§ أقل من ثلاثة اسابيع تفصلنا عن اعلان دولة جنوب السودان بصورة رسمية. حكومة الشمال لم تسع بصورة ملحوظة لتخفيف صدمة الانفصال و تأثيراته السالبة في كل المناحي حتي بدأت الأمور لتتعقد اكثر فأكثر إذ اختلط حابل الانفصال مع نابل أزمات الحكم مخلفاً واقعا لا يمكن للمواطنين احتماله ولن تفلح حتي الحكومة من تجاوزه. § أهم المشاكل علي الصعيد الاقتصادي والمترتبة علي الانفصال ، فقدان 80% من عائدات النقد الأجنبي والتي كان يوفرها البترول في الموازنة العامة وهذا الفاقد الكبير سوف يلحق صدمة كبيرة في الأداء الاقتصادي وخلل في الميزان التجاري وميزان المدفوعات مما ينعكس سلبا علي أداء الحكم وتعقد أزماته لينعكس كل ذلك علي مستوي المعيشة وازدياد السخط الجماهيري. § لا توجد تدابير للحكومة تتخذها في هذا الشأن إلا بمزيد من التضييق علي حياة المواطن برفع أسعار الوقود والسكر والدقيق التي تمثل الاحتياجات الأساسية للمواطن والزيادة الكبيرة في الضرائب المباشرة وغير المباشرة وزيادة تعريفة السلع الجمركية علي الواردات ورفع الدعم عن ما تبقي سلع وخدمات علي الرغم من تصريح وزير المالية الذي نفي فيه أي اتجاه لزيادة الأسعار بينما احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني يكشف الحقيقة المتمثلة في زيادة الأسعار غير تلك التي ترتبط بالغلاء في شهر رمضان القادم بتأثراته . § الحكومة تركت أمر تدبير مخرج من صدمة الانفصال وراحت تزج بنفسها في صراعات في جنوب كردفان والنيل الازرق بالاضافة الي مايجري في دارفور والتضييق علي الدولة الوليدة في الجنوب بإثارة المشاكل وتحريض العناصر المعادية للحركة الشعبية وكل هذا الجهد المادي والمعنوي المهدر كان كفيل به خلق مسارت آمنة للخروج من صدمة الانفصال بأقل الخسائر ولكن الحكومة تمنت نفسها أن الاخوة الجنوبيون سوف يندمون علي قرارهم ويأتوا نادمين وصاغرين ولسان حالهم يقول الروب . § قبل أيام توصلت حكومة الجنوب مع اثيوبيا وكينيا علي إقامة ميناء مشترك في كينيا وبالتالي سوف يكون نواة لاتحاد اقتصادي ، سوف نتأثر به مستقبلا .هذا التأثير بدأ يتضح من حالة الركود الذي شهدته المنتجات الزراعية المحلية ( بصل وذرة وغيرها) من السلع التي كان يمثل الجنوب سوقا رئيسيا لها ، سوف تفقد صادراتنا سوق الجنوب والذي سيصبح سوقا كبيرا لدول الجوار . الرهان علي الضغط بتصدير البترول عبر أنابيبه في الشمال رهان لن يأتي بنتائج مرضية بعد أن وعدت حكومة الجنوب (رهن) إنتاجها الي الدول الكبري التي تعرف كيف تضغط علي حكومة الخرطوم الي حين تشييد الخط الناقل المقترح عبر ممبسا.الحكومة في التاسع من الشهر المقبل سوف تجد نفسها تبحث عن جحر ضب و في وضع لا يحسدها عليه أحد. الميدان