أشرقت المصابيح .. معلنة قرب انتهاء الظلم والفساد .. شارعنا تخطي كل الحواجز ، راح زمن الذل والخنوع والخوف إلي غير رجعه ، ظهرت ملامح النصر وتباشيرها مجسدة من خلال التضحيات بالنفس ليس هناك حل غير العزيمة والاصرار ،وفي يوم واحد سمع صوت الحق كل الدنيا, لا خيار أمام الشعب ، سوي التظاهر والاضراب حتى يذهب الطغاة إلي جحورهم التي جاؤوا منها ، وساعة الخلاص ليس ببعيدة .. هي قريبة ودانية ، اصبحت معاناة الشعب لا تحدها حدود ، ظاهرة في وجوههم ، ملامحها وتقسيماتها لا تخفي على اي انسان ، في ظل حكم هؤلاء المنتفعين الفاسدين الطغاة أصبح الانسان العمره 20 سنة حالة كئيبة وبائيسة كأنه في سن ال 60 سنة ، هلهلت الامراض الاجساد ، ونخر الجوع والهم العظام ، الحال التي أوصلها هذا النظام بالشعب السوداني لا توصف. ولا يوجد اي حكومة مرت على السودان عملت في الشعب بمثل ما فعل هذا النظام الفاسد فيه. والشارع السوداني يعرف تماما كيف يأخذ حقه بالطرق المعروفة بدون احداث خراب لانه عاني الامرين ، وبعض الاشياء المحروقة هنا او هناك ربما تعمل لمن هم داخل النظام ، لأن الأيادي النتنة دائما ما تسعي لصدهم بكل ما اوتيت من قوة ليوقفوا عزمهم حتى لا تشب النيران وتشمل كل البوادي والحضر لذلك اطلقوا النيران عليهم واردوهم قتلي في بعض المدن ، بالامس شٌيعت مدني ،حي عووضة الشهيد أحمد ، وعمره لا يتعدي ال 23 وفي امدرمان احمد حمد النيل ، لا يثنينا اي شي حتى لو سقط أكثر من ذلك ، وهيهات هيهات لكل القاصدين ايذاء المتظاهرين وتكبيلهم بالمتاريس وسد الطرق والكباري وعلى المخلصين الشرفاء في القوات النظامية لا ينفذوا أوامر أهل البغي وعليهم الالتفاف لمطالب الشعب لانه منهم ومنه.وهذه المسيرات غاضبة وثائرة وسوف تعم كل مدن السودان ، وحاضرة الجزيرة مدينة ودمدني عانت ما عانت وظلمت كثيرا بفقدها مشروع الجزيرة وهي مثقلة الجراح نحو ربع قرن المدن الاخري .. والان شرارة الانطلاق في مدينة الصمود والتاريخ مدينة أمدرمان وأحياءها العريقة ، صبر الشعب نفد وضاقت بهم السبل ، وهذه الصحوة ماهي إلا وسيلة لتنذر هؤلاء الطغاة.. بأن لكل شي نهاية ولغاية هنا كفاية .. وبالامس القريب اشتعلت نيران المظاهرات في كل أرجاء السودان .. ورئيسنا المفدي سحب مبلغ 20 مليون دولار من بنك السودان بدون وجه حق.. نتساءل بدورنا لكي نعرف الكيفية التي تصرف بها هذه المبالغ الضخمة والشعب يعاني ؟ لماذا كل هذا التساهل؟ وما هي مبررات بنك السودان؟ تؤخذ الملايين وتصرف هكذا .. والشعب يثور ويعاني كل مرارات الظلم والقهر.. وفي اتجاه أخر مغاير تماما ، تعقد وزارة المالية اجتماعاً بائساً وهو شبيه ب (الفتو كوبي ) مع وزيرة الرعاية الاجتماعية موهمة الناس بأن الوزيرة استلمت مبلغ الدعومات لعدد 500 ألف اسرة سوانية ، بمعني آخر تسكيت .. وتهدئة خواطر المتظاهرين ليس إلا ، وحتما هذا الشيك المستلم بدون رصيد أو فاضي من المستحقين كالعادة ... والجميع يعلم علم اليقين ، بأن اي وزير أو والي يقدم المبررات والتصريحات التي تتماشي مع وضعه الوثير ، والهالة الاعلامية المغلوطة ، إذا علموا وفطنوا ، بأنها كثيراً ما تفيد الخصم بصورة كبيرة جداً ، فمثلا والي ولاية الجزيرة ، يقر بأن أعمال الشغب التي اجتاحت ولايته من تدبير الحركة الثورية لانها هناك ارتباطات شبيهه باحداث ام روابة .. الخ ، وأقر الوالي الهمام بمشاركة أناس من خارج الولاية .. كلها مبررات ملتوية لا سند لها .. بالرغم من انها وسائل ملتوية إلا ان النظام يصدقها ،لتكفيه عناء التفكير أو الاستدلال طالما نظرته تجاه شعبه من خلال تقارير المخبرين بأن شعبه منعم وحياته المعيشية مترفه وفي رغد. أما المخلصين الشرفاء من ابناء بلادي سوف يخرجون في مسيرات هادرة ترعب عرشهم وتجعله حطاماً بإذن الله وليس فقط منددين بالزيادات التي حصلت وإنما هي مسيرات قاصدة الظلم والقهر والفساد التي فاحت وملأت الأفاق .. ودم الشهداء لا يروح هدراً ، وشبابهم ايضاً لا يروح هدراً.. إنها ثورة حتى النصر. هذامع تقديري واحترامي ،، والانحاءة فخرا لشعبي العظيم [email protected]