ماذا قالت الصحف العالمية عن تعادل الهلال مع ريال مدريد؟    نظرية "بيتزا البنتاغون" تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران    تقرير رسمي حديث للسودان بشأن الحرب    يوفنتوس يفوز على العين بخماسية في كأس العالم للأندية    التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    حركة متمرّدة جديدة بقيادة عضو سابق في المجلس التشريعي الوطني    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    عودة الحياة لاستاد عطبرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغير المناخى وأثره على البيئة الأيكولوجية والناس
نشر في الراكوبة يوم 03 - 09 - 2015


( 1 )
توطئة الدراسة :
لعله من المفيد أن أطرح موضوع البيئة هذا والبلاد تقود حوارا وطنيا شاملا
مدخل : " حول التغير المناخى وأثره على البيئة "
إن التغيرات التى تحدث فى المناخ
قد لايعرف الكثيرون أن لها تأثيرات
كبيرة على البيئة .. فالسيول والأمطار والفيضانات والجفاف والتصحر والتغير فى درجة الحرارة والبرودة لها مردودات سلبية على البيئة على المدى الطويل .. وهى تنعكس بشكل مباشر على قطاعات المياه والزراعة والصحة وبصورة أكبر على الإنتاج الزراعى بشقيه " النباتى والحيوانى " مما ينعكس سلبا على المعيشة كما أنه ثبت مؤخرا أن لتغيرات المناخ اثرا حاد على أمزجة الناس الأمر الذى يؤثر فى العملية الإنتاجية .
مدخل :
لقد قدم لى الباشمهندس محمد يوسف مبروك أحد خبراء التربة القلائل فى السودان كتاب الذى ترجمه بروفيسير / كامل إبراهيم حسن والذى يتناول قضايا البيئة والموارد وتأثيرات التغير المناخى عليها .. وهو بحق كتاب ذو قيمة علمية إذ تناول فيه المؤلف أهم الجوانب المؤثرة فى النشاط الإقتصادى بسبب التغير المناخى .. ونسبة لأهمية الكتاب إرتأيت أن أتناوله وأقدمه لقارئ صحيفة المستقلون حتى يلم القارئ بالمردودات الحادة للتغير المناخى على الحياة والبيئة فى السودان . والكتاب عبارة عن دراسة أكاديمية مترجمة .. وكذلك بغرض تعميمها على المجتمعات المستهدفة والجهات ذات الصلة والمشتغلين بالبيئة والموارد الطبيعية وهذه الترجمة هى وسيلة وأداة فعالة لمواجهة واقع يتسم بالتعقيد والمصاعب الناجمة من آثار التغير المناخى ..
المقدمة التركيبة : " ناقوس الخطر "
السودالن كما هو معلوم من أكبر الأقطار فى أفريقيا يمتد فى مساحة جافة وصحراوية .. وفى أغلبية مناطقه يعانى القطر من محدودية الموارد المائية مع تربة منخفضة الخصوبة وموجات جفاف متكررة .. هذه الأوضاع البيئية تعمقها أو تزيد من حدتها عدد من الممارسات البشرية الخاطئة مما يجعل السودان بالغ الهشاشة أمام الصدمات المناخية حتى فى ظل الظروف السائدة حاليا .. وإن لم تتم المعالجات المناسبة فسيواجه السودان مشاكل عصية مستقبلا نتيجة لتغير المناخ وتأثيراته على البيئة .
- المناخ والخصائص الجغرافية والسكانية :
يحاد السودان من الناحية الشمالية الشرقية البحر الأحمر وتجاوره تسعة أقطار أفريقية " قبل الإنفصال " أرتيريا وأثيوبيا من الناحية الشرقية , كينيا ويوغندا وجمهورية الكونغو من الناحية الجنوبية ودولة الجنوب " بعد الإنفصال " أما من ناحية الغرب تحده دولتى أفريقيا الوسطى والتشاد , أما من الناحية الشمالية يتقاسم الجوار مع مصر وليبيا . إداريا يتكون السودان من 25 ولاية وطوبوغرافيا يتسم السودان بسهول مسطحة واسعة تتخللها فى أجزاء متفرقة التلال الرملية والجبال .
