مجيء المؤتمر الوطني إلى الحكم قبل 27 سنة كان قاصمة ظهر للممارسة السياسية في السودان فالديمقراطية التي انقلب عليها إن تركها استمرت على علاتها في ذلك الوقت لحدثت نقلة في الممارسة السياسية الآن ولتحسن الأداء السياسي بمرور الزمن ف27 سنة جديرة بصقل التجربة مهما كانت سيئة، و بفعلته تلك طعن السودان في مقتل، فمن يومها لم يجد العافية وساقه إلى طريق الفوضى في كافة المجالات فأصبح دولة في مهب الريح . المؤتمر الوطني خلال هذا الزمن قاد حملة دمار شامل عمد من خلالها إلى تفكيك الأحزاب وإضعافها وإفساد الممارسة السياسية كلياً فقد خلق بيئة قذرة تكاثرت فيها الأجسام السياسية مثلما تتكاثر الحشرات في أمان النفايات، فأصبح هناك أكثر من مائتي جسم سياسي معارض أو مشارك في الحكومة ومنها أحزاب وحركات (الفكة ) التي شاركت في الحوار بحثاً عن المناصب والمخصصات ولكنها ظلت تشكو دائماً من التهميش دون أن تفعل شيئاً حتى انتهى الحوار وحان وقت الحصاد بدأت ترفع صوتها وتتهم الوطني بتجاهلها وقالت إن معايير المشاركة لا تمثلهم وغير ملزمة لهم وطالبت بإعادة تشكيل الآلية التنسيقية العليا للحوار تحقيقاً لمبدأ الشورى، كان غيرها أشطر ولما وجد المؤتمر الوطني نفسه في مأزق، هذه هي نتيجة مشاركة المؤتمر الوطني يعتبر كل من شاركه مجرد منظر اشتراه ليكمل به ديكوره . أحزاب وحركات ( الفكة ) تورطت مع المؤتمر الوطني فلم تشارك مشاركة لها قيمة ولم تعارض بكرامة ولم تبقً في أحزابها وحركاتها الكبيرة حتى تنجلي الرؤية ، الآن لم يعد لديها فرصة للتراجع، كما إنها لن تشارك مشاركة تعوضها الكرامة التي دفعتها ولذلك ستستحمل التهميش والإهمال والذلة والإهانة من المؤتمر الوطني وشقيقه الشعبي لا حيلة لها غير التهديد والشكوى . قبل أيام قليلة قال كمال عمر إن بعض الأحزاب المشاركة في الحوار نكرة وأن الشعبي من ألحقها بآلية 7+7 أي أنها دخلت بواسطته، وقد تفجرت الخلافات مرات عديدة داخل الآلية بسبب الطريقة التي يتعامل بها الشعبي أخو الوطني مع بقية الأحزب التي تسمي نفسها معارضة، ومعلوم أن الشعبي يجد مكانة خاصة من الوطني لأنهما أصلاً واحد فرقتهم المناصب وستجمعهم المناصب . قبل أيام قال المؤتمر الوطني إن تقسيم المناصب بين الأحزاب المشاركة في الحوار صعب وإن الأمر يتطلب تراضياً وتنازلات وإن هناك معايير لأحزاب الحوار للمشاركة في المناصب وعليه فإن بعضاً منها لن يجد فرص للمشاركة، أما الحركات فلم يتم حتى ذكرها، كل هذا يحدث لأن المؤتمر الوطني يعلم تماماً إن كل أحزاب الفكة والحركات ليست لها قيمة ولا تمثل أحداً وليس لها أثر على أرض الواقع وعليه ستجد نفسها دائماً مهانة ومذلولة للمؤتمر الوطني. التيار