انتشرت مليشيات الدعم السريع في انحاء واسعة من العاصمة السودانية الخرطوم؛ وجابت الطرقات على متن سيارات دفع رباعي؛ مما اثار الهلع وسط المواطنين. في وقت ابدى فيه ناشطون تذمرهم من الوجود الكثيف لسيارات وأفراد تلك المليشيات في الشارع؛ خاصة بعد المخاشنات اللفظية بين أفراد الدعم السريع وبعض السكان. وعلمت (الراكوبة) من مصادر مطلعة ان بعض سكان الاحياء المتاخمة لمعسكر خالد بن الوليد؛ شكوا من استفزاز افراد الدعم السريع للمواطنين وارهابهم بتجولهم بالتاتشرات التي نصبت فوقها الاسلحة المتقدمة مثل الدوشكا. واشار ناشطون الى ان بعض افراد مليشيات الدعم السريع يتجولون بالملابس المدنية وهم يحملون اﻻسلحة الشخصية في ظل غياب تام للقوات الشرطية؛ وفي ظل صمت مريب من افراد الجيش الحكومي؛ مشيرين الى ان اﻻمر في تصاعد وحذروا من ان شباب المنطقة لن يكتفوا بالتفرج على معاقرة بعض افراد مليشيات الدعم السريع للخمور واستفزازاتهم المستمرة للمواطنين. وفي الاثناء؛ ربط محللون سياسيون وعسكريون بين انتشار مليشيات الدعم السريع في الخرطوم؛ وبين المحاولة الانقلابية التي شهدتها يوغندا. وسبق ان اغلق عساكر يتلّقون تدريبات عسكرية في معسكر (السليت) – يُشاع ان بعضهم يتبعون لمليشيا الدعم السريع - طريق الخرطوم شندي عند محطة مرور (حطاّب)؛ ورشقوا الشاحنات والبصات السفرية بالحجارة، وقاموا بالاعتداء على مواطني المنطقة بصورة وحشية، الامر الذي تسبب في قفل الطريق نهائياً امام حركة المرور. وخرجت المجموعة التي ترتدي زياً عسكريا والتي تُقدّر بالمئات، الى الطريق الدائري وتحديدا محطة (حطاّب)، بالقرب من منطقة الجيلي شمالي الخرطوم، وقامت باغلاقه بالكامل امام السيارات والمارة، مما عطّل حركة المرور، وتسبب في الانتقال الى الطريق الداخلي الذي يمر بداخل مدينة الجيلي. وافاد شهودٌ عِيان، أن العساكر خرجوا للشارع تعبيرا عن استيائهم من الاوضاع داخل المعسكرات، وقاموا بنهب بعض المتاجر بمنطقة "السمرة" الامر الذي تحول الى مواجهة عنيفة بين المواطنين من اهل المتاجر المنهوبة، وبين المجندين، مما ادى لوقوع اصابات بالغة. وروى سائق شاحنة، قال إنه نجا من الموت باعجوبة، تفاصيل القصة قائلا: "تحركت من الخرطوم في طريقي الى شندي ومنها الى عطبرة، وبعد ان وصلت محطة مرور حطاب، قمت باجراء اللازم في ما يلي عملية المرور واجراءات العبور، لكنني فوجئت بعد ان تخطيت نقطة مرور حطاب بنحو خمس دقائق بوجود مجموعة ترتدي زياً عسكريا يغلقون شارع الاسفلت، امام حركة المرور، وقاموا برشقي بالحجارة بصورة كثيفة، فما كان مني الا ان قمت بالعودة ادارجي الى محطة مرور حطاب بسرعة فائقة، بعد ان افلتُ من الحجار الكثيفة التي اصابتني بجروح خطيرة، وهشمت زجاج الشاحنة بالكامل، وعندما وصلت الى مرور حطاب، رويت القصة لافراد شرطة المرور. واشار سائق الشاحنة الى ان نفس المشهد تكرر مع بص يبتع لشركة "حدباي" تم رشقه بالحجارة بصورة كبيرة ادت الى تهشم زجاج بعض نوافذ البص.