وأما من الناحية السكانية وحسب إحصاءات 2007 م يقدر عدد السكان بأكثر من 37مليون نسمة مع نسبة نمو إجمالية تبلغ 2,63 % وتعد من أعلى النسب فى العالم . وتقدر الكثافة السكانية فى الكيلو متر المربع الواحد بحوالى 10 أشخاص , بينما تقدر فى الأراضى الزراعية – وهى عالية جدا – 63 شخصا للكيلومتر المربع .. وتتدرج الكثافة فى الأراضى المستغلة فعليا حيث تبلغ 370 شخصا للكيلومتر المربع الواحد .. ويلاحظ أن أغلب السكان يتمركزون فى أواسط السودان وبمحاذاة نهر النيل على إمتداد شريطى .
- الأنماط المناخية :
يقع السودان فى المنطقة المدارية بين خطى عرض 3 و22 شمالا وخطى طول 22 و38 شرقا .. متوسط درجات الحرارة تتراوح بين 26 و32 درجة مئوية على مستوى القطر .
" أ " الأمطار :
الأمطار يعتمد عليها معظم النشاط الزراعى فيمكن وصفها بالمتذبذبة وتختلف فى شمال وجنوب القطر .. وتعتبر الطبيعة غير المستقرة للأمطار إضافة إلى قصر موسمها يرفع من درجة هشاشة النظم الزراعية المطرية فى السودان .
" ب " الحرارة :
إن أعلى درجات الحرارة نجدها فى شمال السودان حيث تصل أو تفوق 43 درجة مئوية , وتزداد درجة الحرارة مع هبوب العواصف الرملية الآتية من الصحراء خاصة فى الفترة من أبريل إلى سبتمبر وهذه المناطق فقيرة فى الأمطار . أما فى أواسط السودان إلى الجنوب من الخرطوم نجد أن متوسط الحرارة فى السنة يقدر بحوالى 27 درجة مئوية وكمية الأمطار بحوالى 200 مم فى السنة وقل ما تتجاوز 700 مم . أما فى المنطقة الجنوبية فالأحوال المناخية أقرب للإستوائية حيث نجد متوسط درجات الحرارة السنوية فى حدود 29 درجة مئوية ومتوسط الأمطار أعلى متوسط يفوق 1000 مم فى السنة . حيث يستمر هطول المطر طوال الفترة من مارس إلى أكتوبر مما يؤدى إلى إرتفاع درجات الرطوبة .
- دور الخطة القومية للتكيف مع تغير المناخ :
تقدر الأراضى الصالحة للزراعة فى المنطقة بحوالى ثلث المساحة الكلية من الأراضى بالنسبة للقطر ككل . ولكن الأرض المستغلة لاتفوق خمس هذه المساحة .. بينما تشمل المراعى والغابات خمس الأراضى المستغلة كما هنالك بعض الجبال وتقدر مساحتها بحوالى ربع مليون هكتار . من هبات الله على السودان وفرة الموارد المائية يشق النيل طريقه على طول البلاد من منابعه فى يوغندا " النيل الأبيض " وأثيوبيا " النيل الأزرق " .. إن مياه حوض النيل تمثل المصدر الأساسى للمياه السطحية فى السودان إذ يحتل هذا النهر وروافده أكثر من 93 مليار متر مكعب فى المتوسط سنويا إلا أن السودان يمكنه الإستفادة من خمس هذه الكمية فقط حسب إتفاقية مياه النيل مع مصر لعام 1959 م ..
فى العدد القادم النظم الأيكولوجية و تقسيم الأراضى والمياه
نظرية القوة فى العلاقات الدولية !!؟
The theory of power in international relationships
د.فائز إبراهيم سوميت
" 4 "
صلة الماضى :
فى المبحث السابق تناولنا ظهور الإسلام كقوة مكونا إمبراطورية إسلامية هددت أوروبا , بإنتزاع السيادة من المسيحية , وقد كان ذلك حدثا
جديدا فى تاريخ العلاقات الدولية .. وأوضحنا أيضا رأى فقهاء الإسلام وعلمائه فى تفسير العلاقات بين المسلمين وغيرهم من الشعوب التى لم تعتنق الإسلام فى إطار العلاقات الدولية . فمنهم من قال إن العلاقة بين الأمة الإسلامية وغيرها من غير الإسلامية لاتقوم إلا على أساس الحرب والقتال .. إستنادا إلى القرآن والسنة فى قوله تعالى : " وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة " صدق الله العظيم سورة التوبة الآية 36 .
