هناك كثير من المهن بالغة الأهمية في حياة الناس إلا أنها لا تجد القبول في مجتمعنا السوداني، لا سيما إذا امتهنها رجال، خاصة مهنة الطبخ، كيف لا وهي في نظر المجتمع حصرية على النساء، لكن مع مرور الوقت بدت هذه النظرة تشهد بعض التغييرات، وأصبح الشيف معترفاً به خاصة في ظل تعدد الوسائط الناقلة لبعض الثقافات الوافدة. لإلقاء الضوء على هذه المهنة، التقت (اليوم التالي) بالشيف فايز الذي جمعتها به الصدفة في مركز تطوير المخبوزات، فكانت سانحة ليحدثها عن تجربته، وخرجنا منه بهذه الإفادات: * حدثنا عن بداياتك في هذا المجال، وكيف استطعت الصمود مع نظرة المجتمع القاصرة لهذا النوع من الأعمال؟ – في البداية كنت أستحي، لكن بسرعة تجاوزت هذا الإحساس لأني أعشق الحلويات، وقد تخصصت فيها عبر الدراسة. وأضاف: أنا خريج كلية المحاسبة وبعد التخرج التحقت بالسلكية واللاسلكية التي أصبحت لاحقا سوداتل في وظيفة محاسب وكأي إنسان يتطلع للأفضل وجدت منحة لدراسة السياحة والفندقة بدولة سوريا، فقدمت بها، وكانت سانحة غيرت اتجاهي وكانت نقطة تحول في حياتي، فالتحقت بالمعهد العالي للسياحة والفندقة بدمشق، وبعد أن أكملت مدتي الدراسية في النظري والعملي عدت إلى بلدي وعملت بعدد من الفنادق من بينها هيلتون والفندق الكبير وقصر الصداقة، بعدها سافرت إلى الخليج وعملت في ذات المجال، وحاليا أعمل مدربا بمركز تطوير المخبوزات بشركة سيقا. * كيف ترى هذه المهنة الآن في ظل تعدد الوسائط الإعلامية؟ – حدث كثير من التطور عبر الإعلام الذي أتاح فرصاً جيدة لنشر هذه الثقافة التي كانت مغيبة، كما أن مركز تطوير المخبوزات أتاح للجمهور دورات تدريبية مجانية ساهمت بشكل كبير في نشر هذه الثقافة، وأتاحت فرصاً طيبة لربات البيوت والسيدات المنتجات لتعلم فنون الحلويات والخبائز والمعجنات لا سيما المستحدث منها، وهي مساهمة جيدة وليست دعاية للشركة، بل لتطوير المجتمع ومساعدة المرأة المنتجة. * كيف تنظر لمستقبل هذه المهنة، وهل يمكن استمراريتها؟ – ستشهد تطوراً كبيراً وستصبح أهم مهنة إن وجدت التدريب الكافي، وتم تخصيص كليات تعمل للتدريس والتدريب، بجانب توفير معامل مجهزة بكل المعينات عندها يمكن أن نُخرج أناساً ملمين إلماماً تاماً بكل أساسيات هذا العمل المهم، مع مراعاة المعينات المهمة كغطاء الرأس والقفازات، وكل ما يتعلق بصحة الإنسان. * في رأيك من هم المستهدفون بالتدريب؟ – أولا، العاملون في مجال الخبائز والحلويات والمعجنات بجانب السيدات المنتجات، ومن هنا أشيد بالمرأة السودانية التي دخلت هذا المجال، وأصبحت منتجة ومبدعة بإصرارها على التعلم والتدريب. * ما هي الفوائد التي تعود على المتدربات؟ – يضيف الكثير للسيدات، فهو يعالج كثيراً من المشاكل الأسرية عندما تتدرب السيدة تطبق ما تعلمته وتصبح سيدة منتجة، يمكنها أن تساعد زوجها في مصروف البيت عبر تسويقها للمنتجات، حيث نقوم بهذه الدورات للسيدات في إطار المسؤولية الاجتماعية، حيث ندرب الأرامل بجانب توفير معينات لإنجاح مشروعاتهن. * ما هي المعوقات التي تعترض طريق من يلج هذا المجال؟ – عدم توفر المعينات للعمل لأن النسوة لا يملكن معينات تمكنهن من العمل. * هناك شرائح لا تتمكن من الوصول إلى مركز التدريب؟ – تعاونا مع عدد من الأجهزة وسبق أن قدمت عدة حلقات عبر برنامج (بيتنا)، واستفادت منه الكثير من النسوة. * هل تمتلك القنوات مطابخ مجهزة؟ – بعض القنوات ليست بها مطابخ، كنا نصور في بيوت بها مطابخ أمريكية مجهزة وأحيانا يتم التصوير بالفنادق، لأنها مجهزة بمطابخ حديثة تتيح لنا فرصة جيدة للتصوير، مؤخراً سجلت حلقتين بقناة سودانية 24، ولديهم مطبخ مجهز تم التصوير به، ولا نتوانى في التعامل مع الأجهزة والمنظمات وكل قطاعات المجتمع حتى الأحياء البعيدة والولايات نصلها. اليوم التالي