لخص الأستاذ محمود محمد طه مباديء الديمقراطية عنده كما يلي: الإعتراف بالمساواة الأساسية بين الناس. قيمة الفرد فوق قيمة الدولة. الحكومة خادمة للشعب. حكم القانون. الاسترشاد بالعقل والتجربة والخبرة. حكم الأغلبية مع تقديس حقوق الأقلية. الاجراءات أو الوسائل الديمقراطية لتحقيق الغايات في الدولة الديمقراطية. بينما أُسس الديمقراطية عند شحرور تقوم على: مبدأ حرية الرأي والرأي الآخر. مبدأ المحاسبة والمساءلة وإعادة النظر في مفهوم الحصانة. مبدأ تداول السلطة والانتخابات الدورية. مبدأ فصل السلطات وتحديد صلاحية كلاً منها. تجاوز الفرز الطائفي. ولا شك في اهمية جميع هذه المباديء. يقول الأستاذ محمود: "الديمقراطية ليست أسلوب حكم فحسب وإنما هي منهاج حياة". وهذا قول سليم. ما لم نقم الديمقراطية في نفوسنا وفي عقولنا وفي بيوتنا كمنهاج حياة لا يمكن أن نقيمها في الدولة. "لا يمكن للإنسان أن يكون ديمقراطياً حقاً دون أن يتعلم كيف يختار وأن يحسن الاختيار". ف"الديمقراطية هي حق الخطأ. قال تعالى "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أنت مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)" الغاشية. والمعنيون هم المشركون. .. والمنهي عن السيطرة عليهم هو الرسول محمد الذي لم يرد علواً في الأرض.. . من هذا نأخذ أنه ليس هناك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين". السبب الديني الذي يكمن وراء فكرة الديمقراطية وفصل السلطات هو رسوخ الفكرة المسيحية عن الخطيئة الأولى بقولهم بأن كل الناس خاطئون، وبما أنهم كلهم خاطئون فلا يحق لأي جماعة، ناهيك عن فرد، أن تدعي الحق المطلق في الحكم المعياري أو الحكم السياسي، فصار هذا الحق مشاعاً بين الناس فيما عرف بالديمقراطية. بنفس السبب قرر "مونتيسكيو" أن ليس لأي مؤسسة واحدة أن تقوم بكل أعباء الحكم من تشريع وقضاء وتنفيذ، فتأسس بذلك مبدأ فصل السلطات لكي لا ينفرد أي شخص او مؤسسة بالسلطات الثلاث فيتحول الحكم بسرعة إلى دكتاتورية بسبب الميول الطبيعية غير السليمة في لاوعي البشر وفي وعيهم من أنانية وإستعلاء وحب للنفس وخدمة مصالحها ولو على حساب الآخرين. روي الحديث: (كل إبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). ولقد مهد الإسلام لفكرة الديمقراطية بفكرة الشورى وهي فكرة متقدمة في زمانها وهي تقوم على الوصاية الراشدة. يقول الاستاذ: "الشورى ليست أصلاً وإنما هي فرع وهي ليست ديمقراطية وإنما حكم الفرد الرشيد الذي يُعِد الأمة لتصبح ديمقراطية.. . والأصل في الديمقراطية آيتا "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أنت مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)" الغاشية ". "والمعارضة كقيمة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أمة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)" آل عمران. يرى دكتور محمد عابد الجابري ان الحالات التاريخية التالية مرّ بها حكم الشورى: وشاورهم في الأمر (عصر الرسول) وُلِيت عليكم ولست بخيركم (عصر الراشدين) هذا قضاء الله وقدره (عصر الأمويين) نحن خلفاء الله في الأرض (عصر العباسيين) وهكذا تأسس نوع من سلطة الفرد او الجماعة والتي صار بها الحاكم وسلطان المسلمين هو الفرد الوحيد الحر كما قال هيجل. [email protected].com