إلا أن - كما - التى وردت فى نص الآية الكريمة عاليه تشير إلى مبدأ هام وهو مبدأ المعاملة بالمثل وهو مبدأ معروف فى العلاقات الدبلوماسية بين الدول .. أى قاتلوهم كافة بعدما يقاتلونكم كافة , أى لاتكون السباقين فى القتال , إلا أنه إذا قاتلوكم قاتلوهم كما قاتلوكم " والله ورسوله أعلم
وفى الأثر النبوى روى عن النبى " ص " – أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله " .. ومنهم من قال أن العلاقات تقوم على أساس السلام .. إستنادا إلى قوله تعالى : " من قتل نفسا بغير نفس , أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس أجمعين " المائدة , الآية 32 . ونحن بهذا الصدد إلى جانب الرأى الثانى لأن الإسلام لايجيز قتل الإنسان لمجرد أنه لايدين بدين الإسلام . وتكملة للمبحث السابق الذى طرحنا فيه أسباب قيام الأمم المتحدة و الخطوات الأولى التى سبقت الوثيقة الشهيرة التى وضعها كل من تشرشل وروزفلت والتى عرفت بميثاق الأطلسى والتى نصت على إيجاد " نظام عام للأمن القائم على قواعد أوسع " ..
الأمم المتحدة المبادئ والأهداف :
فى مؤتمر يالطا الذى إنعقد فى الفترة بين 4 و11 فبراير 1945 فقد جرت تسوية المشاكل التى تركتها مقترحات " دومبارتن إكس " معلقة , ومنها حق الفيتو أو النقض الذى تركه المؤتمر للدول الكبرى , ليستعمله على قرارات مجلس الأمن وإنشاء نظام للوصايا يحل محل نظام الإنتداب الذى كان سائدا أيام عصبة الأمم .
وأما فى مؤتمر سان فرانسيسكو الذى إنعقد فى 25 أبريل 1945 وإستمر لمدة شهرين , تم فيه " إعداد ميثاق المنظمة الدولية الجديدة وقد حضر هذا المؤتمر ممثلو 51 دولة ومن ضمن هذه الدول خمسة دول عربية هى : مصر , سوريا , العراق , السعودية , لبنان " .. – المصدر : حسن الإبراهيم , سيف عباس , عزيز شكرى , جولة فى السياسة الدولية , مؤسسة دار العلوم , الكويت , 1978 , ص 222 .
حيث تم إقرار الميثاق فى 26 يونيو 1945 والذى تضمن ديباجة و111 مادة , بالإضافة إلى النظام الأساسى لمحكمة العدل الدولية المكونّ من 70 مادة .
المبادئ والأهداف :
" أما مبادئ وأهداف منظمة الأمم المتحدة , فقد تناولها الميثاق فى مادتيه
الأولى والثانية بالإٌضافة إلى الديباجة , وإنطلاقا من الديباجة وإعتمادا على المادة الأولى يمكن إعتبار أهداف هيئة الأمم المتحدة هى :
- حفظ السلم والأمن الدولى
- إنماء العلاقات الودية بين الأمم
- تحقيق التعاون الدولى على المسائل الدولية
- جعل هيئة الأمم المتحدة مرجعا لتنسيق الأعمال وتوجيهها نحو إدراك الغايات المشتركة " – المصدر : ميثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسى لمحكمة العدل الدولية , منشورات مكتب الإعلام العام للأمم المتحدة , أبريل 1994 , ص 6.5 .
أما المادة الثانية من الميثاق قد نصت على ما يلى :
1 – تقوم الهيئة على مبدأ المساواة فى السيادة بين جميع أعضائها
2 – لكي يكفل أعضاء الهيئة لأنفسهم جميعا الحقوق والمزايا المترتبة على صفة العضوية يقومون فى حسن نية بالإلتزامات التى أخذوها على أنفسهم بهذا الميثاق .
3 – يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لايجعل السلم والأمن الدولى عرضة للخطر .
4 – يمتنع أعضاء الهيئة جميعا فى علاقاتهم الدولية عن التهديد بإستعمال القوة أو إستخدامها ضد سلامة الأراضى أو الإستقلال السياسى لأية دولة على أى وجه آخر لايتفق ومقاصد الأمم المتحدة .
5 – يقدم جميع الأعضاء ما فى وسعهم من عون إلى " الأمم المتحدة " فى أى عمل تتخذه وفق هذا الميثاق , كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ الأمم المتحدة إزاءها عملا من أعمال المنع أو القمع "
6 – تعمل الهيئة على أن تسير الدول غير الأعضاء فيها على هذه المبادئ بقدرما تقضيه ضرورة حفظ السلم والأمن الدوليين .
