تحكى قصة عن ان شركة عالمية تقدمت لعطاء لبناء كبري في اقليم تشير كل الدلالات على انه سينفصل عن الدولة الام في اول استفتاء سيجرى على استمرار الوحدة او الانفصال وتكوين دولة جديدة وتم الاتفاق بين الشركة المتقدمة ولجنة فرز العطاءات، تحت الطاولة، على ان يرسو العطاء على هذه الشركة مقابل هذا الاتفاق على ان يكون للجنة فرز العطاءات نصيب لتآمرها ولعبتها القذرة... وفعلاً رسا العطاء على تلك الشركة بعد كل الاجراءات التي تتبع في حالة طرح أي عطاء لمناقصة وبعد اعلان النتيجة كان لا بد من تنفيذ الاتفاق... جلس مدير الشركة الفائزة بالعطاء مع رئيس لجنة فرز العطاءات لتنفيذ الاتفاق وكانت المفاجأة ان طلب رئيس لجنة فرز العطاءات نسبة تسعين بالمائة من قيمة العطاء وان تأخذ الشركة نسبة العشرة بالمائة الباقية من المبلغ المدفوع كمقدم للعمل او لبدء التنفيذ... اعتذر مدير الشركة متعللاً بان القسمة يجب ان تكون خلاف ذلك وهي ان تأخذ الشركة التسعين بالمائة وتعطي لجنة فرز العطاء العشرة بالمائة، لان العشرة بالمائة لا تكفي لتشييد الكبري ولكن كانت المفاجأة الكبرى في انتظار مدير الشركة حين قال له رئيس اللجنة: ومن الذي قال لك ان هناك كبري سيشيد؟ وانه عليك استلام ما اتفقنا عليه ومغادرة البلد... فيا ايها المدير احتمال الانفصال وارد ولن ينتبه احد لهذا العطاء. كنت اعتقد انها قصة رمزية وانها لم تحدث في أي مكان في العالم ولكنها قيلت من اجل بيان حجم الفساد في تلك الدولة فكثير من القصص تروى على سبيل التوضيح بدون ان تكون حادثة بالفعل وخاصة عندما يرتبط الموضوع بمسؤول او اتهام مسؤول او حتى لمجرد التشكيك في عدم نزاهته وفساد ذمته. تذكرت هذه القصة وانا اطالع كتابات الاخ الطاهر ساتي وقد جاء فيها: تم الاتفاق مع احدى الشركات الاجنبية لعمل التجهيزات الهندسية الخاصة بتغطية استفتاء أهل جنوب السودان، وبموجب هذا الاتفاق، استلمت تلك الشركة مبلغا قدره (50.000 دولار)، من تلفزيون البلد .. ثم جاءت الشركة، فوجدت أن اهل الجنوب استفتوا واختاروا الانفصال مصيراً... والى يومنا هذا لم يسترد التلفزيون ذاك المبلغ المدفوع دولاراً..!! هل هناك علاقة بين قصة الكبري الذي قيل انها حدثت وبين ما رواه الاخ الطاهر ساتي عن شركة جاءت بعد الاستفتاء او بعبارة اخرى بعد ان انتهى العيد لتقدم خبيزاً مخالفة المثل القائل بانه لا خبيز بعد العيد؟ والفرق ان الشركة استلمت المبلغ كما قال الاخ الطاهر ساتي وبالدولار وان التلفزيون لم يسترد المبلغ المدفوع. نحن لا نعرف تفاصيل الاتفاق فقد يكون الاتفاق ينص على الاستلام اذا نفذت التجهيزات او لم تنفذ فيكفي ان هناك لجان اجتمعت واتفاق وقع وربما حوافز دفعت وهذا هو الهم ولكن ان ينفذ العمل او لا ينفذ فهذا ما لم ينص عليه الاتفاق. لذا لا نتهم احداً حتى تظهر الحقيقة. والله من وراء القصد [email protected]