@ كل عام مطلع الأسبوع الثاني من شهر فبرائروحتي منتصفه تشد الرحال الي مدينة رفاعة للتزود قبل الربع الخالي بجرعة حب وجمال زادا للروح و متنفسا لمقبل الأيام علّ ذلك يزيل قساوة الزمن الزنيم ،، تجديدا لخلايا الأمل في روح ميت الشعور في طقس أمشيري شتوي مفعم بدفئ أصحاب الذوق السليم والنفوس المتخمة بالجمال و المترعة بالتفاؤل و الأمل الخصيب ،مضمخة بحميمية أهل رفاعة الأنيقين المتألقين بالطلة البهية والطلعة الوسيمة . يحتفلون في كل عام وفي هذا العام بالعيد ال 27 لمعرض الزهور الذي درجت جمعية فلاحة البساتين هنالك علي إقامته تقليدا سنويا راسخاعلي الرغم من تراجع كثير من المدن من إقامة هذه التظاهرة الإبداعية ﻻن مسئولي هذا الزمن ،بغير جمال ، لا يرون في الوجود شيئ جميل يستحق الدعم و الرعاية . @ حدثني رئيس الجمعية الأستاذ كمال عبدالله حاج الخضر و نائبه المهندس مبارك حسن عثمان بأن معرض الزهور برفاعة صار أبرز ما في رزنامة المدينة والمنطقة ،حدث يتجسد في وجدان الجميع و مخيلتهم مثله كمثل العيد الكبير تتأهب لإستقباله كل الأسر والبيوت في رفاعة ، تعد له كل الزينة و مفتخر الثياب والمشاعر الصادقة و نبيلة . تشهد أيام المعرض عودة الأحباء الغائبين في عطلة خاصة ليشهدوا أسبوعا حافل بالإرتواء الروحي و الإستزادة من أريج الفل والياسمين وعبق الورود والزهور و ألوان البنفسج و الأقحوان و اللازورد و قوس قزح التظاهرة الفنية والإبداعية و المعرفية المصاحبة للمعرض . ما أدهشني حقا أنهم لا يقلقهم كثيرا لتمويل هذا المعرض ولا يتوقفون عن فعالياته المصاحبة ونفقاته المتزايدة في كل عام والتي تبلغ هذا العام 60 الف من الجنيهات ولا يمتلكون رصيد لذلك و لأنه عمل للخير والحب والجمال يتمه الله لأنه جميل يحب الجمال و يدعمه كل جميل . @ العلاقة بين رفاعة والحصاحيصا لاتنفصم عراها لأنها أزلية ارتبطت بالعمل و تعززت بالمصاهرة وقويت بالتواصل . بعد قيام كبري رفاعة أصبحت منطقة واحدة في تكامل و إتساق فريد لأنه عفوي لم تلوثه فايروسات الأنظمة وحتي السلطات المحلية في المنطقتين لم تنتبه لهذا النسيج الاجتماعي الفريد لتدشن علاقات الأخوة والتوأمة بين المدينتين و تفجر هذا الكمون . إذا كانت الحصاحيصا تمثل البعد الإقتصادي و التجاري للمنطقة في شرق الجزيرة وغربها فإن رفاعة تمثل مستقبل الغد القادم للمنطقة وفي الوقت الحاضر تمثل الثراء الحضاري والبعد الثقافي و التعليمي والروحي والإجتماعي المعافي فأهل رفاعة مثال يحتذي في التعاون والحرص علي رفعة مدينتهم والدفاع عنها يعملون في صمت و بثقة لا يهابون السلطة لأنهم تسلحوا بالعلم والمعرفة ولم تُركِعهم الأنظمة الحاكمة لأنهم أبناء ملوك هذاالزمان، نشروا العلم حضارة و تمدنا في ربوعنا والدنا . @ يوم غد السبت تستقبل رفاعة كل وفود و زوار و ضيوف معرض الزهور من كافة أرجاء البلاد وهي سانحة طيبة للتعرف علي بقعة طيبة في أرض السودان لها خصائص فريدة وتقاليد عتيقة راسخة لم تندثر ،لا تحكي ولا تروي و لا تتخيل وحقيقة ليس من رأي كمن سمع ،يكفي أن طيلةالأسبوع وهي أمد المعرض ، تشعر و كأنك في (عالم تاني) في سودان الأصالة الذي لم تدنسه (أوبشة) الإنقاذ و (خروقية ) سدنتها و (عنجهية ) نواطيرها ، يشدك طقس ثقافي فريد وسط الزهور و الخضرة والجمال لا تسمع فيه لاغيا يتنزل عليك الإبداع فقرات فقرات و يهبط عليك الوحي متدثرا بالطمأنينة و متزملا بالحب و الجمال . التحية لجمعية فلاحة البساتين علي هذا البعث الحضاري و الإشعاع الثقافي الذي يغمر المنطقة و أخيرا ،، أصبح الهمس في أذن معتمد رفاعة مسموعا،،في رفاعة الزهور صاحية وانت نائم ؟ أصحي يا بريش. يا كمال النقر ،،ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان !! [email protected]