الغبي هو من يعتقد فى الناس الغباء ... ومشكلة الصادق المهدي تتلخص في كونه برجعية شديدة يحاول اثبات حقيقة غباء الشعب السوداني !! في الوقت الذي يدرك فيه حتى الرضيع بأن سيدنا الامام مجرد ممثل فاشل لم تصقله التجربة السياسية ليقدم العروض الدرامية المقنعة التى تستحوذ علي استعطاف الجمهور ، وبغض النظر عن مهازل الاسكتشات المسرحية الكثيرة التى دأب علي تقديمها ، الا ان المراجعة التاريخية تقول ان مايسمي بمسرحية تهتدون كانت العمل المسرحي الوحيد الذى كاد ان يعالج تصحيح مفاهيم الشعب حول مواهبه السياسية لولا الصدفة التى تكفلت بكشف النص الاصلي للمسرحية من الالف للياء وهو اكتشاف لم يكن بالصادم أو المفاجي لان الغبي الذى من فرط الغباء يعتقد من شروط التمويه حلاقة الذقن والشارب حتي يصير امرداً كالغلام البغدادي من السهل جداً للمرء ان يكتشف اكاذيبه حتي قبل ان يفكر هو بها ، فالنص الاصلي لتهتدون حسب الرواية السرية المتداولة بين افراد الاجهزة الامنية المناط بها تغذية ملف مسرحيات الامام هي عملية امنية خاطفة تمت بالتراضي و القبول التام بين الطرفين ، ما يدحض الشائعات ويضح الحد للتهويلات البطولية التى تدعيها طبول الامام ، فالاتفاق كان ينص على خروج سيدنا خروج آمن لا يخلو من السبكة المسرحية التى تعزز القناعة لدي الجماهير والمعارضة بأن السيد الامام رغم وحدانيته علي مجابهة عنفوان الصعود الثوري للانقلابيين الجدد الا بذكاءه المعهود استطاع فى ضربة امنية واحدة ان يهزم اربعة اجهزة امنية متمرسة كانت تلاحقه كظله وتتبعه كالكلاب الضالة التى تحوم حول ( الرمة ) .. ونجحت الخطة الجهنمية فخرج الامام مهاجراً وكانت هجرته الي ما هاجر اليه وبين عشية وضحاها اصبح دون كشوت المعارضة وانتزع لقب ( المخلص المنتظر ) وتماها مع الدور حتي صعرّ خده نحو السماء ولم يجد من يمشي اليه بالسيوف ليعاتبه ، لا لشي سوي لان المعارضة كانت تدرى انه لا يدرى انها تدري انه مجرد عميل مكلف بمهمة قصم ظهرها ويلعب دور سلبي لصالح النظام مقابل عدم الافراج عن الادلة الاخلاقية التى تفضحه امام جماهيره ، وكان بامكان المعارضة تعريته وتصفيته ليكون العبرة لمن لا يعتبر ، لكن يعود مرد التأني الي ذكاء المعارضة في حساباتها الدقيقة التى تحسب وجوده بالصفر المهم الذي يهول من سمعتها باعتباره فى يوم من الايام كان رئيس الوزراء الشرعي الذي لم يحافظ على الملك ولم يبكي علي ضياعه كالنساء ؟ بمعني يمتلك الشرعية التى تحتاجها المعارضة لتقنن عملية النضال ... هذا من جانب اما في الجانب المهم من مجري الحقيقة وهو الامر المتعلق بدوره الاخير فى المسرحية الهزلية الضاحكة التى يلعب فيها دور البطولة ويظهر من خلالها بالثوب المسرحي القشيب الذي اختير له بعناية فائقة العنوان الدرامي الفضفاض ( الاعتقال ) .. وما ادراكما الاعتقال ؟ لكأنما علي رؤوس الشعب ( القنابير ) أو لكأنما اصل مياه النيل ينبع من ( ريالة ) السودانيون ! فالحق والحق يُقال ان اخراج هذا العمل يفتقر لابسط الفنون التمثيلية ، ذلك لان بداهة المنطق ترفض المجاملة فى احتمال ان يرقي مستوي الحريات في ظل النظام القائم الي مستوي ان يحتكم جهاز الامن والمخابرات السئ الصيت الي المحاكم ليسترد ما يراه بهتاناً واثما بالحق الذي يفضح من اساليبه ، و اذا كان من مخلوق لا يخشي الا الله علي البسيطة فأن جهاز الامن لا يخشي حتي الله في سبيل الدفاع عن حماية النظام ، لهذا اذا كان لجهاز الامن وجيعة فيما يذهب اليه ضد المهدي ، فأنه لا يوفر فرصة اعتقاله و علي عينك يا تاجر وعلي مرآي ومسمع من قياداته التى فى مرات كثيرة تمارس صمت اهل القبور لئلا تكشف محتوي الزيف والضلال الذي يحيط بجدار شخصية حفيد مهدي الله المنتظر ! ... تتحدث السيدة ( ن ) وهي فتاة جميلة فى منتصف العشرينات بحسرة شديدة بعد زيارتها لسجن كوبر بالقول انها من المعجبين الشباب بالكاريزما السياسية المبجلة لسيد الصادق كما قالت ، لكنها اصيبت بالصدمة عندما تودد اليها احد العاملين بالسجن وتطوع لها بكشف حقيقة مسرحية الاعتقال واخبرها بالحرف ان السيد الصادق هو من طلب من ادارة جهاز الامن اعتقاله تحت زريعة التشهير بقوات الدعم السريع عسي ولعلي ان تنطلي الخدعة علي قواعد الحزب فتصدق انه لازال هو نفس الصادق الذي اذا امرها ان تخوض عباب البحر لخاضته دونما سؤال ! انتهت افادة الفتاة .. وفي معرض تعليقنا لو لم يستشعر سيدنا الخطر من عودة السيد مبارك الفاضل وخوفه المبرر على ما تبقي له من حفنة قواعد الحزب لما كان استعجل دور البطولة في هذا العمل ( الارجوزي ) الفطير الذي يؤطر من نظرة الكثيرين حول شخصية المهدي التى تباع وتشتري كالسلعة الرخيصة . اسمراء 22/5/2014م [email protected]