بررت وزارة الثروة الحيوانية قرارها بتصدير إناث الحيوانات بالقول أنه لا توجد مشكلة فنية في تصدير الإناث،ويبدو أن هنالك مشكلة فنية تتعلق بالمصالح الخاصة وتغليبها على المصلحة الوطنية أو حتى مصلحة المنتجين. تصدير الإناث للخارج يجلب الفوائد للذين يصدرونها لأن قيمة النعجة السودانية في السعودية أغلى من قيمة الخروف السواكني وقس على ذلك. وكلما طلع تصديق صادر لأحدهم فإن من تحته تخرج الرشاوى والعمولات لشبكة كاملة ذات صلة وطيدة بتصدير إناث الحيوانات. وكلما صدرت الإناث،قل معدل نمو الثروة الحيوانية بالداخل،وتم إنتاج نفس السلالات السودانية بالخارج،وستفقد الثروة الحيوانية ميزاتها التفضيلية كحيوانات أو لحوم مرغوب فيها عالمياً. للسبب المذكور يعارض الرعاة ومنتجو الحيوانات في بلادنا قرار تصدير الإناث،بينما يؤيده ذوو المصالح الإنتهازية والنفعية. هؤلاء الذين قالوا أنه لا توجد مشكلة فنية في تصدير الإناث هل يمكنهم أن يقولوا لنا كم معدل نمو الثروة الحيوانية بالسودان في السنة،مقارنة بالذبيح في السوق الداخلي والتصدير للخارج؟وكم عدد إناث الحيوانات في بلادنا،مقارنةبالتي ستصدر بموجب القرار الأخير؟ وهل طاف على ذهنهم السؤال لماذا ترغب بعض الدول القريبة،وخاصة ذات العلاقة بعاصفة الحزم،في استيراد الإناث السودانية؟ وهل سألوا ألمانيا يوماً عن سبب عدم تصديرها لإناث الكلاب البوليسية إلا إذا أجريت لها العمليات الخاصة بعدم الإنجاب؟والمعلومة ممن له صلة بهذه المسألة . وهل سألوا جمهورية التشيك عن كيفية تصديرها للسلالات النادرة من الخيول بعد ضمان أنها لن تتناسل في أي بلد آخر؟ لو كانوا يسألون لما أصدروا هذا القرار،ومما يؤسف له أن القرار طاف على مجلس الوزراء،وطاف أو سيطوف على البرلمان المضروب وما من أحد يسأل عن المصلحة الوطنية. وللأسف أن منتجي الماشية بعد أمد قريب،لن يتعاملوا إلا مع السوق الداخلي،عندما ينغلق باب التصدير نهائياً،وهذا يعني إنهيار الأسعار مقارنة مع تكاليف الإنتاج،وبالتالي الخسارة المحققة. ولا ينظر السدنة إلي نتائج قرارهم طالما سيحصلون على الدولار وليذهب الإقتصاد إلي الجحيم. وعندما يتحطم قطاع الثروة الحيوانية نهائياً،سيتجهون للصمغ العربي ويبيعون شتلات الهشاب،وعندما ينتج الصمغ في بلدان أخرى،سيبيعون شتلات التبلدي،والأرض أصلاً تباع لمن يدفع رشوة أكثر،والقطن المحور دخل للسودان دون تجارب علمية أو موافقة من جهات الإختصاص الزراعية،والبرسيم لفائدة السعودية أهم من الدخن لصالح المواطن السوداني،ولكن ؟؟ في غمرة النهب ينسى هؤلاء أن كل الجرائم مسجلة في دفتر الإنتفاضة القادمة،وأن يوم الحساب قريب جدا،ويومها لن ينفع الهروب للمطارات،أو الإختباء لدى شيوخ المحايات كما كان يفعل إمامهم المخلوع النميري عقب الإنتفاضات والإنقلابات. سخلة في شكل عتود ..نعجة في شكل خروف ..واكتب لي يا غالي الحروف. كمال كرار