف (تخفيض) درجة الخبر.. فالذي يقرأ الخبر هم أسر جميع جنود وضباط الجيش .. وأبناؤهم يمتطون هذه الطائرات في كل يوم.. وهناك في الصحارى جنود بواسل يحملون البنادق ويسهرون حينما ننام نحن.. أقل ما يجب أن نقدمه لهم.. أن لا نحاول تضخيم الخوف والكوارث.. وباختصار يا زملائي الصحفيين.. (مانشيت) الصفحة الأولى ليس مجرد خبر.. بل يعبر عن السياسة التحريرية للصحيفة.. التيار