أو متحف السودان الكبير .. كل حضارات السودان ومناخات الماضي وطقوسه في مكان واحد.. متحف تجسيمي لاثار كل حضارات السودان.. "توجد خطة بتأسيس أكبر متحف في العالم"* لدينا خطة بإنشاء وتأسيس متحف لكل أثار السودان التاريخية في صيغة مجسمات شبيهة ومطابقة للأصل تكون كلها في مكان واحد وفق تراتبيتها التاريخية.. من العهود الأولى لحضارة كرمة وما قبل كرمة ونبتة ومروي مروراً بالعهود المسيحية نهاية بآثار العهد السناري والممالك والسلطنات الأخرى كسلطنة الفور والمساليت والمسبعات والدولة المهدية. خطرت لي الفكرة منذ عدة سنوات وسعيت كل الوقت إلى إمتحان جدواها وإمكانية تحقيقها والبحث عن مصادر تمويلها. والأهداف تكمن في - إبراز الجانب الحضاري للبلاد 2- إنعاش السياحة والإقتصاد - مشهد للتسامح الحضاري بإقامة مجسمات لكل الممكن من أثار الحضارات والثقافات السودانية القديمة في مكان واحد - كما أهداف بحثية وعلمية وأكاديمية منها دعم وتشجيع الكشف عن المزيد من معالم الحضارات القديمة في السودان. وأهم المبررات لإقامة مثل هذا المتحف تكمن في أن الأثار الحقيقية توجد في مناطق شتيتة ومتباعدة (آلاف الكيلومترات) ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل للراغب أو السائح زيارتها جميعا في وقت واحد كما أن البنية التحتية للسياحة في السودان ليست على ما يرام في الوقت الراهن. وأرى أن الإهمال الذي طال أثار السودان من أهم أسبابه هو تباعد المسافات وبالتالي أصبحت صناعة السياحة بائرة في كل العهود السودانية الحديثة. ومن البديهي أن الركود السياحي يتبعه خمول في الكشف عن المزيد من المعالم الأثرية والتاريخية. ولهذا فإن إقامة هذا المتحف التجسيمي سيكون بديلاً واقعياً لمشاهدة الآثار السودانية الحضارية في مكان واحدة دفعة واحدة. ومنها الإهرامات السودانية ال 66 ومبنى الدفوفة (مبنى بلدية مدينة كرمة 2500 قبل الميلاد) وأثار النقعة والبجراوية وجبل البركل ومعبدي الإله آمون والإله أبادمك وكنيسة دنقلا العجوز وأثار سنار وسلطنات الفور.. وذلك طبعاً على سبيل المثال لا الحصر. وفي الخطة طموح إلى بناء انموذج لجبل البركل بذات إرتفاعه الحقيقي 95 قدم "إنه جبل الألهة". كما سيكون هناك قسما خاصا بالأثار السودانية الغارقة تحت الماء. ولمن يرغب من السياح والأكاديميين أن يرى الأصول في مواقعها الفعلية تكون هناك خطة محددة لتنظيم الزيارات عبر إدارة المتحف. وذلك بدوره ربما شجع الناس للعمل في سبيل المزيد من البحث الأثري والتاريخي للحضارات السودانية القديمة. هناك خطة محددة للإدارة المختلطة حكومية/خاصة. المكان المقترح: 15 إلى 30 كيلومتر غرب حدود أمدرمان (إستغلال بعض المساحات الصحراوية المهملة رخيصة التكلفة والتخفيف من زحام المدينة). المساحة: 5 كيلومترات مربعة التكلفة الكلية: 350 مليون دولار سعة المكان الكلية: نصف مليون شخص للمرة الواحدة (في حالة الإحتفالات أو المناسبات العامة كالأعياد). ولدينا خطة مفصلة للمجسمات المعنية والمرافق الخدمية والإدارية من مباني وقاعات وميادين وحدائق إلخ. مصادر التمويل المحتملة: في طور التشاور .. ويمكن أن تكون حكومية وأهلية في ذات الوقت. ويتم المشروع بالتعاقد مع الحكومة السودانية وبالشراكة مع دول أو مؤسسات مانحة/ممولة/راعية كالحكومة الهولندية ومنظمة اليونسكو وأفراد ذوي صلة. والفكرة بإختصار أن المتحف سيحتوي مجسمات بنفس الحجم والشكل والمواد والطقوس لجميع الأثار السودانية الممكنة على