تراسيم عبد الباقى الظافر استجواب وزير..!! التقطت محررة آخر لحظة لقطة لافتة للانتباه أثناء مخاطبة رئيس الجمهورية لأعمال البرلمان في دورته الجديدة يوم الاثنين الماضي.. وزير الدفاع في أدب صوفي يقبل رأس الدكتور الحبر يوسف نورالدائم رئيس لجنة التشريع.. اللقطة المعبرة تزامنت مع حدثين حزينين.. قبلها بيوم كانت طائرة عسكرية تسقط في صحراء غرب أم درمان.. ستة عشر من جنودنا البواسل مضوا في سبيل الله.. كانت تلك الطائرة الثالثة التي تسقط أو تتعثر في ظرف ستين يوماً.. وفي ذات يوم التعبير الحميم كان المتمردون يمطرون كادوقلي بوابل من الصواريخ. في ميدان آخر خسر السودان فوزه المستحق على زامبيا.. اتحاد كرة القدم العالمي «فيفا» اعتبر بلدنا مهزوماً ثلاثة/ صفر بسبب إشراكنا للاعب سيف مساوي الذي نال بطاقة حمراء في مباراة سابقة.. الغريب وحسب إفادات النائب البرلماني يوسف موسى أن اللاعب مساوي رفض اللعب وأخبر المدرب أنه غير لائق قانونياً بسبب إنذاره السابق.. المهم أصر المدرب وألح وخسر السودان جولة مهمة.. رئيس الاتحاد العام أكد أن الخسارة لم تكن مفاجأة بالنسبة له.. أصوات داخل البرلمان طالبت بمثول وزير الشباب والرياضة لاستجوابه عن هذه الفضيحة. شيخ الحبر يوسف نورالدائم الذي لا يملك حزبه وجوداً مقدراً في البرلمان تحدث بصراحة.. دكتور الحبر اعتبر وقوع طائرتين وتعثر ثالثة بمطار الفاشر فضيحة لا يمكن السكوت عنها.. فيما طالب نواب آخرون صراحة بضرورة استدعاء وزير الدفاع لمساءلته عن هذه الكوارث التي حصدت أرواح أنبل أبناء الوطن. ثورة البرلمان التي لم تأتِ أُكلها بعد لكنها تستحق الإشادة.. مجرد امتلاك الجرأة والمطالبة بمثول وزيري الدفاع والرياضة أمام النواب يعتبر تطوراً جيداً في الساحة البرلمانية.. واحدة من المشكلات التي تواجه تجربة الإنقاذ أن مسار السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية متقاطع.. أما السلطة الرابعة فمطلوب منها أن تكشف عن ساق قبل أن تبدأ فاصلاً من الرقص.. ستستقيم كثير من الأمور إن بدأت كل سلطة تمارس عملها دون ترهيب أو ترغيب من السلطة الأخرى. قبل أيام صدر تعديل مهم لقانون التعليم العالي.. رئيس الجمهورية- راعي التعليم العالي تنازل طوعاً عن سلطته المطلقة في اختيار مديري الجامعات.. الآن مجالس الأساتذة تنتخب ثلاث شخصيات أكاديمية وتدفع بها لمنصة الرئاسة التي تنتقي واحداً من المنتخبين.. مثل هذا التطور كان يمكن أن يطبق في مجال القضاء.. مجلس القضاء العالي يختار ثلاث شخصيات ويدفع بها لقبة البرلمان الذي بعد التمحيص يختار من بينها رئيساً للقضاء يصبح في منصبه حتى يصل عمر التقاعد. دولة ليبيا التي خرجت من ظلام الشمولية تقدم تجربة رائعة في ممارسة فصل السلطات وتعظيم سلطات البرلمان.. البرلمان الليبي رفض تمرير تشكيلتين لرئيس الوزراء مصطفى أبو شاغور.. رئيس الوزراء المكلف فشل في اجتياز امتحان المرور ولم يبقَ في منصبه سوى خمسة وعشرين يوماً وترك المهمة لرجل آخر.. البرلمان الليبي لا يجيز الوزارة بالجملة بل فرداً فرداً. بالأمس قدم الصومال درساً في التبادل السلمي للسلطة.. قبلها رئاسة مصر ترضخ لحكم المحكمة الدستورية.. وحالنا يغني عن سؤالنا إن لم نستطع استجواب وزير كثرت أخطاؤه. اخر لحظة