مع عجلة الزمن تدور همومنا محصِّدة لنا الأوجاع... ودون أن نخبئ حواسنا في قاع التأملات سنجد أن محاربة (الغموم) التي تفتك بنا وتُمَرْحِلنا إلى السقام، لا تختلف كثيراً عن مقاومة الطغيان..! (1) طغت علينا مترادفات الهموم؛ تنخر أعمارنا القصيرة؛ ولا تنفك عن رقابنا سلاسلها.. فإذا لم نرميها رمتنا... وخير معين للوقاية بعد محبة الله تعالى والإمساك بحبله، هو الدعاء.. أو كما تخبرنا بعض الروايات. (2) روت عائشة رضى الله عنها؛ قالت: دخل علىَّ أبو بكر، فقال: هل سمعتِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه؟ قلت: ما هو؟ قال: كان عيسى بن مريم يعلمه أصحابَه، قال: (لو كان على أحدكم جبل ذهب دَيْنَاً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك). قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: وكانت علىَّ بقية من الدَّيْن، وكنت للدَّينِ كارهاً، فكنت أدعو بذلك، فأتاني الله بفائدة فقضاه عني. (3) وعن الرسول الله صلى الله عليه وسلم روى: (قال الله تعالى: إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني وصبر على ما بليته، فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الرب عز وجل للحفظة، إني أنا قيّدتُ عبدي هذا وابتليته، فأجروا له ما كنتم تجرون قبل ذلك من الأجر). (4) جرت العادة (الهروبية) إلى ترسيخ سوالب كثيرة لدى الواهنين؛ منها المثل الشائع: (إذا تكاثرت عليك الهموم تدمدم ونوم)؛ مع مراعاة أن (دمدمة) الجسد لا تفيد؛ مثل الجريمة؛ إنما الوقاية للقلب هي الأجدى نفعاً إذا ارتقى الإيمان. (5) من الآثار "الماسية" لابن عقيل: (النعم أضياف وقراها الشكر؛ والبلايا أضياف وقراها الصبر فاجتهد أن ترحل الأضياف شاكرة حسن القرى شاهدة بما تسمع وترى)..! (6) أرأيتم معنى (القِرى)..؟! إنه مازال يمشي بيننا زاهياً؛ مثلما تتسكع الهموم والغموم؛ وهما وجهان لعملة واحدة (كالجنيه)..!! أعوذ بالله عثمان شبونة [email protected] الأهرام اليوم