*إسمحوا لي كي أتقدم بوافر الشكر لأبنائي وبناتي في "السوداني" الذين لم يقطعوا صلة الوصل بيني وبينهم سواء عبر "قروب" شباب السوداني في الواتساب‘ أم عبر حرصهم المقدر على إرسال نسخة إليكترونية من "السوداني" على إيميلي كل فجر جديد‘ الأمر الذي يتيح لي فرصة الإطلاع عليها والناس نيام في السودان. *ذلك يعينني على متابعة الأحداث والمواقف‘ إضافة لما تيسره وسائط التواصل الإليكترونية والقنوات الفضائية من خدمة ممتدة عبر المسافات والأزمنة‘ تربط السودانيين ب في مشارق الأرض ومغاربها بما يجري في وطنهم. *مرة اخرى أجد نفسي مضطراً لتناول ما سبق أن تناولته أكثر من مرة‘ ليس حباً في النقد‘ وإنما للمساهمة - على قدري - في التبيه لبعض مظاهر القصور وسبل معالجتها. *أمر مزعج ومقلق حقاً إستمرار معاناة المواطنين خاصة في هذا الشهر الفضيل‘ الأمر الذي جعل "السوداني" تفتح صفحتها الثالثة من عدد أمس الأربعاء لتناول بعض مظاهر معاناة المواطنين. * الصفحة كانت بعنوان "الخرطوم في رمضان تشتاق إلى المياه والكهرباء والوقود" من إعداد كوثر العوام ومنى الأمين‘ وفي ذات الصفحة تقرير صحفي بعنون"الكهرباء قاطعة في رمضان" إعداد اماني حمد وتقرير اخر بعنوان"ندرة في البنزين لأكثر من يومين". *مثل هذا العمل الصحفي الميداني يستحق الإشادة والتقدير‘ كما يستحق الإهتمام الاهم من المسؤولين بعيداً عن تصريحاتهم التطمينية والتبريرية التي سرعان ماتتبخر دون أثر ملموس على أرض الواقع. *لن أعيد عليكم تفاصيل حصيلة هذه الجولة الصحفية التي غطت مساحات واسعة من الخرطوم الكبرى‘ وكشفت بالبيان بالعمل إستمرار الأزمات المتداخلة‘ خاصة القطوعات المستمرة للإمداد الكهربائي والإمداد المائي لاكثر من شهر دون حل عملي. لكن لابد من التوقف عند حديث وزير البنى التحتية حبيب الله بابكر لنواب "المجلس الوطني" الذي اعترف فيه بوجود عجز مائي بلغ 500 ألف متر مكعب وأن الوزارة تحتاج إلى 340 مليون دولار لتنفيذ الخطة الإستراتيجية. * أما ندرة البنزين فهذه جديدة وإن كانت متوقعة رغم إنكار وزير المالية السابق علي محمود اثار إنفصال "جنوب السودان" على الوضع الإقتصادي في السودان‘ وما تبع ذلك من مواقف عنترية كيدية لم تراع مصالح اهل السودان في دولتيه. *مرة أخرى نقول لن تجدي الحلول الجزئية ولا الحقن المليارية المحمولة جواً في ظل إستمرار السياسات القائمة‘ مالم يحدث إختراق إيجابي من جانب الحكومة التي تنام ملء جفونها على "وهم" ضعف العارضة‘ وتترك الأزمات تلتف حول أعناق المواطنين وتنسى أن حبل هذه الازمات يلتف حول عنقها هي ذاتها. [email protected]