إذا كانت كارثة التعليم الخاص والتي تعرضت لتكلفته المادية على المستويين بعد أن أجهض الحكم الوطني التعليم المجاني بل المدعوم بتوفير السكن والدعم المادي في مراحل الثانويات والجامعات والمعاهد العليا وبعد أن تدنى مستوى التعليم نفسه رغم ارتفاع تكلفته العالية من حيث المحتوى الأكاديمي ومستويات الأساتذة المتدنية بدون تأهيل كما كان الحال مع معهد بخت الرضا الذي يمنح الرخصة للمعلم بجانب الدروس الخصوصية التي تضاعف من تكلفة التعليم والتي أصبحت فرضا على كل من يرغب في تعلم أبنائه لحاجة الأسر لمعلم خاص لكل مادة بعد أن فقدت المدارس الدور المنوط بها حيث أصبح هم ملاكها إدارة الحسابات أكثر من تجويد التعليم فان الكارثة الأكبر التي حلت بالتعليم إن رغب من أطلق عليهم المستثمرين في مجال التعليم الخاص ولرغبتهم في الثراء الفاحش على حساب المواطن الغلبان. هذه الرغبة أفسدت التعليم بعد أن أصبح هدف ملاك المدارس الخاصة حصد الأرباح التي لا تخضع لأي معايير رقابية من أي جهة رسمية حادبة على قيم التعليم حتى لم يعد مفهوما أن تكون هناك وزارات تربية وتعليم تكلف الدولة الملايين بعد إن لم يعد لها دور رقابي على فوضى الاستثمار الخاص وما يحدثه من خلل في التعليم بعد أن أصبح سلعة تجارية لتحقيق الربح بأي وسيلة كانت كما هو حال السوق الحر حتى لو كانت سلعة فاسدة ومضروبة حتى أصبح قوامه التنافس بين المدارس لاستقطاب الزبائن (طالما إن المواطن أصبح زبون وليس طالب علم) وبأي أسلوب من مراحل الروضة وحتى الجامعات والذي يقوم على الإعلان والتفاخر والمزايدة بما تحققه المدارس من نتائج في الامتحانات على مستوى إعلامي غير مسبوق بغرض استقطاب المزيد من الطلاب بغرض مضاعفة الأرباح بجانب البهرجة الاحتتفائية بالتخريج من مراحل الروضة حتى الجامعات و بنشر الإعلانات التي تزين صور الناجحين والناجحات في الصفحات الإعلانية دون مراعاة لما تتركه ظاهرة الإعلانات التي لم يعرفها التعليم إلا في عهد الاستثمار التجاري الخاص في التعليم دون مراعاة إن كانت هذه الإعلانات والمزايدات التي ابتدعتها المدارس الخاصة بأي أسلوب إن كانت تتسبب في تأزم وضغط نفسي على ملايين الأطفال والطلاب في مراحل التعليم ووسط مراحل سنية ربما لا يكون الطفل أو الطالب مستوعبا ما تعنيه أهمية هذه النتائج التي لم تعد المدارس الخاصة تمانع من استغلالها بأي أسلوب كان لمضاعفة أرباحها ولكم عانت آلاف الأسر من تأزم أوضاع أبنائها نفسيا من جراء هذا المسلك الوافد على التعليم والذي يحاصر التلميذ من مراحل الروضة وكأنه في معركة وساحة حرب يصعب على الطالب أن يستوعب مبرراتها لعدم توافقها مع مغزى التعليم وهو يرى صور أقرانه تتفاخر بها المدارس في الصحف وأجهزة الإعلام بإعلانات مدفوعة الأجر بغرض التعويض من استقطاب الزبائن بعد أن أصبح التعامل مع التلميذ بعقلية الزبون ولا استبعد أن تستغل المدارس الطلاب الناجحين أنفسهم أن يسددوا للمدرسة رسوم الإعلان بل ربما تكون المدرسة نفسها تحقق عائدا ماديا من الإعلان في الصحف إذا كانت المدارس تحمل تكلفته لأسر الناجحين لرغبة الطلاب في نشر صورهم مما يحمل أسرهم عبئا ماديا إضافيا وهو نفس ما يتعرضون له من بهرجة حفلات التخريج من مراحل الروضة و حتى التخرج من الجامعات. ولو إن دراسة أجريت للوقوف على الآثار السالبة من هذه الظواهر والبدع التي أصبحت سمة ملازمة للتعليم الخاص بعد أن أصبح استثمار لأدركت الدولة حجم الكارثة الاجتماعية التي تقف منها موقف المتفرج وربما إنهم يعلمون فيصمتون لأنهم قد يكونوا نفسهم من المستثمرين أو المنتفعين لأن الكثير من هذه المدارس مملوك لأصحاب سطوة فئ مراكز القرار. لماذا لم تسال أجهزة التعليم نفسها لماذا ولدت هذه الظاهرة الخطيرة مصاحبة لتحول التعليم لاستثمار خاص الم يكن يومها هناك ناجحين في المدارس عندما كانت حكومية فلماذا لم يكن السودان يشهد هذه الظاهرة قبل تحويل التعليم للسوق الحر كأي سلعة فاسدة في السوق. لماذا لم تكن هناك هذه (الهيلمانة) والبهرجة التي تصاحب نتائج المدارس اليوم في مختلف المراحل حتى الجامعات بحيث لا تخرج أثار هذه النتائج عن المحيط العادي وبكل هدوء على مستوى المدرسة حتى لا تقتل هذه البهرجة روح طلاب العلم كما إن الدوافع المادية أفرزت العديد من الأساليب للتلاعب بالامتحانات وتسربها كما ظل يتردد في الصحف وما كان لمثل هذه الممارسات أن تحدث لولا رغبة البعض في الإرباح بأي وسيلة كانت. أشهد الله إنني طوال مرحلة الابتدائي والثانوي في مدرسة الأهلية ثم المؤتمر الثانوية لم يحدث إن كنت بين العشرين الأوائل في الفصل وليس الدفعة التي تتكون من ثلاثة فصول مما يعنى بالترتيب العام فوق الستين من الدفعة إن لم يكن أكثر ومع ذلك لم يخرج الوضع عن انه أمر عادى لأنه لم يكن محبطا كما هو الحال الآن وقد لا يصدق البعض إنني رغم هذا كنت بين 12 طالب تأهلوا لدخول جامعة الخرطوم من كل الدفعة فهل كنت سأحقق هذا لو كنت تحت الضغط النفسي الذي يعيشه آلاف الطلاب اليوم بسبب هذه البدع. أؤكد لكم لو إني كنت من أبناء هذا الجيل لم حققت الشهادة التي تؤهل لدخول جامعة الخرطوم بسبب ما يصيب نفسيات الطلاب من إحباط هذا الإعلانات والبهرجة التي ليس لها هدف غير جني الأرباح عن طريق الاستقطاب بالإعلانات التي تسود الصحف مع كل مرحلة من مراحل التعليم من اجل تحقق الأرباح للمعلنين على حساب الأغلبية العظمى من الطلاب اللذين تحبطهم الإعلانات التجارية والتي لن يزيد إعداده بضع مئات من عشرات الآلاف لأنه في النهاية إعلان سلعة فاسدة في السوق ضحيتها التعليم,