شقيق الرئيس اللواء طبيب عبد الله البشير حينما يتحدث للإعلام لا يتحدث فقط بصفته شقيقاً للرئيس، بل هو يتحدث بلسان الرئيس في كل الأحوال.. وكأنه أراد فض سامر قاعة الصداقة وحسم الجدل الدائر بعد ما تم تداوله بكثافة عن وضعية الرئيس بعد مخرجات وتوصيات الحوار الوطني –إن وجدت- الذي يتم تحت إشرافه المباشر، وحديث المؤتمر الشعبي عن فترة انتقالية.. شقيق الرئيس حسم الجدل وقالها بما يكفي من الوضوح، إنهم يرفضون أي نتائج يقود إليها الحوار تُحيل الرئيس البشير من كرسيه ومن يعتقد ذلك فهو حالم، اللواء تطوع للحديث بلسان الرئيس في توقيت بدأت فيه لجان الحوار التي يُسيطر عليها المؤتمر الشعبي أخبارها تملأ الصحف وتبدو أنها متحمسة، والمعلوم أن الخلاف كله حول وضع الرئيس بعد ما يتوصل إليه الحوار، لكن الحديث الذي أدلى به شقيق الرئيس وضع النقاط فوق الحروف، إما أن تنضموا إلينا بطريقتنا التي نريد، أو أن تستمروا في حلمكم الوطني. هي ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الشقيق الرئاسي حديثاً رسمياً ليس من باب حب الكلام بل من باب الرسائل الموجهة بعناية وفي توقيتاتها المناسبة..حينما أعلنت نتائج الانتخابات فوز مرشح المؤتمر الوطني عمر البشير بعد عملية انتخابية أثارت استياء قيادة الحزب الحاكم، وقف الشقيق ليتحدث أمام الصحفيين بديلاً شرعياً عن الحزب الحاكم الذي غاب نجمه في يوم الاحتفال ذاك وحلت محله الأحزاب الأصلية والمنشقة. شقيق الرئيس*لم يتردد في أن يكيل النقد للحزب الحاكم وطريقته في إدارة الانتخابات وفوق ذلك قدم لحزب شقيقه نصائح علها تنفعه في مقبل الأيام، لكن يبدو أن المؤتمر الوطني لم يهتم لتلك النصائح ومضى في ذات الطريق الذي اختاره لإظهار الانتخابات النائمة بذلك المظهر..حتى أن قالها الرئيس مباشرة أمام مجلس شورى الحزب، حيث كان يؤكد على حديث شقيقه الطبيب، انتقد الحزب الذي قدم نموذجاً فاشلاً في الانتخابات، ومضى الرئيس ليظهر خوفه على الحزب من مصير الحزب الاتحادي الاشتراكي في عهد الرئيس الأسبق النميري. منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في أبريل الماضي كان واضحاً أن شؤون الدولة بدأت تخرج قراراتها من يد الحزب الحاكم بعد أن خرجت من الحركة الإسلامية وهي تتدحرج من المؤسسات إلى البيوتات ثم تتدحرج وتتدحرج.. ما سيترتب عليه نهاية الاحتفال هذا ليس عند توصيات الشعبي ولا الوطني ولا في الورقة التي يوزعها الأمين السياسي للحزب كمال عمر..المستقبل يُرسم هناك. * [email protected]