عاش في بيت الحاجة نفيسة بمدني ( فار) وليس جقر، أطلقت عليه زوبة لقب صديق العائلة . وبهذه الصفة كان يتحرك من المخزن للمطبخ ثم الصالون ( علي كيفو) مثل الدعم السريع أو البص السريع في سالف العصر والأوان . وكان يتحاوم تحت الكرعين في أوقات الوجبات للحصول علي لقمة تسد رمقه،دون خوف من ( شلوت) بالجزمة أو البوت . ويبدو أن الفار الصديق قرر أن يرفع الكلفة، خاصة في هذا الصيف الحار،الذي ظن فيه البعض أنهم سيصلون ( بتشديد اللام) الجمعة في جبل مرة،وكأنما سكان الجبل ( ملاحدة)، أو كأنما الكيزان ( صحابة) . المهم استطاع الفار – الصديق- أن ( يخرم) التلاجة القديمة من جانبها الأيسر، واستخدم هذا النفاج في الدخول والخروج من التلاجة بسهولة ويسر . كلما اشتدت الحرارة دخل الفار إلي التلاجة، واستلقي في الحوض(التحتاني) محل السلطة والخضار،ولزوم الرقدة المريحة تعود ( الفار الصديق) أن يضع تحت رأسه طماطماية باردة أو نص عجورة ثم يخلف رجله ويستغرق في نوم عميق . وحالما يفتح أي زول التلاجة ، يتغطي الفأر العزيز بربطة الجرجير كيلا ينكشف أمره ،حتي يظن الناس أنه ( أسوداية) وظل علي هذا الحال زمناً طويلاً ( يقرم) من الجبنة، والتحلية باقي ملاح الخدرة أو السليقة،وحتي الفول – حبيب الشعب – صار حبيب الفأر دونما جدال. ولكن المغطّي لا بد أن ينكشف يوماً ما ، مثل ما انكشف الجنجويد ذات يوم، وصاروا موضوعاً للمحكمة الجنائية الدولية،التي أطارت عقول السدنة والتنابلة . وبالمناسبة فالمحكمة هذه الأيام ( صهينت) من السودان،بسبب ناس بن شمباس،والمصالح الأمريكية في المنطقة،وقطر التي يراد لها أن تتفرغ لكأس العالم دون شوشرة،وقطر نفسها خسرت مليارات الدولارات لتكسب تنظيم مونديال 2022،لشئ في نفس حكامها،وصاحبهم أردوغان ، وبالتالي نسي العالم مآسي دارفور،ومطالب الجبهة الثورية والمشورة الشعبية وقطاع الشمال بمن فيهم صديقي ياسر عرمان . وبالرجوع لموضوعنا الأساسي فقد انكشف موضوع الفار ذات نهار حينما لمحه ( مازن) داخلاً من النفاج . ومن المكتبة القريبة اشترت الأسرة موسوعة (أضرار الفيران في بلاد السودان) وجري الكشف الطبي علي الجميع للتأكد من خلوهم من السعر أو الطاعون، ودفعت الأسرة مالاً كثيراً لعمليات غسيل المعدة في زمن صارت فيه الخدمة الطبية سلعة رابحة للسدنة والتنابلة . وبينما لا زالت الأسرة تبحث عن جبص أو أسمنت لإغلاق النفاج، يبحث الفأر الصديق عن دربكين لإعادة فتح النفّاج،مبهوراً بتجربة حركة حماس وأنفاق غزّة . وكانت حماس نفسها ذات مرة قد تلقت ملايين الدولارات هدية من النظام الحاكم هنا، في وقت يتمدد فيه الفقر من كل جانب، ولولا أن المصريين في معبر رفح قد كشفوا الأموال التي كانت ( صحبة راكب) مع فلان الفلاني، لأصبح سر الإنقاذ وحماس في بير ، وحتي يعرف الفأر الصديق أن الثلاجة ليست ( أوضة نوم)،فإن الأزيار بالكوم ، والمشلعيب يفرّج الهموم الميدان