استطلاع حديث للرأي أُجري ببريطانيا أظهرت نتائجه المحبطة أن 58% من الشعب البريطاني يربطون الدين الإسلامي "بالتطرف والإرهاب"..أي أكثر من نصف بريطانيا، فيما يشعر 68٪ منهم أن الإسلام دين يُشجع على اضطهاد المرأة..وهذا باختصار يعني كراهية الإسلام والكفر به كونه دين متسامح،وليس هذا فقط،ربما تُحرض مثل هذه الأرقام المسلمين على التخلي عن الإسلام،وما الأرقام التي تُقال حول التنصير إلا دليل..الكاتبة اليمنية اليهودية نجاة النهاري،كتبت مقالاً انتشر عبر رسائل الواتساب ومواقع التواصل بكثافة ويبدو أنه صادف هوى في نفوس كثير من المسلمين،الكاتبة تجمعها علاقات صداقة مع مسلمين،ظلوا يدعونها لترك ديانتها اليهودية والدخول في الإسلام،ردت عبر مقالها أنها لم تجد ما يُغري للدخول في الإسلام،فإن كان محمداً "ص" استطاع أن يدعو جاره اليهودي لاعتناق الاسلام نتيجة سلوك كريم تجاه اليهودي رغم عدائه للنبي محمد "ص"،فالآن المسلمون يقتلون بعضهم،المسلم يمثل بجثة أخيه المسلم،في إشارة لحادثة الجيش الحر في سوريا،المقال طويل،واعتقد أن الاطلاع عليه مهم،تساءلت الكاتبة تساؤلات منطقية جداً تنتظر ردا حولها. بعد تفجيرات بوسطن الإرهابية الأخيرة التي نفذها شيشانيان مسلمان،أوردت تقارير أمريكية بأن معدل تسجيل بلاغات جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفع بشكل خطير،وأكثر من ذلك،فالمسلمون يتأهبون هناك لأسوأ الاحتمالات،فكلما تفجر الوضع كلما ضاق الغرب زرعا بالمسلمين..عام 2012 وخلال ذكرى الحادي عشر من سبتمبر نشرت منظمة أميركية تعمل في مجال تسامح الأديان تقريراً حديثاً،التقرير رصد أرقاماً مخيفة حول توجهات الشعب الأمريكي نحو الإسلام بعد هجمات سبتمبر،نصف الأميركيين يعتبرون ان الإسلام دين غير متسامح،وأكثر من 40% منهم تعتبر أن الإسلام دين يُحرض على العنف لدرجة قتل الأبرياء..التقرير كشف عن فارق كبير في النسب بين العام الذي أجريت فيه الدراسة والعام الذي سبقه،النسبة العالية هذه لم تكن كذلك قبل هجمات سبتمبر،وفق ما ذكرت المنظمة. ما يدعو إلى الاستفزاز حقيقة ان الغالبية العظمى من المتطرفين والمتشددين من المسلمين تلقوا تعليمهم في دول الغرب،وإن لم يكن هم فمن يدعمونهم أو يبرروا للأعمال الإرهابية،كلهم مستفيدون من الغرب أكثر من غيرهم،وكذلك إن كل المنادين بقطع العلاقات كليا مع هذه الدول هم في الأصل يحملون جنسياتها،ما يصنع آلاف الاستفهامات أمام الجميع..ولا يزال الجهاديون من الشباب في انتظار فتوى من شيوخهم تبيح لهم الاحتفال بذكرى الحادي عشر من سبتمبر كون الإسلام حقق نصرا مؤزرا،غاضين الطرف تماماً عن الحصاد المر الذي يحصده العالم الإسلامي أجمع من الحرب ضد الإرهاب..إن كانت هجمات سبتمبر مثلت نقطة فارغة في تاريخ الإسلام وتشويه صورته لدى الشعوب الغربية،فكم يلزم من الوقت لإرجاع الصورة إلى مكانه الطبيعي دع عنك التجميل والتحسين. = الجريده [email protected]