مدى حضارات السودان المعلومة كالكوشية والمروية وسلطنات سنار والفور والمسبعات والمهدية وأيضاً الأثار الممكنة للعهديين الإستعماريين التركي والإنجليزي. وأن أمام كل مجسم تقام طقوس دورية تمثيلية تحاكي المرحلة التاريخية المحددة من ألبسة وعادات ومناخات.. وأن المشرفين على كل قسم من الأقسام يلبسون ثياب ويتصرفون وكأنهم من أهل الحقبة التاريخية المحددة.. ستقام دورات تدريبية لذلك الغرض. وضمن الخطة ترحيل متحف الخرطوم الحالي بأثاره الحقيقية إلى إحدى أقسام المتحف الجديد إن لم تكن هناك عقبات لا يمكن تفاديها!. وأتوقع أنه سيكون أكبر متحف أثري في العالم. وأرى أنه مشروع واقعي وممكن التحقيق وليس ذلك فحسب بل يمكن أيضاً حساب أرباحه المادية والمعنوية مقدماً.. وعندنا مثال في هولندا "مادورودام" وهو عبارة عن متحف مجسمات مصغرة للمعالم الرئيسية بهولندا ويجذب سنوياً مئات الألاف من الزوار من داخل هولندا وخارجها وعلى بساطة المشروع الذي لا يشبه الطموح الذي تحدثنا به خطة متحف السودان الكبير. وليس بالضرورة المعني بالمشروع السياحة الخارجية فقط بل أيضاً الداخلية وبالذات إذا ما علمنا أن سكان العاصمة المثلثة وصل إلى 8 ملايين في الوقت الراهن. ويمكن القيام بدعاية إعلامية كبيرة له في كل المراحل منذ هذه المرحلة مرحلة الخطة إلى مراحل التنفيذ وما بعدها بهدف إثارة أكبر زخم إعلامي ممكن مما يساهم في إبراز الجانب الحضاري للشعوب السودانية وتشجيع وإنعاش قطاع السياحة في السودان كإحدى المناشط الإقتصادية الوطنية. وهو مشروع وطني إستراتيجي لا يجب أن يخضع للإستقطابات السياسية الداخلية ولا مع الجيران كون المصلحة عامة ومشتركة. ووجب ان نتعلم أن التغيير الى الأفضل يمكن أن يحدث أيضا عبر وسائل غير تقليدية وان أفق المصلحة المشتركة لا حدود له ولا يمنعه إلا تبلد العقول!. وأتمنى أن أسمع منكم المزيد من المقترحات العملية حول المشروع وليس ذلك فحسب بل اطلب صبركم وانشد سعة أفقكم. وضمن ذلك التفكير في إيجاد الحلول للمعوقات وكيفية تجاوز التحديات وعدم الخضوع السلبي للراهن السياسي كون السياسة متحركة وغير ثابتة وتبقى المشاريع والمنشآت الوطنية فخراً في الحاضر وإرثاً للمستقبل. ذلك هو المشروع وفق الخطة المرسومة. * الفكرة من "مؤسسة أركماني للخدمات والإعلام والطباعة والنشر". وهي مؤسسة تأسست حديثاُ بلاهاي/هولندا وفق أهدافها المعلنة ومنها تشجيع التبادلات الإقتصادية والثقافية بين/مع هولندا ودول الشرق الأوسط والقرن الأفريقي ومنها السودان طبعا وبما يحقق المصلحة المادية والرمزية الممكنة لجميع الأطراف بقدر عادل ومساو. وقد تم التشاور مع منظمة اليونسكو ووافقت مبدئيا على الإشراف على المشروع وطبعا بعد أن يتم الحصول على موافقة الجهات الرسمية المعنية بالأمر في السودان. كما تم أخذ رأي جهة مختصة في دولة مانحة/ممولة جزئياً للمشروع ووجدنا موافقة مبدئية.. غير ان الخطوات الرسمية لعرض المشروع لم تتخذ بعد وستكون في غضون الأسابيع المقبلة. ويلزم ان تكون جميع مناشط المشروع غير ضارة بالبيئة. وهدف هذا الاعلان هو تمليك الخطة منذ بدايتها للناس ولمزيد من التداول والدعم لفكرة المشروع الطموح حتى قبل إعلانه رسميا!. وعليه في هذه المرحلة نرحب بجميع التصورات والمقترحات والإرشادات أو اي شكل من أشكال الدعم العملي من جميع المعنيين أو/و المهتمين. محمد جمال الدين.. مقترح المشروع ومدير "اركماني للخدمات والإعلام والطباعة والنشر" [email protected]