7 – ليس فى هذا الميثاق ما يسوغ " للأمم المتحدة " أن تتدخل فى الشؤون التى تكون من صميم السلطان الداخلى لدولة ما , وليس فيه ما يقتضى الأعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل لأن تحل بحكم هذا الميثاق , على أن هذا المبدأ لايخل بتطبيق تدابير القمع الواردة فى الفصل السابع " – المصدر : السابق ص 6.6 .
وبتأسيس منظمة الأمم المتحدة تكون العلاقات السياسية الدولية قد اخذت منحى جديدا قائما على أساس نبذ القوة وعدم إستخدامها أو التلويح بها فى العلاقات الدولية . إلا أن كثيرا من المبادئ والقرارات ظلت حبرا على ورق , وبكلمة أدق لم تترجم إلى الواقع العملى .. وإذا نظرنا نحن إلى الخريطة السياسية للعلاقات الدولية نجد ان الكرة الأرضية ملتهبة بصراعات دموية تقف فيها الأمم المتحدة موقف المتفرج أو تقف موقفا غير محايد , مما يخل بميزان القوة لصالح دولة على حساب الأخرى مما جعل التوترات والميلشيات تقوم بأدوار سياسية دموية لاتراعى فيها اية حرمة ولاقانون ولاحتى ميثاق ممهدة الطريق لقيام الكثير من الهيئات الإقليمية والتى قد تكون تكتلات سياسية وعسكرية مما بهدد أمن وسلامة إقليم ما .. كما أن الهيئة حصرت نفسها فى دور الأنبياء والرسل الذين يقدمون المأوى والكساء إن صح التعبير لآلآف المشردين واللاجئين جراء تخبط سياساتها التى أعلنتها من خلال نظامها الأساسى واهدافها ومبادئها , مما يوحى بأن للمنظمة أدوارا أخرى غير حفظ السلم والأمن الدولييين وفض نزاعات وخصومات الدول بشكل سلمى . وهكذا حليمة رجعت لى قديمها ,حيث فشلت الأمم المتحدة , كما فشلت عصبة الأمم من قبل والتى تشتت بنزر الحرب العالمية الثانية , وأن ما يدور الآن فى كل بقاع الكرة الأرضية يفوق نزر الحرب العالمية الثالثة .. والواضح أن العلاقات الدولية قبل الأمم المتحدة وحتى لوقت قريب بعد قيامها كانت العلاقات الدولية تدور حول محورين رئيسيين هما : العلاقات الأمريكية السوفيتية أو العلاقات بين الشرق والغرب , والمحور الآخر العلاقات بين الشمال والجنوب أو بين الدول الغنية والدول الفقيرة أو دول العالم الثالث .. أما المحور الأول وحسب تركيبته الفلسفية الإستعمارية يدور حول خلافات وقضايا سياسية وإيديولوجية تتبلور بصفة خاصة فى مشاكل الأمن القومى والعسكرى لكل من الدولتين ووسائل الحد من الأسلحة الإستراتيجية ومشاكل المجالات الحيوية أو مناطق النقوذ , فإن البعد الثانى وهو العلاقات بين الشمال والجنوب قد أخذ صيغة إقتصادية لأنه ركز على قضايا العلاقات الإقتصادية الدولية ومشاكل التنمية التى تواجه العالم الثالث . فكأنما إنشاء هيئة الأمم المتحدة جاء لتكريس القوة فى أيدى الدول الكبرى من خلال إحتكار الدول الكبرى للتكنولوجيا والسلاح والبحوث العلمية فى المجالات الحيوية , بينما تتحمل الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث تبعات سياسة سباق التسلح وتوازن القوة والرعب النووى , بمزيد من التخلف واللهاث وراء تنمية إقتصادية لاتأتى .. ورفاهية لايمكن أن يجود بها مستعمر , وتطور إجنماعى هو عين المستحيل فى دول العالم الثالث . ونقول أن الهيئة حملت فشلها يوم توقيع الدول على ميثاقها , إن حق النقض " الفيتو " قد مكن الدول الإمبريالية عموما وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية من تعطيل الكثير من القرارات المتخذة لصالح الشعوب . كما أن مجلس الأمن فشل ولمرات عديدة فى إتخاذ قرارات تتلاءم ومصالح الشعوب أيضا , فضلا عن فشلها فى وضع معالجات جدية للمشاكل الدولية القائمة سيما فى دول العالم الثالث المتفاقمة والمتصاعدة بإستمرار جراء الخلل فى ميزان القوة الدولية .. ومن أمثلة ذلك إستخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد اى قرار صادر من هيئة الأمم المتحدة لإدانة إسرائيل . .
