لأول مرة، يشن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجوماً في إيران التي تتزعم الإسلام الشيعي، الهجوم الذي نفذه مسلحون وانتحاريون في البرلمان الإيراني وضريح آية الله الخميني قُتل فيه 12 شخصاً، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية لاحقاً، ليعلن التنظيم عن نفسه في إيران لأول مرة. توقيت الهجوم، يأتي تزامناً مع أزمة خليجية خانقة ضد قطر، تقودها السعودية والإمارات والبحرين، لأسباب يتصل بعض منها بانفتاح قطر نحو إيران. لتدخل إيران بعد هذا الهجوم سوق الإرهاب العالمي. عقب الهجمات الإرهابية الأخيرة في لندن، استخدمت إيران لهجة عنيفة لأول مرة ضد السعودية، لكنها مبطنة، إذ حثت بريطانيا على ضرب الإرهاب في معاقله الآيدولوجية. ظلت السعودية تتهم إيران بدعم الإرهاب، وظلت إيران تتهم معسكر السعودية بتفريخ ودعم الجماعات المتطرفة، ومنذ أن تفجر الصراع في الشرق الأوسط، نشطت الجماعات المتشددة المتحدرة من المنهج السُني، وظلت هذه الجماعات تستهدف الشيعة في العراق، وبمرور سريع، فإن كل التنظيمات التي صُنفت إرهابية هي سُنية وليست شيعية. موقع ويكليكس، كشف العام الماضي، أن رسائل بريد متبادلة بين المرشحة الرئاسية الأمريكية – وقتها- هيلارى كلينتون ورئيس حملتها، كشفت أن قطر والسعودية تدعمان داعش مالياً ولوجستياً. في ظل هذا الصراع، والتسابق لإثبات من يدعم الإرهاب ومن يحاربه، سينخرط الجميع في عرض بضاعته للولايات المتحدةالأمريكية، التي اصطف رئيسها في معسكر السعودية ضد قطر، وبالتالي ضد إيران، وحتى لا تعود إيران إلى عزلتها مع التحرك الكبير للسعودية في كل الاتجاهات وقدرتها على صف الدول السُنية بجانبها، وكسبها لأمريكا بعد توقيع اتفاقيات بقيمة تجاوزت 400 مليار دولار. إيران التي أنجزت دبلوماسيتها التوصل لاتفاق تاريخي بينها والدول الست بشأن ملفها النووي، ليس في حساباتها أن تعود إلى الوراء، خاصة بعد إعادة انتخاب روحاني. أمريكا الجديدة، اعلنت سياستها منذ انطلاق حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، وهي جمع أكبر كمية من المال، وتوفير الوظائف، فإن أرادت إيران أن تحافظ على اتفاقها النووي فما عليها إلا أن تدفع أضعاف ما دفعته السعودية، هذا أمر يبدو جلياً، فالقضية لا علاقة لها بإرهاب أو خطر نووي، بل أن هذه القضايا هي سوق عالمي، يتربح منه المشتري الذكي ويخسر البائع الذي لا يعنيه إلا البقاء في هذا السوق. فعلياً، تحولت مفردة (الإرهاب) إلى كلمة (كودية) في قاموس السياسة الدولية، فمن يريد محاربة (الإرهاب) عليه دفع المال، ومن يريد دعم (الإرهاب) فالعزلة ستلازمه. شمائل النور التيار