جاء فى الاخبار ، ان الرقيب المختص بقضايا النشر الاعلامي قام مؤخراً باصدار توجيه للصحافة بعدم الخوض فى المسرحية الهزلية الضاحكة التى تحمل العنوان الكوميدي ( اعتقال امام الانصار ) ، ولست هنا للحديث عن الذكاء الحاد الذي يدثر شجاعة الرقيب ، لكن أود التأكيد على انه مهما تفتقت عبقرية الاخراج واستحدثت الاساليب التى يُرجي منها تحسين لوازم الرواية فأن الحقيقة المجردة ستظل هي نفس الحقيقة المجردة التى تقول بالحرف الواحد ان السيد الصادق المهدي لايمثل لدي الوجدان الجمعي للامة الا ما كان يمثله المستعمر الغربي من بقعة داكنة غير مشرفة تسود صحائف التاريخ السوداني ، وهذا ليس تحاملاً على جلالة امامته التى انتزعها من بين براثن اصحاب العقول المظلمة الذين لازالوا يعيشون بعقلية القرون الوسطي ، بل للتأكيد الجازم على تفاهة الجهل الذي يبيح للغراب ان يكون دليلاً يأمر وينتهي بنواهيه بنو البشر ، وما حاق بمستقبل السودان ضرراً اقوي اعتمالاً من مايسمي بالمهدية ، الامر الذي يحرض للبحث عن اصلها وفصلها بالصورة الاكاديمية البحته وبالكيفية التى تخلو من التحيز القائم على العاطفة المغرضة ،فالمراجع التى تؤرخ لحقبتها جميعها مراجع مدسوسة تضفح بالمبالغة التى تغالط صراحة عما كانت عليه من اجندة صهيونية استغلت ستار الدين لتحقق ما حققت من فتوحات كانت بطعم الهزيمة النكراء للحُمة الوطنية التى تفرقت ايدي سبا وتسببت فيما ال اليه الحال السوداني الراهن ، لانه بفضل احفاد بيت المهدي - على وزن احفاد بيت النبوة - كما يحلو لبعض الدراويش ان يعتقدوا فيهم ! ! بفضلهم انتشر السلاح فى اقاليم دارفور انتشار الهشيم على النار و تفتقت بذرة الكراهية بين القبائل حتي اتت اكلها فى هذا العهد البائد ، فجهابزة السياسة فى حزب المهدية منذ عهد الخليفة عبد الله البرقاوي - التعايشي - كما تزوره مضابط التاريخ كانوا من الوطنية المطلقة حيث عمدوا على احياء ثقافة القبيلة وتفننوا فى اللصاق التهم بالقبائل الاخرى بطريقة صارخة تجسد حقيقة العمالة ، وابدعوا فى ازلال التابعين درجة الاستعباد تحت زريعة العمل فى دوائر المهدي ، كانوا يخدعون افراد المجتمع الذين بهتاناً واثما يؤمنون بأكذوبة مهدي الله ويحرضونهم جهاراً نهاراً على اهداء حرائرهم ليكونوا بمثابة الجواري في قصور ال الرشيد - اقصد بيت المهدي - كانوا يجعلونهم كالرهبان الذين ينقطعون للعبادة مع فرق الرهبان فى النصرانية يعبدون الله ورهبان المهدية يعبدون ال بيت المهدي ! باختصار ما فعلته المهدية لم يخطر فعله على بال فرعون الذي طغي وتجبر وادعي اللألوهية .. ولولا رائحة العمالة التى تفوح من بين اردان على اجيالهم لكنا اليوم ممن يسبحون بحمد الصادق ويعتقدون فى ابنه عبدالرحمن الصلاح وفى بقية العقد النضيد شيئاً من ماء الوجه الذي يحض على تقديم الاعتذار لما اقترف اسلافهم من انتهاك فى حق الرجال والنساء الذين افنوا زهرة شبابهم ( عبيداً ) دون اجرة في خدمة دوائر الماسونية المضروبة .. ان الضغط على الصحافة لكي تستخدم القليل من الرأفة والرحمة فى حق الصادق المهدي لهو بالدليل الدامغ الذي يفضح من ممارسة النظام فى التستر على شكل العلاقة الاثمة الغير شرعية التى تربطه مع حزب الكنبة - الامة - حزب المغيبين المخدرين بالاكاذيب الفضفاضة ، واذا كان لابد للمرء ان يجاهر بالحمد لمن يستحق الحمد ، فأنني اسبح بحمد الله عدد مافي السماء نجمات وعدد ما في ا لرياض ورود على كونه وهبني نعمة العقل ولم يجعلني جباراً شقيا اتبع ما يوحي الشيطان لال بيت المهدي من اباطيل واقاويل احياناً تجعل الشيطان نفسه يتعوز فيها من ال بيت المهدي ! ياسمين البرير عبدالله [email protected]