الأمم المتحدة تطالب دائماً دول العالم بإدراج سعادة الإنسان في جدول أعمال كل حكومة على اعتبار أن السعادة والرفاهية تعدان بداية لتحقيق التنمية المستدامة للشعوب ، ودعت الدول بغض النظر عن ثرائها أو فقرها إلى القضاء على عدم المساواة وحماية البيئة والحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي وهي كلها غير مكلفة وتساهم في تحسين الأوضاع وتحقيق السعادة ، وقد أثبتت الدراسات إن أكثر الدول سعادة هي التى توفر فيها الوظائف وأسباب التماسك الاجتماعي، والتعليم بمستوياته المختلفة، وكذلك اهتمامها بالبيئة ودعم الرابط الأهلي والصحة والأمان، ولذلك أصبح هناك جهات علمية، جامعات ومعاهد ومنظمات تقوم بدراسة أحوال الشعوب سنوياً لتعلنها تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للسعادة الذي يوافق 20 مارس وهو واحد من الأيام الكثيرة التي أقرت الأممالمتحدة الاحتفال بها للفت نظر الحكومات لقضايا شعوبها المختلفة وحثها على التحرك العاجل لتوفر لها الحياة الكريمة، فسبب تعاسة الشعوب وشقاؤها مرتبط دائماً بأداء الحكومات، وكثير من الحكومات اتعظت واستطاعت أن تعبر بشعوبها في وقت وجيز . 28 سنة وما زلنا نحن في السودان تعساء، يتبوأ وطننا مراكز متأخرة جداً بين دول العالم في القضايا الأساسية مثل الصحة والتعليم والحرية والعيش الكريم وهو ما جعل حكومته تتبوأ دائماً مركزاً متقدماً كواحدة من أكثر الحكومات فساداً في العالم مما انعكس تلقائياً على أحوالنا ولذلك دائماً يصنف الشعب السوداني واحد من أكثر الشعوب تعاسة في العالم ، ورغم كل تلك السنين لم تتقدم الحكومة قيد أنملة . هذا العام أيضاً صنف الشعب السوداني من أكثر الشعوب تعاسة، ويستند الترتيب إلى ستة عوامل، وهي نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي ومتوسط العمر والحرية، وسخاء الدولة مع مواطنيها، والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد، وكلها قضايا يمكن أن تحرز فيها الحكومة تقدماً ملحوظاً بقليل من الاهتمام والالتزام، ولكنها غائبة عن حياة الشعب تماماً . عموماً تعاسة الشعوب وسعادتها بيد الحكومات وأول خطوة لتحقيقها هي تحقيق الاستقرار السياسي الذي هو القاعدة الأساسية لبناء سعادة الشعوب، فالعيش في رحاب السلام وبعيداً عن الصراعات والحروب مهم جداً لينمو المجتمع متوازناً راضياً عن حياته حتى وإن كان فقيراً فمن شأن الاستقرار السياسي أن يمنحه فرصة التطور الذاتي ومن ثم الرضا والإحساس بالسعادة . هذه النتيجية التي تحصل عليها السودان تؤكدها المشاكل التي يعيشها المجتمع اليوم من جرائم وظواهر سالبة وانتحار وهجرة وغيرها، نرجو أن تحسن الحكومة أداءها وتسعى لتحقيق الاستقرار السياسي الذي هو سبب تعاستنا الأول، فالشعب السوداني (غلبوا اليسويه معاها ) تكلم واحتج وظاهر وتمرد ولا حياة لمن تنادي، ويبدو إنه لا سعادة مع حكومة المؤتمر الوطني أبداً فتباشير الحكومة الجديدة تنذر بمزيد من التعاسة ولك الله يا شعبي. التيار