[email protected] الرسالة حسنا فعلت الخارجية السودانية وهي تتعاطى مع خارطة الطريق الاممية والتي رغم مجيئها بلغة صارمة وبجدول زمني محدد وباجندة ليست كاملة التوافق مع توقعات الخرطوم إلا ان الخارجية كانت ذكية هذه المرة وهي تلعب وبعمق على مساحة النقاط الايجابية في القرار وتقدم موقفا ايجابيا معه لعلمها ان هذا القرار الذي جاء بإجماع المجلس ليس قرارا يمكن الاستهانة به لان تحدي القرار لايعني تحدي تيارات محددة في المجتمع الدولي اوقوى عظمى لها عداء مع نظام الخرطوم بل هو تحدي للاتحاد الافر يقي نفسه وكل ثقل مجلس الامن الدولي .. إن الحكومة السودانية فعلا محتاجة لمراجعة مفردات خطابها السياسي والاعلامي بشكل كامل حيث لم يعد من المقبول حتى للراي العام الداخلي اظهار مواقف حادة ونهائية في الوهلة الاولى للاحداث بمنطق رفع سقف الخطاب الرسمي وترك مساحات التنازل لحسابات التداعيات اللاحقة وطاولات التفاوض.. وفي احداث الاعتداء على هجليج افقد هذا الخطاب الحكومة السودانية فرصا كبيرة لكسب تعاطف كامل معها مما اثر بشكل اكيد في اجندة القرار الدولي الذي صدر ..الحكومة الان مضطرة للجلوس للتفاوض قبل تحقيق الشروط المعلنة مسبقا وكان لها ان تكسب اقرارا بتحقيق قدر من هذه الشروط نفسها قبل الجلوس للتفاوض لو كان خطابها الاول مستصحبا في خياله الخطوات المتوقعة والبدهية منذ الوهلة الاولى.. ومن تاثيرات السقف العالي للخطاب الرسمي الاول ان ائمة المساجد سارعوا بالقاء خطب رافضة ومستنكرة للقرار يوم الجمعة الماضي وفي نفس الوقت خرجت وزارة الخارجية بتصريحات واضحة تعني القبول بالقرار وبدء اتخاذ خطوات عملية في اتجاه تنفيذ مايليها فيه باعتبار ان القرار في تقييمه العام حسب وزير الخارجية يصب في مصلحة الخرطوم اكثر من مصلحة جوبا فضلا عن اقراره ضمنيا باحقية الخرطوم للتعويض عن الخراب الذي طال محطة البترول في هجليج بتكوين لجنة لحصر الخسائر التي حدثت .. ولكن ورغم الروح الايجابية التي ابدتها بعد تردد الحكومة السودانية مع قرار مجلس الامن فان هناك من ينصبون منابرهم لتوريط البلاد في مازق دولية ومواجهات خطيرة مع العالم ..هناك المتطرفون من اصحاب المنابر (الفي اي بي) والتي مع كل الاسف تجد اذانا تصغى لسماع هرطقاتهم .. في بلادنا لايزال امثال الطيب مصطفى لايملون الرسم على دخان الحريق ..وكما يقول الشاعر مظفر النواب: مازال ابوسفيان يألب باسم اللات العصبيات القبلية مازالت شورى التجار ترى عثمان خليفتها وتراك زعيم السوقية لوجئت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعية أنبيك عليا ..