نظم النادي العربي الثقافي بالشارقة أمسية أدبية أول من أمس، تضمنت قراءة نقدية لرواية "إبحار عكس النيل"، للكاتبة والإعلامية العراقية فائزة العزي، أدارها الشاعر نصر بدوان، وقدمها الإعلامي والقاص محمد ولد محمد سالم، وذلك بحضور عدد من الأدباء والكتاب والإعلاميين المهتمين بشؤون الرواية والوضع في السودان. حيث هدف نص الرواية فتح دفة الحديث حول نص الرواية الداعية لكشف الوضع الحقيقي في جنوب وشمال السودان والتفاصيل المبهمة في قضية الإنفصال. مؤكدة فيها الكاتبة أن عملها الأدبي دعوة لإزاحة موجة التهميش للأوضاع في السودان إعلاميا، وبيان مصوغات الانفصال الفعلية البعيده عن ذهن المتلقي العربي. تداعيات روائية في وصفه للرواية قال محمد ولد محمد سالم هي «رواية سياسية مطلقة، تبنت الموقف السياسي للكاتب اتجاه الوضع في السودان»، مضيفا أنها رصدت تداعيات الواقع السوداني قوبيل الانتخابات التي أدت إلى الإنفصال بين جنوب وشمال السودان من خلال التركيز على علاقة حب بين فتاة من الجنوب ورجل من الشمال. مستخدمة بها الأدوات الفنية للرواية كتقنية الإرجاع لبيان تفاصيل حصلت لأسرة جنوبية نزحت إلى شمال السودان بسبب الحروب الأهلية والقبلية، لتستقر بعدها في الشمال. مبينا أن الكاتبة هنا سعت لتقديم مساهمة في البحث عن سبب وتداعيات لما كان وما سيكون إبان الانفصال. وأشار إلى أن الكاتبة تلخص رأيها في النهاية إلى أنه لا علاقة للخلاف الديني أو العرقي أو عمليات الإضطهاد في المجتمع السوداني في قضية الانفصال، والتي عمدت أسبابه إلى الاستعمار والتدخل الأجنبي في توجهات الساسة في السودان. مبينا ولد محمد سالم أن محاولة الروائية لطرح موقف تبرئة المجتمع السوداني كله بمكوناته الدينية والعرقية، يعد أبرز توجهات الرواية. خصوصية مجتمع فيما أكدت الروائية فائزة العزي أن خصوصية المجتمع السوداني فعليا مبهمة لدى المجتمعات العربية. وقالت في ذلك انه" عندما نسمع عن وقوع حرب في السودان، نتوقع أنها حاصلة في عاصمتها خرطوم، ولكنها في الحقيقة تكاد تكون بعيدا عنها ما يقارب 3آلاف كيلو متر" مبينة أن الشماليين في العاصمة لم يشعروا بها كما شعر بها أهل الجنوب، كونها تحصل بالقرب منهم. وأوضحت العزي أن الرواية ليست قصة حب بين رجل وامرأة، بل تعدت كونها رموزا تمثل الشمال والجنوب. مضيفه أن الرواية رغبة حقيقية منها في أن يقرأ المجتمع العربي السودان المظلوم إعلاميا"، على عكس ما حدث في العديد من البلدان العربية فإن الإعلام كان رائدا فيها، إلا أن السودان وبسبب هذا التجاهل يعتبر مجتمعا مجهولا". ملفتة ما ستفعله الرواية من جعل القارئ العربي يطرح الكثير من التساؤلات حول ما يدور من إشكاليات وأبعاد هذا المجتمع الثري بتنوعه الثقافي، يحتاج التحليل والبحث المعمق.