ختاما :
إن عالم اليوم قد إختلف عن عالم الأمس , وأن كثير من الشعوب فى أفريقيا والوطن العربى أحرزت الكثير من النجاحات على المستويين الإقتصادى والإجتماعى بل فاقا حد الرفاهية إلى دعم الدول الأخرى .. وإنطلاقا من هذه الحقيقة فإن دول العالم " التقدمية " وهى الدول الإسلامية الآن ودول العالم الثالث وقواه الوطنية والسياسية والثورية مدعوةّ اليوم إلى إعادة النظر فى الميثاق وفى نظام هيئة الأمم المتحدة فى إعادة النظر بصدد حق الفيتو , إذ أن الآلية التى تعمل بها الأمم المتحدة عاجزة عن مواكبة الأحداث الدموية والتطورات الدراماتيكية سيما فى دول العالم الثالث وبالتالى غير قادرة على حل المشاكل الدولية بتركيبتها الحالية ..
والله من وراء القصد
_________________________________________________________________________________________________________
التغير المناخى وأثره على البيئة الأيكولوجية
( 1 )
توطئة الدراسة :
لعله من المفيد أن أطرح موضوع البيئة هذا والبلاد تقود حوارا وطنيا شاملا لوقف الصراعات و الإحترابات القبلية التى أرهقت ميزانيات السودان على مدى أربع عقود .. والذى نتمناه أن يخرج بنتائج وتوصيات تحقن الدماء حتى تلتفت القوى المؤسسية فى الدولة إلى المخاطر الأكثر خطورة بالموازيين والحسابات الإستراتيجية .. فالحرب قد تقضى على الإنسان وبعض من موارد الدولة السطحية من مراعى وغابات واشجار وحيوان .. إلا أن الخطر البيئى القادم سوف يقضى على كل مظاهر الحياة بما فيها الإنسان ومظاهر الحياة المختلفة , إذا لم يلتفت المسؤولين لدرء هذه المخاطر قبل أن تقع ..
مدخل : " حول التغير المناخى وأثره على البيئة "
إن التغيرات التى تحدث فى المناخ
قد لايعرف الكثيرون أن لها تأثيرات
كبيرة على البيئة .. فالسيول والأمطار والفيضانات والجفاف والتصحر والتغير فى درجة الحرارة والبرودة لها مردودات سلبية على البيئة على المدى الطويل .. وهى تنعكس بشكل مباشر على قطاعات المياه والزراعة والصحة وبصورة أكبر على الإنتاج الزراعى بشقيه " النباتى والحيوانى " مما ينعكس سلبا على المعيشة كما أنه ثبت مؤخرا أن لتغيرات المناخ اثرا حاد على أمزجة الناس الأمر الذى يؤثر فى العملية الإنتاجية .
مدخل :
لقد قدم لى الباشمهندس محمد يوسف مبروك أحد خبراء التربة القلائل فى السودان كتاب الذى ترجمه بروفيسير / كامل إبراهيم حسن والذى يتناول قضايا البيئة والموارد وتأثيرات التغير المناخى عليها .. وهو بحق كتاب ذو قيمة علمية إذ تناول فيه المؤلف أهم الجوانب المؤثرة فى النشاط الإقتصادى بسبب التغير المناخى .. ونسبة لأهمية الكتاب إرتأيت أن أتناوله وأقدمه لقارئ صحيفة المستقلون حتى يلم القارئ بالمردودات الحادة للتغير المناخى على الحياة والبيئة فى السودان . والكتاب عبارة عن دراسة أكاديمية مترجمة .. وكذلك بغرض تعميمها على المجتمعات المستهدفة والجهات ذات الصلة والمشتغلين بالبيئة والموارد الطبيعية وهذه الترجمة هى وسيلة وأداة فعالة لمواجهة واقع يتسم بالتعقيد والمصاعب الناجمة من آثار التغير المناخى ..
المقدمة التركيبة : " ناقوس الخطر "
السودالن كما هو معلوم من أكبر الأقطار فى أفريقيا يمتد فى مساحة جافة وصحراوية .. وفى أغلبية مناطقه يعانى القطر من محدودية الموارد المائية مع تربة منخفضة الخصوبة وموجات جفاف متكررة .. هذه الأوضاع البيئية تعمقها أو تزيد من حدتها عدد من الممارسات البشرية الخاطئة مما يجعل السودان بالغ الهشاشة أمام الصدمات المناخية حتى فى ظل الظروف السائدة حاليا .. وإن لم تتم المعالجات المناسبة فسيواجه السودان مشاكل عصية مستقبلا نتيجة لتغير المناخ وتأثيراته على البيئة .
