صادف يوم الأربعاء الماضي الموافق 25/1/2017 الذكرى السابعة لرحيل الكروان عبد الدافع عثمان - أحد رواد الأغنية الحديثة – ويعد عبد الدافع أحد جيل العمالة الذين أثروا الساحة الفنية بروائع الأغنيات الخالدة ووضعوا بصمات واضحة في مسيرة الأغنية السودانية . ولد عبد الدافع عثمان عام 1928 بأمدرمان حي المورده,نشأ في العباسية, واستقر به المقام لاحقاً في أمبدة – تلقى تعليمه الأولي بأمدرمان ودرس الوسطى بمدرسة علي عبد اللطيف بالخرطوم – له 5 من البنين عبدالعزيز, عبدالمنعم, عبدالعظيم, عماد، وعادل، وبنت واحدة هي نور الهدى. بدأ مسيرته الفنية في منتصف الأربعينات حيث ظهرت موهبته الفنية بترديده لأغاني الحماسة والتراث، وقد أعجب به عصفور السودان الفنان إبراهيم عبد الجليل وأطلق عليه اسم (الكروان) . أجيز صوته بالإذاعة السودانية في عام 1944 بأغنية للفنانة المصرية ليلى مراد (هنا الغرام هنا الهنا) وتمت استضافته لأول مرة بالإذاعة على الهواء مباشرة عام 1945، وقد رافقه بالعزف عثمان عوض الله وعربي الصلحي وعلي مكي - ظهر في دنيا الغناء في عام واحد مع العديد من المطربين الرواد التاج مصطفى وعائشة الفلاتية و عثمان الشفيع وعثمان حسين و مهلة العبادية ومنى الخير . أول أغنية قدمها كانت أغنية (أضيع أنا وقلبي يزيد عناه)، وقد شجعه في بداياته الفنية خاله الشاعر مبارك المغربي وأهداه العديد من القصائد الشعرية منها لحن (الكروان) و(ياملاكي) و(مرت الأيام) . أول أغنية قام بتلحينها هي لحن (الكروان) وكان الشاعر مبارك المغربي معجباً بلقب الكروان ولذلك جاء بكلمات لحن الكروان اعتزازاً وتقديراً لعبد الدافع عثمان. غنى عبد الدافع عثمان أغنية (يوم البحيرة) للشاعر العراقي علي أحمد باكثير وألحان عربي الصلحي وهي باللغة العربية الفصحى، وقد وجدت هذه الأغنية استحساناً من جمهور المثقفين في ذلك الزمان . شكل ثنائية مع خاله الشاعر مبارك المغربي في الكثير من الأغنيات - ومن الشعراء الآخرين الذين تغنى بكلماتهم على سبيل المثال سيد عبدالعزيز - إسماعيل خورشيد – حسين عثمان منصور – التجاني سعيد, ومن كلمات عبدالمنعم عبدالحي غنى (همسة عاشق) ألحان برعي محمد دفع الله, ومن الملحنين الذين تعاون معهم إسماعيل عبدالمعين, المزارع, عبد اللطيف خضر ودالحاوي, علي مكي , أحمد زاهر , بشير عباس وعربي الصلحي في أكثر من أغنية. تغنى عدد كبير من المطربين بأغنياته في بداية مشوارهم الفني ومنهم على سبيل المثال حمدالريح – مصطفى سيد أحمد – كمال ترباس – جمال فرفور – محمود عبدالعزيز وأخيراً فهيمة عبدالله التي ارتفعت أسهمها بأداء أغنية (مرت الأيام) . عمل موظفاً بالإذاعة السودانية حيث بدأ متعاوناً في الخامس من فبراير عام 1962 ثم تم تعيينه في الأول من أبريل 1980 في وظيفة عازف – تنقل بين أقسام الإذاعة المختلفة، حيث عمل بالسكرتارية وشؤون العاملين والموسيقى، وكان مثالاً للتفاني والجدية والإخلاص، وشهد له زملاءه بالإذاعة بحسن المعشر وحلاوة اللسان وطيبة القلب. يعتبر عبد الدافع من رواد الأغنية الحديثة وتميز باختيار المفردات الجميلة التي ظلت خالدة في الأذهان, تبعث الراحة والاطمئنان في نفوس المستمعين واختيار الألحان المموسقة التي يميل لها القلب طرباً , وقام بتلحين عدد من أغنياته بنفسه ونافس كبار الملحنين في تلك الفترة . سجل للإذاعة والتلفزيون مجموعة كبيرة من الأغنيات الخالدة ولازال زملاؤه بالإذاعة يذكرون الصدى الكبير لحفلاته الجماهيرية التي كان يقيمها بمسرح الإذاعة في أمسيات رمضان . قال عنه معتصم فضل: إن عبدالدافع عثمان يعتبر آخر جيل العمالقة المميزين فهو صاحب بصمة واضحة في مسيرة الغناء السوداني من خلال الحانه التي رفد بها مكتبة الإذاعة واصفاّ إياه بصاحب الصوت المتميز غير المتكرر, مؤكداً أنه كان يهتم بالتوثيق وانتقاء المفردة الراقية, مضيفاً إنه استطاع النفاذ إلى أذن المتلقي السوداني بكل أريحية . وقال عنه الأستاذ عوض أحمدان مدير إذاعة "ذاكرة الأمة": إن عبد الدافع كان من أميز فناني الزمن الجميل الذين خلقوا مدرسة متميز ة في خارطة الغناء السوداني، حيث تميز بدفء الصوت وعمق الكلمات، وقال: إن الراحل كان صاحب مواهب متعددة، حيث كان يمارس رياضة كرة القدم وعمل بالتحكيم . رحم الله الفنان عبد الدافع عثمان رحمة واسعة . التيار