[email protected] هكذا يحملنا المؤتمر الوطني حملا لملاطفة شعب مصر و تدليله حتى يرضى أجدني و لست وحدي مشحونة بالغضب لدرجة الإنفجار حيال الإنبطاح و الإنبراش الذي يمارسه المؤتمر الوطني في علاقته مع دولة مصر!! إن مبدأ العلاقات المشتركة بين الدول تمليه ضرورة المصلحة القائمة على خدمة الطرفين سيما إن كانتا متجاورتين ولكن عندما يختل كفتا التوازن بالميل لأحدهما على حساب الآخر يجب دق ناقوس الخطر و تصحيح المسار فإما تعامل بمثل أو لنا دولتنا و لهم دولة. لا يزال المصري مسكونا بوهم تبعية السودان لمصر .. لا يزال المصري مهووسا بمعيار الفوقية عندما يتعلق الأمر بالسودان و السودانيين .. إرضاء لمصر غرقت حلفا القديمة و قام السد العالي .. إرضاء لمصر أ حتلت حلايب بقوة عين و سكتت حكومة الشؤم عندنا .. إرضاء لمصر انطلقت سلسلة من الهدايا الحيوانية أو قل البهيمية .. إرضاء لمصر رضينا بنسبتها البالغة 55% من مياه النيل مقابل 18% لنا .. إرضاء لمصر وقفنا في صفها لما تململت دول حوض النيل بإعادة التقسيم .. إرضاء لمصر شاركنا في حربها ضد إسرائيل .. إرضاء لمصر نسينا تماما ضربة الطيار حسني مبارك للجزيرة أبا بالطائرات .. إرضاء لمصر نسينا تماما ما مارسته الشرطة المصرية في حق اللاجئين السودانيين بميدان التحرير من تقتيل مهين مشين لنساء و أطفال سودانيين .. إرضاء لمصر سمحنا لها أن تتقيأ زارها و خفاضها على المجتمع السوداني .. إرضاء لمصر أصبحت قنواتنا الإعلامية سلة نفايات للإنتاج المصري حتى بتنا نفتتن باللهجة المصرية و نستغرب لهجات بعضنا لدرجة الإستنكار .. إرضاء لمصر .. فعلنا الكثير و لكن يبقى سقف إرضاء مصر بغير حدود .. و لا حتى توطينهم بالملايين. في العهد اللا مباركي كانت حكومة الكيزان تدفع ثمن تهورها و رعونتها بمحاولة فاشلة لإغتيال مبارك و لكن ما بالها تمارس الإنبطاح حتى بعد زوال؟ بالمنطق فإن لمصر كل الدوافع الملحة للتعلق المصلحي المحض مع السودان .. مصر في حاجة لإفراغ جرابها السكاني من الكثافة السكانية العالية المتمركزة على شريط النيل و البحر الأبيض المتوسط .. مصر في حاجة للتأمين الغذائي غير المنقطع .. مصر في حاجة لتأمين و تثبيت نسبتها من حصة مياه النيل .. أمنيا مصر تغط في نوم عميق في حدودها الجنوبية .. مصر في حاجة للإستثمار في أرض السودان .. ولكن بالجانب المقابل ما هي تلك الدوافع القوية التي تجعل المؤتمر الوطني راكعا و خاضعا في سياسته تجاه مصر؟