حذرت فرنسا الجمعة من تأزم العنف الطائفي في جمهورية أفريقيا الوسطى ، بينما حثّ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة المقاتلين المسيحيين والمسلمين على إيقاف حمام الدم الذي خلف أكثر من (600) قتيل في الأسبوع المنصرم . بينما تجاهد القوات الفرنسية والأفريقية لإستعادة الأمن في هذا البلد الذي مزقته النزاعات ، حذر كي مون أؤلئك الذين يرتكبون الفظائع من أنهم سوف يخضعون للمحاسبة . من جانبها تقول المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنّ أكثر من (600) شخص قد قتلوا في إحداث للعنف في أفريقيا الوسطى الأسبوع الماضي ، (450) في بانقي و (150) في أجزاء أخرى من البلاد وتقول محذرة من تدهور أكثر أنّ قائمة أعداد الموتى ربما ترتفع بإكتشاف جثث جديدة . كذلك حذر وزير الدفاع الفرنسي دو لوريان من إرتفاع وتيرة العنف أثناء لقائه ببعض القوات الفرنسية البالغ عددها (1.600) جندي والمنتشرة في (بانقي) . يقول دو لوريان (إن المواجهات قد تفاقمت بشكل مفاجيء) محذرا من (بدايات مبكرة لأزمة إنسانية) . بعد أسبوع من إرسال فرنسا قواتها إلى مستعمرتها السابقة لدعم قوات حفظ السلام الأفريقية ، لا تزال عصابات قطاع الطرق المسلحة تجوب الشوارع ، فيما تدوي إنفجارات قوية بشكل متقطع جراء إطلاق المدافع . لقد إنغمس البلد ذو الأغلبية المسيحية وغير المستقر بشكل مزمن في الفوضى بعد إنقلاب شهر مارس الذي قاده ثوار في غالبيتهم مسلمون تمكنوا فيه من خلع الرئيس (فرانسيس بوزيه) . لقد تمرد بعض أفراد (سيليكا) ونشروا الرعب ولم تستطع القوات الحكومية من إيقافهم . بعد شهور من المجازر والإغتصابات والنهب وكرد فعل على ذلك ، تشّكلت مجموعات حراسة مسيحية محلية . من جهته قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنّ (27) من المسلمين قد قتلوا بواسطة مليشيا في إحدى القرى وأثارت هذه الحادثة القلق من (هجمات إنتقامية بين المسلمين والمسيحيين) . تقول (رافينا شمداساني) الناطقة بإسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (إننا نحذر من إزدياد التوترات بين الطوائف الدينية) . في ذات السياق حثّ (بان كي مون) الزعماء الدينيين على التصرف كرسل للسلام للمساعدة على إنهاء العنف الذي مزق الطوائف التي عاشت مع بعضها طويلا في سلام وفي رسالة بالراديو قال : ( لا تدعوا أصوات الكراهية تزرع الشقاق الذي لم يكن موجودا بينكم . أيّا كانت العقيدة أو الخلفية فإنكم تشتركون في نفس التاريخ والمستقبل . يجب أن يتوقف حمام الدم ) وبينما يزداد القلق عن وضع إنساني يائس أكد ( بان كي مون ) إلتزام الأممالمتحدة بمساعدة البلاد على الخروج من هذه الأزمة ( إنكم لستم وحدكم وسوف لن نتخلى عنكم ) . أما المفوضية السامية فقد قالت أن العنف قد أجبر نحو 160.000 مواطن من (بانقي) على النزوح من منازلهم في الأسبوع الماضي وهم منتشرون في نحو (40) موقعا تشمل المعسكرات ، الكنائس ، المساجد . هناك الكثيرون يعيشون حياة قاسية ضاعفها هطول الأمطار الغزيرة . في معسكر يضم (45.000) شخص نزحوا من (بانقي) يقع بجانب المطار ، تحول توزيع الطعام في يوم الجمعة إلى عنف مع حدوث نهب للحصص الغذائية من الأرز ، الزيت ، الفاصوليا . يقول (ناميسيني) وهو عامل مدني يبلغ من العمر (41) عاما إستطاع أن ينال حصته قبل أن يبدأ النهب ( منذ أربعة أيام لم يتناول أطفالي الثلاثة وأنا شيئا .. شكرا شكرا للذين فعلوا ذلك ) . من جهتها وجهت الطائفة المسلمة إتهامات لفرنسا بأنها تحابي المسيحيين ، غير أن دو لوريان رد بأن (القوات الفرنسية محايدة للنهاية وأنها مدركة لأهمية رسالتها) . بالرغم من بعض اشارات الحياة التي بدأت تعود ، إلا أنّ الوضع يظل متوترا جدا في بعض أنحاء (بانقي) فالمواطنون يقولون أن تبادلا كثيفا لإطلاق المدافع قد سمع في الجوار الغربي ل (ميسكيني) ، فيما تقول أحد المواطنات وإسمها جينفر (إنه أمر مروع ، إن هناك إطلاق نار في كل مكان ) . لقد حثت الجماعات الإنسانية الأممالمتحدة على العمل بشكل أكبر لتقديم العون المطلوب ل (بانقي) وفي يوم الجمعة قالت اليونسيف أنها أرسلت خطا تموينيا جويا للعاصمة . http://news.iafrica.com/worldnews/891117.html