البشير يدحض مقولة الشائعة هي الابن غير الشرعي للحقيقة ! بدور عبدالمنعم عبداللطيف [email protected] الشائعة هي كل ما يرد على الألسنة أو على صفحات الجرائد من \"معلومة\" لا تستند على دليل دامغ يعضّدها ويجعل منها حقيقة أى أنها مثل الابن غير الشرعي الذي لا يُنسب لأبٍ بعينه. على أن السيد الرئيس قد نسف مقولتي هذه في تلك المقابلة التي أُجريت معه على قناة النيل الأزرق .. فقد دلّل الرئيس على أن الإشاعة من الممكن أن تكون ابناً شرعياً قد جاء من أبوين ربط بينهما زواج وعقد صحيحين. في حي الطائف - وفي شارع النخيل تحديداً - كنت أطالع دائماً تلك \"الفَسَحَة\" الكبيرة عند مروري بتلك المنطقة .. وفي إحدى تلك المرات لفتت نظري \"فيلتين\" من طابقين قد احتلتا جزءاً من تلك الفَسَحَة. أشارت رفيقتي قائلة \"دي فيلا وداد بابكر والتانية البتشبهها دي حقت فاطمة خالد مرة البشير الأولى\". لحظتها لم أعر تلك المعلومة انتباهاً بحسبها إشاعة أو \"كلام جرايد ساكت\" والجرائد هنا المقصود بها تلك الصحف \"الصفراء\" التي تقتات من الإشاعات ويكثر زبائنها من عشاق الإثارة، وترقد بين طياتها اخبار الفضائح من كل جنس ولون. إلى أن جاء السيد الرئيس وأعلن بشفافية قلّ أن يتسلح بها رئيس دولة في عالمنا الثالث .. أعلن البشير بكل أريحية وأمانة عن ممتلكاته، وذلك في إطار قرار إبراء الذمة وتأكيداً لحسن نيته في محاسبة كل من تطاله وتثبت عليه تهمة الفساد. على أن هناك ممن \"لا يعجبهم العجب\" من اعتبروا الإقرار مجرد خطوة استباقية لقطع الطريق أمام من يطلقون الإشاعات وينسجون الروايات و القصص حول ثروة الرئيس. بيت في الطائف .. لاأدري إن كان يشير إلى هاتين \"الفيلتين\" .. بيت في كافوري .. مزرعة في السليت .. شقة في حي النصر. وسواءً أكانت هاتين \"الفيلتين\" بناتٍ شرعيات للحقيقة وسواءً أكان لهن إخوة وأخوات في وسط هذا الطوفان من الإشاعات فهذا موضوع آخر. ولكن ما أحزنني حقيقة في تصريح الرئيس أنه في غمرة اندفاعه للتسربل بتلك \"الشفافية\" قد غاب عنه أن هناك دموعاً قد تساقطت، وغصص قد اُبتلعت، وعبرات قد غُصَت معها حلوق اناس قد تركهم الله امانة فى عنقه، فهو مسؤول عنهم أمام الله والوطن. نسي الرئيس أمر تلك الأم التي أجبرتها مسغبة على أن تفرّط في فلذات اكبادها وتعرضهم للبيع حتى تدفع عنهم غائلة الموت جوعاً .. نسي الرئيس ان هنالك ثلاث أرواح قد أُزهقَت في مستشفىً \"حكومي\" لعدم توفر أنابيب الأُوكسجين .. نسي الرئيس.. ونسي .. ونسي .. إن البشير عندما جاء على ظهر تلك الدبابة في 30 يونيو 1989 واعتلى سدة الحكم قد أعلن على الملأ من قومه أنه يسكن في منزل بسيط من غرفتين .. وبما أنه قد قرر أن يكون نهجه في الحكم \"مفصّلاً\" على نهج الصحابة رضوان الله عليهم - أو على نهج دولة الفاروق تحديداً كما وصفها الإعلام - فسيظل محافظاً على ذلك \"المستوى\" ومن ثمّ فعليهم أن يحاسبوه إن حاد عن ذلك الوعد قيد أنملة. إن من حق أي رئيس دولة أن يمتلك عقاراً أو مزرعة مقابل \"سهره\" على رعاياه والقيام على شؤونهم ومتطلباتهم من مأكل ومشرب ومسكن وكساء وتعليم ورعاية صحية .. ولكن بما أن هذا \"المقابل\" غير موجود، فقد انتفى ذلك \"الحق\". أقول بما أن السيد الرئيس قد منّ الله عليه بما يزيد عن حاجته فهو يسكن في منزل حكومي ويمتطي سيارة فارهة يرفرف على مقدمتها علم الجمهورية، الم يكن من الأبلغ والأوقع أن يعلن في تلك \"المناسبة\" – أي المقابلة التلفزيونية – أنه قد تبرع بجزء من حصته تلك لأولئك اليتامى والجوعى والمرضى والمعدمين. وإذا كان ذلك التبرع لا يعني شيئاً أمام جحافل تلك الفئات، إلا أنه على الأقل يقول \"نحن نشاطركم الأحزان\". وأخيراً لا زالت على الطاولة اشاعات كثيرة تتحدث عن ثروات طائلة لآل البيت..والوزراء..والحكام..والمحاسيب.. وكل من وجد سانحة فى تلك المائدة العامرة.. إشاعات كثيرة تصرخ بعلو صوتها \"نحن أبناء وبنات الحقيقة \" !!!