فاجا الامام الصادق المهدي زعيم حزب الامة وكيان الانصا رالاوساط السياسية والشعبية عندما اعلن علي رؤوس الاشهاد وبكامل قواه العقلية وصحته المعتبرة التنازل لابنائه طوعا وهو لما يزل علي قيد الحياة عن كامل ممتلكاته وثروته ،واوقف جزءا منها للاغراض العامة ،وفجر ها داوية باعتزامه التخلي واعتزالالعمل السياسي والحزبي والتفرغ لاعمال الفكر والكتابة ،وفي الرسالة التي تلاها وجهها المهدي لانصاره وتلاها عنه نجله الصديق بمناسبة عيد ميلاده اكد الامام انه سيسجل ثروته وحقوقه حتي يتحرر من ثقل الملكية ويلقي ربه في اي وقت يختاره فقيرا من المال فقيرا لرحمته . هذه العبارات المؤثرة التي حوتها رسالة الامام كانت كفيلة لان تفتح صنابير الدموع من ماقي المحبين الذين استمعوا لها تتلي كفاحا ،بينما فتحت ايضا الباب واسعا علي مصراعيه للمحللين والتيارات السياسية ممن هم خارج قاعة الاحتفال بعيد الميلاد المهدوي . والي جانب تنازله عن الحقوق تضمنت رسالة المهدي اشارات تنبئ عن قرب ترجله من جواد السياسة والحزب الذي ظل ممسكا باعنته علي مدي اكثر من ستين عاما ،وجلس علي مقعد رئيس الحكومة مرتان ،واخذته الهجرة السياسية الي نجوع ودثار بعيدة اكثر من ثلث هذه الفترة ،لينيخ جواده بعد تفلحون في سودان الانقاذ متقلبا معها بين الحلو والمر ولطالما التقيا معا اعني المهدي والحكومة في المنطقة الرمادية قبل ان تطيح به اقدار السياسة من اقرب الخصوم السياسيين للانقاذ الي غيابات السجون ثم الخروج الاخير فالتوقيع علي وثيقةنداء االسودان ،ودخوله مرحلة جديدة من الصراع تلامس سقوفاته هذه المرة قرص الشمس وتوقعه في المحظور بحق وحقيقة عندما وضع نفسه بين كماشة الحكومة والجبهة الثورية ،وبحسب البروفسير حسن الساعوري المحلل السياسي فان اعلان المهدي توزيع ورثته وهو علي قيد الحياة لايجوز شرعا والمسموح به هو الوصية او الدين تصديقا لقوله تعالي:( من بعد وصية يوصون بها او دين)،واستطرد هذه مواريث محكومة بضوابط ونصوص شرعية.لكنه استدرك وهو يحدثني عبر الهاتف (بامكانه ان يقوم بتسجيل امواله لابنائه . ومضي الساعوري في رسم سيناريوهات عديدة لمرامي اقدام الامام علي اعلان مثل هذه الخطوة وقال ربما توحي هذه العملية بان الامام يستشعر انه سيفارق الحياة لاسيما وانه قد زج بنفسه في اتون الصراع المسلح بتوقيعه لنداء السودان وهي براي الساعوري مغامرة لاتشبه اسلوب المهدي في الذي ينادي علي الدوام بالحل السياسي السلمي ،ومضي محدثي للقول التحالف السياسي الذي اقره المهدي مع الجبهة الثورية ووجوده في منطقة عمليات عسكرية وسط مجموعات تريد تفكيك النظام بالصراع المسلح لااحد يتكهن بنهايته ومالاته ،وبحسب الساعوري فان الصادق اراد التحرر من ثروته لابنائه وهو حي ،حتي لايتنازعونها ويصطرعوعليها بعد ذلك. وفسر اكثر ربما اراد الامام ان يضمن ان ابنائه سوف لن (يتشاكلوا)علي الميراث وهو غائب.. بينما اعتبر القيادي بالشعبي ابوبكر عبدالرازق اعلان المهدي من قبيل حرصه المستمر علي ان يكون الاول والسباق في كل شئ ،واععب عليه الاعلان وتسائل ل(المستقلة)ما الذي يضيره لو فعلها سرا ،وزاد في تقديري الشخصي ان الشرع نفسه يحض الفرد علي الاحتفاظ بامواله الي ان يموت،وبعدها تقسم التركة علي كل الوارثين وفق الانصبة الشرعية ،واستطرد :وكذلك يمكن للمرء ان يقف جزءا من امواله كوقف عام اهلي اوخيري ،كما له الحق ان يهدي جزءا منها او يوصي بشرط الايلحق الضرر بمن يعولهم ،وراي عبدالرازق ان يتم كل ذلك في السر حتي لاتعلم اليد اليسري ما انفقته اليمني ،ولم يجد عبدالرازق تفسيرا لمغازي اعلان الامام هذه الخطوة بل قال مثل هذه المفاجات تتسق تماما مع شخصية الصادق ،التي تحوي مواقفه التاريخيه الكثير من الغرائب والاسرار التي تجنح لحب القيادةووضع الكل تحت ابطيه ان كان علي صعيد الساحة السياسية او الاحزاب . ومضي الي القول ثم ان الصادق لايعلم من يموت اولا هو ام احد ابنائه ،وعن امر الذهاب الي الله فقيرا ففي نظر ابوبكر لاترتبط بغني الرجل او فقره ويقول (نعم المال الصالح عند الرجل الصالح)ويختتم ابوبكر عبدالرازق افادته بالقول :ان الاسرار في العمل والانفاق مدعاة لاحتساب الاجر عند الله وطلب القبول ،مستشهدا برموز الوقف في السودان كعبدالمنعم محمد والبغدادي وخلافهم الذين لم يعلم الناس حجم انفاقهم الابعد مماتهم . وعاد الساعوري للحديث واعتبر شرط اعتزال المهدي للعمل السياسي زتفرغه للبحوث والفكر وربط ذلك بتقوية مؤسسات حزبه بمثابة الباب الموارب للعوده عن اعلانه في وقت،وتسائل :ومتي سيطمئن علي ان مؤسسات حزبه صارت قوية بالقدر الذي سيمكنه من امضاء قراره هذا . واردف الساعوري التساؤل بتساؤل اخر ردا علي قول المهدي انه (مطالب)ستة مليون دولار ،وقال المهدي طالب الحكومة في شنو؟وهل الحكومة معترفة بذلك؟رغم قول الساعوري ان المهدي ظل يقبض بصورة منتظمة من الحكومة وعاجلني الساعوري بسؤال جديد وقال هل اعلم المهدي الناس بميقات عودته للبلاد . [email protected]