- المناخ والخصائص الجغرافية والسكانية :
يحاد السودان من الناحية الشمالية الشرقية البحر الأحمر وتجاوره تسعة أقطار أفريقية " قبل الإنفصال " أرتيريا وأثيوبيا من الناحية الشرقية , كينيا ويوغندا وجمهورية الكونغو من الناحية الجنوبية ودولة الجنوب " بعد الإنفصال " أما من ناحية الغرب تحده دولتى أفريقيا الوسطى والتشاد , أما من الناحية الشمالية يتقاسم الجوار مع مصر وليبيا . إداريا يتكون السودان من 25 ولاية وطوبوغرافيا يتسم السودان بسهول مسطحة واسعة تتخللها فى أجزاء متفرقة التلال الرملية والجبال .
وأما من الناحية السكانية وحسب إحصاءات 2007 م يقدر عدد السكان بأكثر من 37مليون نسمة مع نسبة نمو إجمالية تبلغ 2,63 % وتعد من أعلى النسب فى العالم . وتقدر الكثافة السكانية فى الكيلو متر المربع الواحد بحوالى 10 أشخاص , بينما تقدر فى الأراضى الزراعية – وهى عالية جدا – 63 شخصا للكيلومتر المربع .. وتتدرج الكثافة فى الأراضى المستغلة فعليا حيث تبلغ 370 شخصا للكيلومتر المربع الواحد .. ويلاحظ أن أغلب السكان يتمركزون فى أواسط السودان وبمحاذاة نهر النيل على إمتداد شريطى .
- الأنماط المناخية :
يقع السودان فى المنطقة المدارية بين خطى عرض 3 و22 شمالا وخطى طول 22 و38 شرقا .. متوسط درجات الحرارة تتراوح بين 26 و32 درجة مئوية على مستوى القطر .
" أ " الأمطار :
الأمطار يعتمد عليها معظم النشاط الزراعى فيمكن وصفها بالمتذبذبة وتختلف فى شمال وجنوب القطر .. وتعتبر الطبيعة غير المستقرة للأمطار إضافة إلى قصر موسمها يرفع من درجة هشاشة النظم الزراعية المطرية فى السودان .
" ب " الحرارة :
إن أعلى درجات الحرارة نجدها فى شمال السودان حيث تصل أو تفوق 43 درجة مئوية , وتزداد درجة الحرارة مع هبوب العواصف الرملية الآتية من الصحراء خاصة فى الفترة من أبريل إلى سبتمبر وهذه المناطق فقيرة فى الأمطار . أما فى أواسط السودان إلى الجنوب من الخرطوم نجد أن متوسط الحرارة فى السنة يقدر بحوالى 27 درجة مئوية وكمية الأمطار بحوالى 200 مم فى السنة وقل ما تتجاوز 700 مم . أما فى المنطقة الجنوبية فالأحوال المناخية أقرب للإستوائية حيث نجد متوسط درجات الحرارة السنوية فى حدود 29 درجة مئوية ومتوسط الأمطار أعلى متوسط يفوق 1000 مم فى السنة . حيث يستمر هطول المطر طوال الفترة من مارس إلى أكتوبر مما يؤدى إلى إرتفاع درجات الرطوبة .
- دور الخطة القومية للتكيف مع تغير المناخ :
تقدر الأراضى الصالحة للزراعة فى المنطقة بحوالى ثلث المساحة الكلية من الأراضى بالنسبة للقطر ككل . ولكن الأرض المستغلة لاتفوق خمس هذه المساحة .. بينما تشمل المراعى والغابات خمس الأراضى المستغلة كما هنالك بعض الجبال وتقدر مساحتها بحوالى ربع مليون هكتار . من هبات الله على السودان وفرة الموارد المائية يشق النيل طريقه على طول البلاد من منابعه فى يوغندا " النيل الأبيض " وأثيوبيا " النيل الأزرق " .. إن مياه حوض النيل تمثل المصدر الأساسى للمياه السطحية فى السودان إذ يحتل هذا النهر وروافده أكثر من 93 مليار متر مكعب فى المتوسط سنويا إلا أن السودان يمكنه الإستفادة من خمس هذه الكمية فقط حسب إتفاقية مياه النيل مع مصر لعام 1959 م ..
فى العدد القادم النظم الأيكولوجية و تقسيم الأراضى والمياه
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.